ماذا حدث لروابط الالتراس ؟.. تلك المجموعات التي بدأت عام 2007 وانتشرت في معظم الاندية لتضفي على ملاعبنا اجواء من البهجة وحولت المباريات الى احتفالات كرنفالية .. كيف تحولت الى كيان مخيف يكاد يكون دولة داخل الدولة .. يهدد عودة الدوري ويستعدي بعضه بعضا ؟ مؤخرا .. هاجم التراس المصري كامل ابو علي رئيس النادي لأنه جنح للسلم وسحب فريقه من الدوري رغم الحصول على براءة من الفيفا، كما هاجم التراس الزمالك لاعبيه ومجلس ادارة ناديه اثناء مباراتهم مع تشيلسي الغاني في بطولة افريقيا.. اما التراس الاهلي فقد رفض - ومن الاخر - عودة النشاط الكروي قبل القصاص لشهدائه في موقعة بور سعيد الشهيرة وعليه هاجم بعض اعضائه اتحاد الكرة عقب الاعلان عن جدول مسابقة الدوري مباشرة. ورغم ان السلوك العدواني لمشجعي الالتراس مرفوض تماما الا ان هذا لايعفي ادارة الاهلي ووزير الرياضة معا من المسئولية. ادارة الاهلي مسئولة لانها اتخذت - حينما كان وزير الرياضة عضوا فيها - قرارت ذات سقف عال عقب حادث بور سعيد الذي راح ضحيته اكثر من 70 مشجعا من عشاق النادي، من بين هذه القرارات عدم اللعب في بور سعيد خمس سنوات ومقاطعة اتحاد الكرة السابق قبل اقالته او استقالته بجانب - وهذا هو الاهم - عدم عودة النشاط الا بعد القصاص للشهداء.. وكان طبيعيا ان يتمسك شباب الالتراس بمطالب ادارة ناديه التي اوقفت النشاط في مصر وسمحت لفريقها بالمشاركة في بطولة افريقيا تحت بند الحفاظ على التزامات النادي التعاقدية مع الرعاة رغم ان معظم الاندية لديها نفس الالتزامات..!!. اما العامري فاروق - المحسوب رياضيا على الاهلي بطبيعة الحال - فقد اصبح مسئولا بشكل اكبر شمولية من ادارة الاهلي، فهو مسئول عن الرياضة المصرية كاملة وليس كرة القدم فقط، لذلك سيخطئ كثيرا اذا تعامل مع هذا الملف بشكل امني اعتمادا على الشرطة، لانه بذلك سيؤكد انه يتعامل مع الوزارة بنظرة عضو سابق في مجلس ادارة ناد وليس كرجل سياسي ووزيرا في حكومة تصارع الزمن لحل ازمات موروثة من نظام فاسد ابدع في توفير المعاناة للمواطنين.! يجب على الوزير ان لاينسى ان قراره الاول - عقب توليه المهمة - وضعه في حرج شديد عندما قام بتعيين لجنة مؤقتة ثم اقالها خوفا من ايقاف الاتحاد المصري محليا وافريقيا ودوليا، ومن ثم استبعاد الاهلي من بطولة افريقيا، رغم انه لو تمهل قليلا لسارع اصحاب المشكلة في حلها ولاصبح التهديد يطولهم قبل غيرهم .. لانه وبصريح العبارة ايقاف الاتحاد المصري كان سيحرم هاني ابو ريدة من حق الترشيح لانتخابات تنفيذية الاتحاد الافريقي وبالتالي حرمانه من منصبه الدولي طبقا للوائح التي تقضي بعدم قبول اي مرشح من اتحاد موقوف..!! نعود لعودة الدوري التي اعلن عنها العامري منذ توليه الوزارة، اذ كان عليه حل المشاكل المرتبطة بالمسابقة قبل الاعلان عن عودتها، لان اقامة المباريات في ملاعب عسكرية وبدون جماهير ليس حلا وسيجعلها كالافلام الصامتة لاصوت فيها ولاصخب. الحل ياسيادة الوزير يتمثل في مواجهة المشكلة والتعامل مع اطرافها بالاجتماع مع اسر الشهداء وشباب الالتراس والبحث معهم عن سُبل وحلول تعيد النشاط الكروي وتضمن في نفس الوقت حق الشهداء، وقبل ذلك عليك ان تطمئن لوجود اتحاد منتخب يدير المسابقة بدلا من تلك اللجنة المرتعشة..!!.