p style=\"color: rgb(0, 0, 0); font-family: tahoma; font-size: 12px; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; letter-spacing: normal; line-height: 19px; orphans: auto; text-indent: 0px; text-transform: none; white-space: normal; widows: auto; word-spacing: 0px; -webkit-text-stroke-width: 0px; text-align: justify;\" قال أهالى مدينة بنى عبيد بالدقهلية أن فكرة وزارة للعدالة الانتقالية جاءت لتكون مهمتها حماية أمن المواطنين وسلامتهم وصيانة حقوقهم وحرياتهم الدستورية، لتكون مسئولية أساسية تقع علي عاتق الدولة ومؤسساتها الأمنية. p style=\"color: rgb(0, 0, 0); font-family: tahoma; font-size: 12px; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; letter-spacing: normal; line-height: 19px; orphans: auto; text-indent: 0px; text-transform: none; white-space: normal; widows: auto; word-spacing: 0px; -webkit-text-stroke-width: 0px; text-align: justify;\" وأشار أهالى المدينة فى السياق ذاته أنه لا يمكن إزالة حالة الاحتقان التي يعاني منها المجتمع وبلوغ المصالحة الوطنية بدون عدالة ومعرفة حقيقية لما حدث من تجاوزات وانتهاكات لحقوق الإنسان ومحاسبة مرتكبيها، بأن تطبيق مفاهيم العدالة الانتقالية هو وحده الكفيل بتحقيق هذه الأهداف.. كيف؟.. ولماذا؟.. هذا هو موضوع حوارنا مع المستشار عادل ماجد نائب رئيس محكمة النقض وخبير القانون الجنائي الدولي، وصاحب العديد من المؤلفات حول العدالة الانتقالية. - من خلال آليات العدالة الانتقالية التي صممت لتقصي أسباب الانقسام ومعالجتها، فالعدالة الانتقالية ذات صلة وثيقة بالعفو وبالمصالحة، والمصالحة كأحد مكونات منظومة العدالة الانتقالية تشكل في حد ذاتها أهم أهدافها، فالهدف الأساسي من العدالة الانتقالية هو معالجة كافة أسباب الانقسام المجتمعي تمهيداً للوصول للمصالحة الوطنية، لذلك فقد أكدنا في العديد من المناسبات أن أنسب مسار لبلوغ المصالحة الوطنية هو عن طريق مسار العدالة الانتقالية، أما المسار السياسي فهو يسهم فقط في إجراء حوار بين الأطراف السياسية المختلفة لتحديد المسائل الخلافية ومحاولة وقف العنف تمهيداً لمعالجة حالة الانقسام المجتمعي بعمق عن طريق هيئة أو مفوضية عليا للعدالة الانتقالية. p style=\"color: rgb(0, 0, 0); font-family: tahoma; font-size: 12px; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; letter-spacing: normal; line-height: 19px; orphans: auto; text-indent: 0px; text-transform: none; white-space: normal; widows: auto; word-spacing: 0px; -webkit-text-stroke-width: 0px; text-align: justify;\" والمشكلة الحقيقية في مصر أن ثقافة الحوار ذاتها مغيبة عن الواقع العملي، ومن المرتقب أن تسهم آليات العدالة الانتقالية في إيجاد مناخ مناسب للحوار والاستماع للآخر، فلا يمكن تحقيق أهداف العدالة الانتقالية إلا من خلال حوار مجتمعي وتوافق وطني مما يستلزم معالجة الفرقة والانقسام بين أطياف المجتمع واتخاذ التدابير اللازمة للتغلب عليها، واستئصال جذورها بعيداً عن ثقافة الثأر والانتقام، وميزة اتباع آليات العدالة الانتقالية لتحقيق المصالحة الوطنية أنها تضمن تحقيق المصالحة دون تضييع الحقوق. - يجب أن نتفق جميعاً أن عدم معرفة حقيقة العديد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والأحداث الجسام التي حدثت إبان الأنظمة السابقة يعد من أهم أسباب حالة الاحتقان المجتمعي في مصر، ولذلك تعد معرفة الحقيقة من أهم آليات العدالة الانتقالية، والحق في معرفة الحقيقة يشمل الجانب الفردي للضحايا والجمعي للمجتمع، والحق في معرفة الحقيقة قد ينشأ كحق قانوني للضحايا والمجتمع تلتزم الدولة بمقتضاه بأن توفر المعلومات للضحايا أو ذويهم حول الظروف التي أحاطت بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبت ضدهم. وفقط عن طريق كشف الحقيقة يمكن للمجتمعات التي ذاقت قسوة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وإساءة استعمال السلطة والفساد العمل علي منع تكرار مثل هذه الانتهاكات، هذا إلي جانب أن معرفة الحقيقة تسهم في شفاء غليل الضحايا وذويهم، وعندما نتحدث عن معرفة الحقيقة فمن المعلوم بصفة عامة أن عدم معرفة الحقيقة يؤدي إلي عدم الشعور بالأمان ومن ثم إلي عدم الاستقرار لأن غلق الملفات دون إظهار الحقيقة بفتح باب الثأر والانتقام ويزيد من التوتر والاحتقان، وإن الاتجاه إلي تطبيق آليات العدالة الانتقالية لا يعني غلق الملفات ولكن فتحها والاعتراف بما ارتكب في حق أبناء الوطن من جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وإعلان حق الضحايا، والميزة التي توفرها آلية معرفة الحقيقة أنها تساهم في فضح انتهاكات وتجاوزات الماضي، ومن ثم في مواجهتها أو الصفح عنها بما يحقق قدراً من الرضاء لدي المواطن العادي يسهم في بلوغ المصالحة الوطنية، علي النحو الذي حدث في تجربة جنوب أفريقيا.