بسم الله الرحمن الرحيم "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" سورة التوبة(105). وقال النبي الأمين "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرءٍ ما نوى ...." الحديث. فالعمل قتال .. والقتال فنون .. والفنون جنون .. ومن الجنون الإبداع .. والإبداع طموح .. والطموح نجاح .. والنجاح أن تصل إلى ما تريده بمجهودك وتثبت جدارتك وتفرض إمكاناتك على الجميع وألا تدع الفرصة تفوتك فربما لا تأتي اليك ثانيةً. والنجاح رحلة وغاية وهدف .... ويقول (واشنطن إرفنج) الفرق بين الأغبياء والأذكياء: أن الأغبياء يملكون حلماً، والأذكياء يملكون هدفاً. فليس بالتكاسل أو التمايل أو التمايع يحقق الفرد أمانيه.. وإنما بالطموح والغاية ولكي يصل الى مراده ومبتغاه لابد من الجد والاجتهاد والعرق وبذل قصارى الجهد، فلا تحقيق للطموحات إلا بالعناء فلابد وأن تفعل كل ما عليك وتبذل كل ما لديك وتعرض على الجميع موهبتك وإمكاناتك وتترك الأمر لصاحب الأمر.. والنجاح قيمة من أغلى القيم في حياتنا, يسعى إليها كل منا حسب طاقته وقدراته, والسعي والعمل يحتاجان إلى مقومات ومن هذه المقومات الصبر والجلد والتحمل، ذلك ليكون لديك حائط صد منيع لمواجهة الصدمات وتحدي الضربات وتحقيق ما تريد وهو النجاح والتمييز, و لمن يستطيع تجاوز العقبات وتحقيق الأمنيات فلابد من معرفة سر النجاح, وهو أن تعرف كيف يمكن وكيف يأتي, وما يجب أن تفعله لتحقيقه فله العديد من المصاعب فلابد من الثبات في وجه العواصف.. فليس النجاح أن لا تسقط أبداً, بل النجاح في أن تنهض كلما سقط وتعرف أسباب سقوطك كي لا تبقى حيث سقطت ولا تسقط ثانيةً. حيث لا يصل الإنسان إلى حديقة النجاح من دون أن يمر بمحطات التعب والفشل واليأس وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف عند هذه المحطات فلا مجال للوساطة وغيرها. فالموهبة الحقيقية هى من تثبت نفسها وتستعرض قواها ليحترمها الجميع ومنهم المتخصصين. وكما قال النبي الكريم" لن يشبع المؤمن من خير حتى يكون منتهاه الجنة" ويحضرني قول الشاعر: إذا ما طمحت إلى غاية لبست المنى ونسيت الحذر ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر لذلك الناجح في حياته هو من يتقن فن السعي ويعرف مداه وما مرماه ونتائجه الايجابية ويحسب كل مردود خطاه وذلك لا يأتي إلا بعقل واعي إدراك محسوب وإحساس مقدر وتحمل للمسؤولية. ولكى تكون ناجح لابد من تعزيز كل طموحاتك ومسؤولياتك لذلك حيث يكمن حقيقة الطموح في حروف كلمته وهي: ا(استعد)، ل(للنجاح)، ط(طور)، م(مهارات)، و(ووجه)، ح(حياتك). فالطموح بذرة تنمو بماء الاجتهاد، وسماد التضحية، والإخلاص لتصير شجرة عظيمة الأغصان عميقة الجذور تعمر مئات الأعوام وهي النجاح . ومن أقوال الامام على كرم الله وجهه "ما رام امرؤ شيئاً إلا وصله، أو ما دونه". ولكي ننشد النجاح لابد من العبرة والعظة من مواقف الغير وترقب خطى السابقين وتفادي أخطائهم، وأن نتحلى بالثقة والاختيار الأنسب واللائق، والنقاش الهادئ، والفهم الواعي، والإدراك المستنير، والحوار الهادف، والبعد عن التشدد والانحياز، وألا نتعالى مطلقا عن التعليم والاستماع والتقويم والثواب والعقاب وأن نملك القدرة على توجيه أفكارنا. ويحضرني قول(بيل ميير) " كل فكرة عبارة عن " بذرة "، فلا تزرع شوكاً لتجني عنباً ". فلابد أن نصوب مجمل أفكارنا نحو الصميم ويكون سهم اتجاهاتنا آخره النجاح والتفوق والتمييز والقمة.. فالقمة تستوعب الكثير فلابد من الحفاظ على المكوث عليها طويلاً قدر الاستطاعة، ولا يكون آخر مرمانا ومسعانا ومبتغانا وصولها فقط، بل الوصول والتربع عليها.. دمتم طيبين ..