365 يوم مروا منذ الهزيمة القاسية لمنتخبنا المصري أمام نظيره الغاني بمباراة الذهاب بالدور الثاني والنهائي لتصفيات القارة الإفريقية لكأس العالم التي أقيمت في البرازيل الصيف المنتهي.
365 يوم على صدمة تاريخية لم يتوقعها أكثر محبي المنتخب المصري تشاؤماً بعد سداسية مؤلمة تلقاها منتخبنا يومها على يد أطفال غانا 2010 الذي سبق لنا إنتزاع كأس الأمم الإفريقية منهم قبلها بأعوام قليلة.
365 يوم مروا على أغرب نتيجة شهدتها تصفيات بطولة كأس العالم 2014 في العالم أجمع فالمنتخب الذي حقق الفوز في كل مبارياته في التصفيات في إنجاز لم يساويه سوى المنتخب الهولندي تلقى الهزيمة الأكبر على مستوى قارته في الجولة الأخيرة من التصفيات.
إلا أن تلك الهزيمة ليست الوحيدة القاسية للمنتخب المصري بعد إنجاز كبير أو أمل يستشعره ملايين من أبناء أرض الكنانة على مدار تاريخ منتخب بلادهم الممتد منذ بداية القرن الماضي.
وفيما يلي نستعرض أبرز هزائم منتخب مصر بعدما كان في أفضل حالاته قبلها بمباريات قليلة.
المشاركة الرسمية الثانية للمنتخب المصري في الأولمبياد بطولة 1920 والتي أقيمت في بلجيكا وخرج منها المنتخب المصري في الجولة الأولى أمام إيطاليا.
كانت المشاركة مميزة للغاية بعد أول مباراة أمام المجر حينما منح كل من إبراهيم يكن وحسين حجازي أول فوز دولي رسمي لمصر في الجولة الأولى من البطولة بثلاثة أهداف نظيفة.
وكانت الصاعقة في مباراة دور الثمانية فالمنتخب المصري الذي حقق فوز عريض على المنتخب المجري تلقى هزيمة قاسية امام نظيره السويدي بخماسية إلا انها كانت بالتأكيد أرحم من الخسارة التي تلقاها المنتخب البلجيكي في الدور الأول أمام المنتخب نفسه بثمانية أهداف، ليودع منتخبنا البطولة بفوز وحيد وهزيمة وبداية إنتشار عالمي على ساحة كرة القدم. أولمبياد أمستردام 1928
بطولة بدأها المنتخب المصري بجوار أسماء عملاقة في كرة القدم العالمية إلا ان النجاح كان حليف أبناء الفراعنة في الدور الأول أمام تركيا حيث حقق المنتخب فوز عريض على نظيره التركي بسبعة أهداف مقابل هدف وحيد في مباراة كان بطلها مختار التتش بثلاثة أهداف.
ثم تلاها فوز أخر على المنتخب البرتغالي بهدفين مقابل هدف أحرزهما كل من مختار التتش نجم الأهلي في هذا الوقت وعلي محمد رياض لاعب فريق الترسانة.
وكانت الطامة الكبرى في مباراة نصف النهائي في مواجهة المنتخب الأرجنتيني الذي لم يأخذه بمنتخبنا شفقة ولا رحمة وأنزل به أقسى هزيمة في تاريخة لحين هذا الوقت بستة أهداف نظيفة.
ليتقي بعدها منتخبنا بنظيرة الإيطالي في مباراة المراكز الثالث والرابع ويتلقى الهزيمة الأكبر في تاريخ مصر الكروي حتى الأن ب 11 هدف مقابل ثلاثة في أكثر مباريات البطولة تهديفاً.
بطولة أخرى يتردد فيها القلم ان يكتب لمع فيها نجم المنتخب المصري أم حظى بواحدة من أسوأ الهزائم في تاريخه، فكانت المباراة الإفتتاحية أمام المنتخب البرازيلي وكان التعادل بطعم الفوز بعدما أحرز خليل شاهين لاعب المصري البورسعيدي والشهير ب"شاهينو" هدف قاتل في الدقيقة ال 88 من عمر المباراة ليخطف المنتخب المصري أول نقاطه في المجموعة الثالثة.
أما المباراة الثانية في المجموعة فكانت أمام منتخب تشيكوسلوفاكيا الذي أنزل بالمنتخب المصري هزيمة قاسية بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد، إلا ان المنتخب المصري إستعاد عافيته وسحق المنتخب الكوري الجنوبي في المباراة الثالثة بعشرة أهداف كاملة في لقاء كان بطله إبراهيم رياض الذي أحرز ستة أهداف في تلك المباراة.
بعدها كان لقاء منتخبنا بالنجوم السوداء في دور ال 8 وحقق منتخبنا فوز عريض بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد للمنتخب الغاني ليصعد لنصف النهائي للمرة الثانية في تاريخه وبأمال تخطي هذا الدور لإنجاز جديد للكرة المصري.
لكن كالعادة وبعد كل نجاح كبير أخفق المنتخب بشكل مروع بعد الخسارة أمام المنتخب المجري بستة أهداف نظيفة ليلاعب المنتخب الألماني على تحديد المراكز ويخسر بثلاثة أهداف مقابل هدف.
مباراة ودية: مصر واليونان
إنجاز كبير حققه المنتخب المصري في كأس العالم عام 1990 بعدما نجح في تحقيق نتائج جيدة إلى جداً ما وكان قريب من التأهل للدور الثاني.
بعدها إلتقى المنتخب المصري بظيره اليوناني في مباراة ودية كانت تميل أجوائها للإحتفالية بعدما تعادل المنتخب أمام هولندا وأيرلندا وخسر بصعوبة بهدف نظيف أمام المنتخب الإنجليزي فكانت معظم التوقعات تصب في صالح الفراعنة إلا ان المباراة ذهبت لنتيجة تاريخية بستة أهداف مقابل هدف وحيد للمنتخب اليوناني. كأس القارات المكسيك 1999
كان المنتخب المصري منتشي بفرحة الفوز بكأس الأمم الإفريقية عام 1998 بعد غياب ودخل البطولة في مجموعة سهلة نسبياً كان قادر على تصدرها أو الصعود للدور الثاني من خلال الوصافة فيها على الأقل.
إلا انه وكالعادة في كل مناسبة لإنجاز للفراعنة يتسابقوا في إهدار تلك الفرص التاريخية ففي المباراة الأول كان التقدم المبكر لعبد الستار صبري في الدقيقة الثامنة أمام بوليفيا إلا ان المنتخب لم يحافظ عليه كثيراً فتعادل المنتخب البلويفي في الدقيقة ال 20 وتقدم في الدقيقة ال 40 ليتعادل للمنتخب المصري ياسر رضوان بعد ربع ساعة من الشوط الثاني وتنتهي المباراة بالتعادل، وليخسر المنتخب السعودي في مباراته الأولى أمام المضيف بخماسية.
بعدها يلتقي منتخبنا بنظيره المكسيكي صاحب الضيافة في مباراة خشى منها الكثير في مصرإلا ان المنتخب حقق تعادل مثير للغاية بعدما كان متأخر طوال المباراة بهدفين وجاء الإنقاذ عن طريق أحمد حسن وسمير كمونة في الدقيقتين 79 و 85 ليحصل المنتخب المصري على النقطة الثانية في الوقت الذي حصل فيه الأشقاء السعوديين على النقطة الأولى بعد التعادل مع بوليفيا.
وكان المنتخب يحتاج نقطة وحيدة من أجل الصعود أي كان يكفيه التعادل فكانت الصدمة في الساعات الأولى من الفجر للجمهور المصري على المقاهي من النجم السعودي مرزوق العتيبي الذي أحرز أربعة أهداف في شباك عصام الحضري.
عشر سنوات فقط فصلت المنتخب المصري عن فضيحة مكسيكو سيتي أمام المنتخب السعودي فكان المنتخب المصري على موعد مع التاريخ في جنوب إفريقيا والمباراة الإفتتاحية لمجموعته أمام البرازيل في كأس القارات.
وكانت مباراة مارثونية إستطاع المنتخب المصري فيها الإثبات للعالم كله ان المنتخب البرازيلي قابل للإهتزاز بعدما نجح كل من شوقي وزيدان رفقة أبوتريكة وأحمد عيد عبد الملك ومجموعة من أفضل لاعبي الكرة المصرية في أخر ربع قرن في تسجيل ثلاثة أهداف تاريخية للفراعنة في نجوم السامبا وخسر يومها المنتخب المصري بهدف من ركلة جزاء في الدقائق الاخيرة من المباراة.
بعدها مباشراً كان المنتخب على موعد مع مباراة تاريخية أخرى كان بطلها محمد حمص أمام المنتخب الإيطالي بطل العالم وأحرز يومها نجم النادي الإسماعيلي هدف الفوز للمنتخب المصري من ركنية أبو تريكة الرائعة.
وقتها كانت المباراة الثالثة للفراعة أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية وكان المنتخب المصري يحتاج للتعادل أو حتى الخسارة بفارق هدفين من الفريق الأمريكي لكن ما حدث كان إنهيار لمنتخبنا على جميع النواحي الفنية والبدنية وخسرنا بالنتيجة الوحيدة التي تخرجنا من البطولة بثلاثية أمام ابناء العم سام.
كارثة كوماسي
وفي النهاية كانت مباراة المنتخب المصري أمام نظيره الغاني في ملعب بابا يارا بكوماسي خير إكمال لهذا الطريق المليئ بالإخفاقات بعد النجاحات العديدة.