عندما رفض حسام البدري المدير الفني لفريق الاهلي الاول لكرة القدم أن يعد جماهير ناديه بالفوز ببطولة دوري أبطال أفريقيا، ايقنت انه بدأ يتعامل باسلوب الكابتن الجوهري الذي يعتمد على عدم تصدير احلامه للغير، في الوقت الذي يسعى " في الخباثة" الى تحقيقها، فاذا ماتم المراد من رب العباد يكون قد حقق اكثر مما وعد به، اما اذا اخفق فسيكون قد مهد لذلك مقدما ولاتثريب عليه..! غير ان هذا التصريح الذي صرح به هذا المدرب الخلوق عقب عودته لاتعني بالضرورة انه يغفل حقيقة ان الجماهير الاهلاوية لاتعترف سوى بالمنافسة على الالقاب ولن ترضى عن التتويج في اي بطولة بديلا. ولعل البدري اكثر الناس دراية بهذه الجماهير وهو يدرك بلاشك انه مهما قال - تصريحا أوتلميحا -عن صعوبة المهمة الافريقية في ظل توقف النشاط المحلي فان أي خسارة للفريق ستعجل بثورة الشك ضده، اذ لايخفي على احد انه في المرة الاولى التي تولى فيها المهمة قام بتجديد الفريق بجرأة يحسد عليها ودفع بالعديد من الوجوه الصاعدة لم تلبث ان اختفت بعد رحيله وعودة جوزيه، بجانب تحديث اسلوب لعبه ومع ذلك رحل عقب فوزه بالدوري عام 2010 لان البعض شككوا في قدراته التدريبية بسبب اهتزاز الفريق دفاعيا في ظل طريقة اللعب ( 4-4-2 ) التي تسببت في وجود ثغرات في خط الظهر اتاحت الفرصة للمنافسين على غزو شباك الاهلي مما جعل الاحمر يفتقد في كثير من الاحيان الى المبادرة التهديفية التي اعتاد عليها نادي القرن، وحدث ذلك في 10 مباريات من 30 مباراة ( ثلث المباريات ) استبيح خلالها مرمى الاحمر اولا قبل ان يدرك التعادل او يفوز باستثناء الخسارة الوحيدة من غزل المحلة 0/2 في ذلك الموسم.. يضاف الى ذلك عدم قدرة الفريق في بطولة افريقيا - حينذاك - على الفوز خارج ارضه حتى مع الفرق الضعيفة حيث خسر في دور ال32 من فريق المدفعجية الزمبابوي 0/1 في هراري قبل ان يفز في القاهرة 2/0 كما خسر من الاتحاد الليبي 0/2 في ليبيا قبل ان يفز في القاهرة 3 / 0 وفي دور الثمانية فاز في مباراتين وخسر مثلهما وتعادل في اثنتين ايضا، وصعد ب8 نقاط كثاني مجموعة بعد شبيبة القبائل الذي حصل على 14 نقطة. اي ان الكابتن البدري يعلم تماما رغم تصريحه انه في مهمة شديدة الصعوبة وعليه الا يقع في نفس اخطاء التجربة الاولى .. واذا كان قد حقق مع الاهلي بطولة الدوري وفاز بذات اللقب مع المريخ السوداني، فانه في هذه المرة - مع الاهلي - مطالب بما هو اكبر من ذلك .. الفوز ببطولة افريقيا ومن ثم التأهل لمونديال الاندية.. ذاك هو الحلم.