قد يعتقد البعض أن توقف النشاط الكروى فى مصر لن يؤثر على وضعية التحكيم المصرى لدى الإتحاد الدولى لكرة القدم ( فيفا ) الذى يعانى من الأساس أزمة مع دولة الفيفا خاصة أن مستوى المسابقة المحلية له دور مهم فى تحديد عدد الحكام الدوليين لكل بلد وفقاً لمعايير الفيفا . الأزمة ستنجلى مخاطرها فى القريب العاجل فى حال عدم تطبيق دورى المحترفين فى مصر فى أقرب فرصة ممكنة حيث أن الفيفا بات يعتمد - فقط - على الحكام المحترفين فى إدارة البطولات العالمية وهذا ينسحب على تقييم الفيفا للحكام المصريين . إن عدم الإسراع فى الإعداد والتجهيز لدورى المحترفين الذى غزا معظم دول شمال إفريقيا سيؤدى لتراجع مخيف للتحكيم المصرى وقد نرى الساحة التحكيمية العالمية لسنوات عديدة مقبلة تخلو من الحكم المصرى الذى يعانى الإهمال من إتحاده الوطنى على مر العصور حيث لم يفكر المسئولين يوماً فى رسم سياسة علمية للإرتقاء بالتحكيم حتى أن كل الحكام المصريين الذين مثلوا الوطن فى المحافل المختلفة على مدار العشرين سنة المنقضية راجعاً لمجهودات وتحركات فردية من الحكام . ولاشك أن تأخر الإتحاد المصرى لكرة القدم فى تصنيف الإتحاد الدولى وفقاً لنتائج المنتخبات الوطنية لاسيما فى الفترة الراهنة سينعكس سلباً على التحكيم وكذلك فإن عدد الحكام بمختلف درجاتهم ومستوياتهم الفنية والبدنية لها دورعظيم فى تواجد قضاة الملاعب المصريين فى التجمعات والبطولات الدولية والعالمية ، وتلك من المعايير التى أرساها الفيفا حين يذهب لتحديد عدد الحكام الدوليين فى كل بلد . ومما سبق ووفقاً لمبادىء الفيفا ودون إجتهادات شخصية منى فإن إمكانية حفاظ التحكيم المصرى على مقاعده الدولية فى قائمة الفيفا بات مهدد بلا ريب بتقليص عدد الحكام فى القائمة الدولية التى تضم راهناً 14 حكماً وحكماً مساعداً بالإضافة إلى قوائم حكام الكرة الخماسية والشاطئية والسيدات . الحكام المصريين إنحسر دورهم فى إدارة البطولات الإفريقية والدولية بصرف النظر عن تردد إسم الحكم الدولى جهاد جريشة الذى أختير وشارك فى البطولة الإفريقية الأخيرة ولم يشعر به أحد . التحكيم المصرى بات لأول مرة على المحك مع الفيفا خاصة أن الفترة المقبلة لن تكون مسرحاً للمجاملات والتوازنات من جانب الإتحاد الدولى - كعادته - حيث أن هناك معاييروشروط مقننة سيتم الإلتزام بها حين يشرع الفيفا سواء فى تحديد عدد الحكام الدوليين فى قائمة كل بلد أو المشاركة فى البطولات فى مقدمتها تطبيق دورى المحترفين فى الإتحادات الوطنية وكذلك تصنيف الأخيرة لدى الفيفا ومستوى دورى المحترفين فى كل بلد والذى لم يطبق أساساً فى مصر.