مازالت أصداء تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم للمشاركة في مونديال العالم الذي سيقام بروسيا 2018 تتردد ليس في جنبات الساحة الرياضية فحسب وإنما علي كافة الأصعدة ومختلف المنتديات.. لم يكن أحد يتصور أن تصل الفرحة التي غشيت الشعب بأكمله إلي هذه الدرجة وأن يخرج الكل في مواكب جماعية للتعبير عما يجيش بصدورهم من غبطة بأسلوب تلقائي فطري ليس به أي تزيد ولا يشوبه أي تمثيل أو ادعاء.. وإذا كان هذا هو حال المصريين الذي أبهر المتابعين فما بالك بأحوال الشعوب والأمم الأخري التي جاءت سعادتهم أيضاً طاغية وفرحتهم واضحة وقام معظمهم بالتعبير عن هذه وتلك برفع الرايات وإطلاق الهتافات.. حدث هذا في البلاد العربية كالسعودية والأردن والإمارات وأيضاً في فلسطين بشقيها غزة والضفة وعكست هذه التظاهرات مدي حجم ومكانة مصر ليست كقلب للعروبة ينبض بخلجاتها ويخفق مع مواقفها ويحس بأفراحها وأتراحها وإنما أيضاً كبؤرة ومركز إشعاع حضاري وقيادي لمنطقة الشرق الأوسط ككل.. ثم جاءت المبادرة السريعة لتكريم المجتهدين ومن أسعدوا الشعب وحققوا الصعب وصنعوا الفوز العزيز من رئيس الدولة في اليوم التالي مباشرة لتتوج هذه العناصر بالفخار وتمنحهم بعضاً من الشكر والامتنان الذي استحقوه بما بذلوه من جهد وأخرجوه من طاقة وقدموه من تضحيات.. وتحدث الناس عما دار في هذا التكريم من حديث أبوي بين الرئيس وأبنائه وتلك الكلمات الموجزة التي وجهها السيسي للمدير الفني ومحمد صلاح واختصهما بذكر اسميهما عن باقي الأعضاء الذين شاركوا في صنع الإنجاز.. ولعلي هنا أشير إلي أن رئيس الدولة لم يقصد وهو يعبر عن امتنانه بجهود الأرجنتيني أن يفرض علي قيادة الجبلاية تجديد الثقة بالجهاز الفني كما أنه وبنفسه أكد للجميع أنه عندما أشاد بمحمد صلاح فهو يعتبره مندوباً أو سفيراً أو ممثلاً لكل زملائه من اللاعبين.. ويجدر بنا أن نؤكد أن موضوع تجديد الثقة بكوبر لم يكن مطروحاً علي طاولة البحث قبل التأهل وبالتالي لن يكون له أي ظلال بعد التأهل وأنه رغم اختلافنا كثيراً مع القيادة الفنية العملية لمباريات المنتخب وأساليب الرجل المتحفظة وخططه المتريثة فإننا أيضاً لا يمكن أن نشكك في إنجازه علي مستوي التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال وإن كنا لا نعتبر احتلالنا لمركز الوصافة في كأس الأمم الأفريقية إنجازاً لأن مصر هي الأحق دوماً وبكل المعايير والمقاييس بتحقيق البطولات والتربع علي القمة في كل المنافسات.. كوبر باق ولن تتنامي مطالبنا بإقصائه بل لعلنا نرنو إلي وجوده علي الأقل لأنه يعلم أكثر من غيره عن المقومات والمعطيات التي تواكب الأداء الكروي المصري.. وأصبح لديه خبرة عميقة ودراية كبيرة بمستويات اللاعبين سواء المحليين أو المحترفين.. كل ما نتمناه من الرجل أن يسارع في وضع تصوره ورسم خططه وتحديد معالم فترة الاستعداد القادم وحتي يكون لمشاركة منتخب مصر في روسيا وقعها وفاعليتها وأن يختفي من قواميسنا الرياضية الشعار المحبط والهدام الذي رفعناه في بعض الفترات وعند مشاركتنا في بعض المنافسات العالمية وهو "التمثيل المشرف" وأن نستبدله بشعارات أخري إيجابية تحضد علي تحقيق الندية وتوفير التكافؤ مع أطيب الأمنيات للكرة المصرية بالارتقاء والازدهار والتطور.