بعد شهور من الانتظار، يبدأ يواخيم لوف المدير الفني لمنتخب ألمانيا لكرة القدم غدا الأربعاء استعداداته النهائية لخوض نهائيات كأس العالم المقرر إقامتها بالبرازيل الشهر المقبل حيث ينتظم الفريق في معسكره التدريبي بمنطقة ساوث تيرول في إيطاليا. وأعرب لوف عن سعادته البالغة ببدء المعسكر الذي سيستمر لمدة عشرة أيام حيث قال "إنه لمن الجيد أن ننتظم أخيرا في المعسكر". ولكن في الوقت الذي انتظر فيه لوف بشغف فرصة العمل مع لاعبيه أخيرا، فإن هناك مجموعة من الأسئلة المتعلقة بجاهزية بعض اللاعبين الأساسيين يتعين الإجابة عليها. فقد غاب باستيان شفاينشتايجر لاعب وسط فريق بايرن ميونيخ عن لقاء فريقه مع بوروسيا دورتموند في نهائي كأس ألمانيا يوم السبت الماضي بسبب الإصابة التي تعرضه لها في الركبة، ولكن لوف يأمل في أن يعود لكامل جاهزيته قريبا. وصرح لوف لصحيفة (بيلد شبورت) الألمانية يوم السبت الماضي "تحدثت هاتفيا مع باستيان ومع الطبيب هانز-فيهليم مولر-فولفهارت". وأضاف لوف "يبدو أن كلا منهما متفائلا للغاية بأن الآلام ستختفي يوم الاثنين أو الثلاثاء وسيعود اللاعب بعدها إلى التدريبات في المعسكر يوم الأربعاء". وتابع لوف من المدرجات المباراة النهائية لكأس ألمانيا التي تعرض خلالها فيليب لام قائد بايرن للإصابة ليضطر إلى عدم إكمال المباراة بعد مرور نصف ساعة فقط على بدايتها، قبل أن يطلب مانويل نوير حارس مرمى الفريق البافاري العلاج أيضا. ورغم ذلك، فقد ذكر اتحاد الكرة الألماني ونادي بايرن ميونيخ "أنه لا يوجد خطر حقيقي" وأن كلا اللاعبين بإمكانهما المشاركة في المونديال. وحتى في حالة عدم تمكن الثلاثي من الانخراط في التدريبات حاليا، فإنهم سيتواجدون حتما في بداية المعسكر بساوث تيرول لاسيما وأنهم من العناصر الأساسية للمنتخب الألماني. ومن المنتظر أن يشارك ال27 لاعبا المنضمين لقائمة المنتخب الألماني الأولية للمونديال في المعسكر، باستثناء سامي خضيرة لاعب فريق ريال مدريد الأسباني الذي سيبقى مع فريقه الذي يستعد لخوض نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا مع جاره اللدود أتليتكو مدريد يوم السبت القادم. ويتطلع اللاعبون الي أن يصلوا إلى قمة جاهزيتهم خلال المعسكر الذي يقام في منتجع خمس نجوم ويعمل به ما يقرب من مائة عامل. وكان قد تم تجديد مجمع التدريب مؤخرا بتكلفة 80 ألف يورو، والتي تضمنت زرع الملعب الجديد. وتمثل منطقة ساوث تيرول التي سيقام عليها المعسكر فألا حسنا للمنتخب الألماني، حيث سبق له استضافة منتخب ألمانياالغربية الذي توج بكأس العالم للمرة الأخيرة في تاريخه عام 1990 بإيطاليا. وقال فرانز بيكنباور مدرب منتخب ألمانياالغربية الأسبق الذي قاد الفريق للتتويج بالمونديال عام 1990 "إن المنطقة بأسرها اعطتنا القوة". وبالإضافة إلى ثلاثي بايرن فإن لوف يولي اهتماما كبيرا أيضا بإصابة مهاجمه المخضرم ميروسلاف كلوزه وماتس هوميلس مدافع بوروسيا دورتموند. ولكن غالبا ما تعطي إصابة أي لاعب في صفوف المنتخب الألماني الفرصة لتألق لاعب آخر في الفريق، ففي مونديال 2010 غاب مايكل بالاك قائد المنتخب آنذاك عن البطولة بسبب الإصابة، وهو ما شكل ضربة موجعة للوف قبل انطلاق البطولة، ليقرر مدرب المنتخب الألماني الاعتماد على مجموعة من اللاعبين الشباب وقتها مثل مسعود أوزيل وتوماس مولر وسامي خضيرة الذين اغتنموا الفرصة وتألقوا بشكل لافت خلال البطولة وقادوا الفريق للحصول على المركز الثالث في المونديال. وقرر لوف منع لاعبي الفريق من اصطحاب زوجاتهم وصديقاتهم وأطفالهم إلى معسكر الفريق على عكس ما جرى في البطولة السابقة، حتى يوفر أكبر قدر من التركيز للاعبيه، في الوقت الذي سمح فيه بمشاركة منتخب ألمانيا للشباب تحت 20 عاما في المعسكر من أجل الاستفادة بهم لإضافة المزيد من الحدة في تدريبات الفريق. ويلعب المنتخب الألماني في المجموعة السابعة بدور المجموعات في المونديال مع منتخبات البرتغال، الولاياتالمتحدة وغانا في مجموعة وصفها الخبراء بأنها أحد أقوى المجموعات في البطولة إن لم يكن أقواها على الإطلاق. ويحلم منتخب ألمانيا في الوقوف على منصة التتويج مجددا للمرة الأولى منذ 18 عاما حينما توج بكأس الأمم الأوروبية بانجلترا عام 1996، والحصول على كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه، بعدما سبق له أن فاز باللقب ثلاث مرات أعوام 1954، 1974، 1990. مساحه اعلانيه