على الرغم من المعالجة المبالغ فيها من قبل بعض الصحف الجزائرية للاشتباكات التي حدثت في مصر قبل وبعد المباراة التي أقيمت بين المنتخبين السبت الماضي في الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، استطاع "korabia.com" أن يلتقي عدد غير قليل من الإعلاميين والصحفيين أصحاب الكلمات والأقلام العاقلة المتزنة ويحصل منهم على شهادة حقيقية على ما حدث في أرض الكنانة خلال الأيام الماضية. وكانت الصحف الجزائرية قد تحصلت في الأيام الماضية على شهادات العديد من الإعلاميين والمشجعين المصاحبين لبعثة "الخضر" في القاهرة، والذين أكدوا على تعرضهم للإهانة، ووقوع العديد من الإصابات في صفوف الأنصار، كما أعلنوا وجود وفيات وهي معلومة لم تؤكدها أي جهة على الرغم من الصور التي انتشرت في الصحف الجزائرية للأنصار وهم على الأرض في مشاهد أثارت الرعب في نفوس الجميع لظنهم أن اصحاب الصور قد فارقوا الحياة، وهو ما تم نفيه بعد ذلك جملة وتفصيلاً. وتحصل "korabia.com" على شهادات عدد من الإعلاميين الجزائريين عاشوا في مصر لعدة أيام وتجولوا في شوارعها بحرية، ولم يشكو أحد منهم قط من معاملة سيئة أو التعرض لإهانات. ومن جانبه، قال الصحفي بالشروق عبد الحكيم بالقيروس أن تنظيم مصر لمباراة السبت كان مثالياً للغاية، مشيراً إلى إنه لم يشعر قط أو يتعرض لتلك الإهانات التي تحدث عنها جزائريون بل عاش أجواء سلمية للغاية. أما وليد بوشناق من موقع "الجزائر نيوز" فأكد أنه حضر إلى مصر قبل المباراة بأسبوع كامل ولم يتعرض لمضايقات، وقال نصاً "شعرت وكأنني في بلدي .. لقد تجولت في الشوارع وقمت بعمل تحقيقات صحفية مع أهلها الذين أبهروني بحبهم لمصر، ورغبتهم القوية في الفوز." ومن جانبه، قال نسيم العسلوني من صحيفة "النهار" إنه متواجد في مصر منذ 28 أكتوبر الماضي، موضحاً "أن الأمور جميعها تسير على ما يرام، وأنا لم اتعرض لأي مضايقات من قبل المصريين." وكان الختام مع بلال وهاب صحفي "الشروق" الجزائرية الذي أكد إنه تجول في المحافظات وانبهر بعشق المصريين لبلادهم ووطنيتهم الشديدة، وقال "أدهشني عشق المصريين الكبير لبلادهم وحبهم الذي لا يوصف لكرة القدم .. لقد اكتست مصر بألوان الأبيض والأحمر والأسود وكان الجميع يشجعون فريقهم بكل وطنية، فيما لم يتعرض أحد لأي منا."