ونحن نتابع فعاليات الدوري للموسم الجديد خلال أسابيعه الأولي والتي شاركت فيها كل الأندية نشعر وكأننا نتابع نفس المباريات في الموسم الماضي.. لا جديد.. لا ابتكار.. لا إبداع.. لا تطوير وتحديث.. نفس الرتابة والبطء.. نفس العشوائية والارتجالية.. ورغم اختفاء بعض الكيانات والأندية والأسماء.. ورغم صعود وظهور كيانات جديدة.. بل وقيادات جديدة خاصة في منطقة الجبلاية.. إلا أن الأمور كما هي وما أشبه اليوم بالبارحة.. وكأنك ياأبوزيد ما غزيت.. وحتي نكون أكثر تحديداً ووضوحاً تعالوا نطرح بعض الظواهر واكتب البدايات ونربطها بما سبقها من أحداث ومواقف.. مثلاً غابت الحلقة الأكيدة والوحيدة الفاعلة في المنظومة الرياضية وهي الجماهير.. هذا الغياب الذي يتكرر للموسم الرابع علي التوالي والذي يعلن عن فشل وتخبط كل القيادات الرياضية بلا استثناء.. لم يحاولوا حل شفرة الغياب أو فك الطلاسم التي واكبته.. قطعوا فرجة طيلة الفترة الصامتة التي أعقبت نهاية الموسم الماضي وهو ما يمثل خيانة للرياضة المصرية التي تنفرد بغياب الجماهير وخلو المدرجات دوناً عن سائر مدرجات العالم.. أما عن النواحي الفنية فحدث ولا حرج.. تردي وتخلف في المستويات الفنية للفرق الصاعدة والتي واجهت هزائم وكأنها تعلن عن قرب احتلالها مؤخرة المسابقة وحجزها لأماكنها الطبيعية في قائمة الهابطين مع نهاية الموسم الحالي.. ولم تكن هزيمة كل من التعدين وطنطا والشرقية غريبة بل كانت متوقعة لأن هذا الثلاثي لم يؤهل نفسه جيداً للعب مع الكبار.. وحتي الكبار الذين نتحدث عنهم غابت عنهم بعض مخايل ومقومات العلو والسمو التي تميزوا بها.. خسر المصري أمام طلائع الجيش الذي لم يكن قد استقر علي مدير فني بعد أن تركه المعلم حسن شحاته خوفاً من المسئولية وتفضيلاً للعمل الإعلامي الأسهل والأغلي.. ولعل أحمد العجوز ثعلب الإسماعيلية الشهير أحق بهذه المكانة.. ولا شك أن هذه الخسارة ستلقي بظلالها الداكنة علي جماهير بورسعيد المتحمسة التي أتمني أن تصبر علي التوءم وتمنحه مزيداً من الفرصة.. أما المقاولون فقد واجه إخفاقاً مماثلاً بعد خسارته بثلاثية أمام الاتحاد.. ولأن المقاولون يملك بعض القيادات الخبيرة فقد حاول التماسك استعداداً لمواجهة التحديات التالية.. خرج المدير الفني للإسماعيلي كابتن عماد سليمان ليعلن أن الإسماعيلي في خطر.. ورغم توقف هزيمته الأولي عند حدود هدف وحيد من الأهلي.. غير أن الخسارة كانت من الممكن أن تبلغ خماسية لو أن التوفيق حالف عبدالله السعيد ومؤمن زكريا في الفرص التي لاحت لهما.. الأندية الأخري المستقرة أمثال المقاصة وبتروجت لديها الطموح في التواجد بالمقدمة وستظل كذلك كما حدث لها في الموسم السابق ومعها إنبي في ظل القيادات الفنية المذهلة أمثال إيهاب جلال وطلعت يوسف وعلاء عبدالعال.. أما وادي دجلة والذي انفرد بالمساومة ليس علي لاعبيه فقط وانما أيضاً علي مديره الفني الفرنسي كالديرون فقد واجه الهزيمة في اللحظات الأخيرة.. لا يمكن أن نغفل حدوث بعض الظواهر الإيجابية مثل انتهاء كافة مباريات الجولة الأولي بالفوز أو الخسارة وخلوها تماماً من التعادل وارتفاع محصلة الأهلي إلي أكثر من 20 هدفاً بمعدل يزيد علي 2.5 هدف لكل مباراة.. وسعي الحكام لإثبات وجودهم وفرض الالتزام والانضباط علي مجريات اللعب. كما حدث من جهاد جريشة ومساعده أيمن رجيش في مباراة الأهلي والإسماعيلي.. وكذلك موافقة الأمن علي أداء الأهلي لمبارياته بالقاهرة وليس في كل ملاعب الجمهورية وكأنه ينفذ عقوبة تجوالية.. ولن نيأس من المطالبة بالتطوير والارتقاء بالمستوي العام الذي ننشده من الجبلاية وأن نري بصمات هاني أبوريدة الدولية في الأرجاء المحلية.. وإنا لمنتظرون.