نجاح اللاعبين الأفارقة في الدوريات الأوروبية وتحولهم من مجرد لاعبين مغمورين إلى نجوم عالميين.. يطرح السؤال الصعب .. هو: اين لاعبينا مما يحققه لاعبي افريقيا في اوروبا ؟.. واذا كان سجل كرة القدم في القارة السمراء يحفل بالارقام القياسية المصرية في كل شيئ سواء على مستوى المنتخبات ( 7 بطولات امم افريقية ) او الاندية.. ( 12 لقبا لدوري الأبطال 6 للاهلي و5 للزمالك وواحد للاسماعيلي و 8 ألقاب لأبطال الكئوس 4 للاهلي و3 للمقاولون العرب وواحد للزمالك و7 سوبر 4 للاهلي و3 للزمالك.. غير ان هذا التاريخ الناصع لم يشفع ان يكون لدينا لاعبا واحدا مرموقا في اوروبا يصل الى ماوصل اليه لاعب مثل الليبيري "جورج ويا" الذي حصل على لقب افضل لاعب في أوروبا عام 95 حينما كان يلعب في الميلان الايطالي وفي ذات العام حصل على لقب أفضل لاعب بالعالم بجانب أفضل لاعب في أفريقيا ثلاث مرات، في وقت لم تحظ فيه الكرة المصرية بجلالة قدرها الا بلقب واحد يتيم في مضمار الافضلية الافريقية حققه محمود الخطيب عام 83 عندما كانت الجائزة تمنح عن طريق مجلة " الفرانس فوتبول " الفرنسية ومن ساعتها ونحن نحلم وننتظر. الاسماء الكثيرة والكبيرة الافريقية التي تألقت في الملاعب الاوروبية تضعنا امام لغز غريب عن السبب في عدم تواجد لاعب مصري مميز يفرض نفسه مثلما فعل الايفواري دروجبا نجم تشيلسي الانجليزي والكاميروني صامويل ايتو الذي لعب لبرشلونة قبل انتقاله الى نادي أنجي الداغستاني الروسي والمالي اريك كانوتيه لاعب اشبيليه الاسباني .. للاسف كل من احترف من لاعبينا في بلاد الثلج اما " خدها من قصيرها " وعاد بعد تجربة قصيرة يجر اذيال الخيبة والاعذار الوهمية، أو لعب في الدوري التركي واليوناني والبلجيكي وهي دوريات بعيدة عن بؤرة الاهتمام الكروي في القارة العجوز ومن ثم لايشعر بهم احدا، أو يلعب مدافعا بعيدا عن نجومية منطقة الجزاء وهز الشباك مثل احمد المحمدي الذي يلعب حاليا في سندرلاند الانجليزي. حتى النماذج التي كنا نستبشر بها خيرا مثل عمرو زكي الذي سجل 12 هدفا في اول ظهور له بالدوري الانجليزي مع فريق ويجان لم يلبث حتى عاد من هناك واختفى عن الانظار بسبب الاصابة والمشاكل مع ناديه الزمالك، ونفس الشئ بالنسبة لميدو الذي كنا نتخيل انه سيزاحم دروجبا وايتو وكانوتيه في اوروبا بعد تألقه مع اياكس الهولندي وانتقاله الى الدوري الانجليزي لكنه "لف" على العديد من الاندية الاوروبية دون ان يعمّر في احداها واصبح انجازه الوحيد انه لعب في هذه الاندية انصاف مواسم وبعض المباريات، أما محمد زيدان الذي يلعب في بروسيا دورتموند الالماني فقد تفلت منه الزمن وأصبح عمره 31 عاما مما يعني صعوبة وصوله الى انجاز يواكب ماحققه نجم بحجم الفيل الإيفواري دروجبا.