خيرا فعل المهندس هاني ابو ريدة عندما تراجع عن الطعن على قرار استبعاده، وانسحب ومعه احمد شوبير من حلبة المنافسة، ليستريحا ويسدا ابواب ريح التراسية عاتية.. خيرا فعل ابو ريدة لانه " نفد بجلده " من منصب جعلت منه الظروف الجارية بؤرة للمشاكل وكرة من اللهب. واذا كان الكثيرون – وانا منهم – يرون ان الرجل كان جديرا برئاسة الاتحاد لتراكم خبراته الادارية وفن علاقاته الدولية بحكم عضويته في لجنة الفيفا التنفيذية، وانه لو خاض الانتخابات سيكتسحها لسابق قدراته في استقطاب اصوات الاندية والتعامل مع رؤسائها بما فيها الاهلي، الا ان الوضع الحالي يؤكد ان الوقت غير مناسب بالمرة لتوليه هذا المنصب لانه وبصريح العبارة سيضع نفسه - عند نجاحه - في " وش المدفع " وسيدفع الثمن غاليا، مما يؤثر ذلك على موقعه في الاتحادين الافريقي والدولي ومن ثم طموحاته واحلامه المنتظرة في كل منهما. المؤشرات كانت تؤكد ان ابو ريدة سيعود للمنافسة الانتخابية وينجح، لكن هذا لو حدث فسيكتشف " الباشمهندس" ان الوصول لكرسي الرئاسة في دولة الجبلاية اسهل بكثير من الاستمرار عليه في ظل حالة الغليان الحالية.. اذ رغم انه اعلن مرارا وتكرارا انه لم يتدخل من قريب او بعيد في احكام لجنة التظلمات بالاتحاد الدولي الا ان جماهير التراس اهلاوي لاتعترف بتبريراته في هذا الصدد، وماتزال تصر على انه تدخل بحكم بورسعيديته لعودة المصري الى الدوري الممتاز.. هذا وحده سيجعل ابو ريدة – في حالة رئاسته للاتحاد - هدفا اساسيا للهتافات المعادية في كل مباراة لمنتخب مصر او اي مباراة للنادي الاهلي مع اي فريق منافس، ونفس الشيئ عند عودة فريق المصري للدوري الممتاز في الموسم المقبل لاسيما انه يلعب مع 6 فرق قاهرية سيتواجد خلالها في العاصمة. اما احمد شوبير، فهو ضليع في العملية الانتخابية ونجاحه كان مضمونا ايضا رغم اختلاف البعض مع نهجه وارائه.. غير ان عدائه القديم للالتراسيين فرض نفسه وحتم عليه الا يكون موجودا في هذه المرحلة باتحاد الكرة خاصة انه ومن معه ممن استعدوا الالتراس على طول الخط لن يفلحوا بسهولة في رأب صدع اتسعت مسافاته مع هؤلاء الشباب. حقيقة الامر..ان خروج ابو ريدة وشوبير من سباق انتخابات اتحاد الكرة في هذا التوقيت يحسب لهما لانهما تجنبا مشاكل اكبر مما يتوقعاه.. ويكفي انهما ما ان اعلنا الانسحاب حتى خرجت الاقاويل والتفاسير لهذه الخطوة، وبالطبع بحث البعض في دفاتر قديمة لم يتلفها الهوى واستخرج منها ملفات طويت دون استيفاء. البعض قال ان مسئولين كبار هددوا ابو ريدة بفتح ملفات الفساد في بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2006 التي نظمتها مصر وشابها مخالفات ضخمة، وكان أبو ريدة رئيسا للجنة المنظمة، فيما هدد المسئولون أحمد شوبير بفتح ملف تذاكر ذات البطولة وحكاية سائقه الذي تم القبض عليه وهو يبيع تذاكر المباريات في السوق السوداء. هذه الاقاويل تحتاج من ابوريدة وشوبير رد.. لاسيما ان الاخير كان قد طالب الاول وبالحاح شديد عبر برامجه الرياضية - في ذلك الحين - بالكشف عن ميزانية البطولة وتقريرها ..!!. عموما .. لحين رد ابو ريدة او شوبير على ما اثير حول انسحاب كل منهما، فاننا لانملك الا ان نقول لهما قول مدربي الكرة ايام زمان لتطييب خواطر اللاعبين الذين لم يقع عليهم الاختيار في اي اختبار: فرصة سعيدة ياكباتن.. بدورنا نقولها: فرصة سعيدة لشوبير وابوريدة !!