لا يختلف اثنان علي أن كلاً من الأهلي والمصري قلعتان عريقتان في كرة القدم المصرية والأفريقية. قدما الكثير من النجوم والأسماء اللامعة في هذه اللعبة ولهما تاريخ كبير مع البطولات المحلية والأفريقية. لكن في السنوات الأخيرة انقطعت العلاقات بين الناديين بشكل رسمي بعد حادث ستاد بورسعيد في الأول من فبراير من عام 2012 والذي راح ضحيته عدد كبير من شباب المشجعين وكانت الأغلبية من المنتمين للنادي الأهلي وعددهم 72 وفقا للتقارير الرسمية. وهي الكارثة الأكبر التي شهدتها الرياضة المصرية والأفريقية. وبعيدا عن الأسباب التي أدت لهذه الكارثة الدموية كانت العلاقة بين جماهير الناديين تشهد العديد من المشاحنات خاصة قبل المواجهة التي تجمع بينهما علي ستاد بورسعيد ومع كثرة العابثين في الوسط الرياضي بعد ثورة يناير 2011 وقع هذا الحادث. وسارت التحقيقات حتي صدرت العقوبات بالإعدام والمؤبد وغيرها من الأحكام ضد المتهمين بارتكاب هذه الجريمة. وخلال السنوات الأربع الماضية عانت الرياضة المصرية وكرة القدم وكل العاملين بها بشكل كبير وكذلك الأمر بالنسبة للجماهير التي غابت هي الأخري عن المناسبات الهامة. وقبل التفكير في عودة الجماهير مرة أخري للملاعب في الموسم المقبل. كان لابد من ايجاد وسيلة للصلح بين الأهلي والمصري طرفي الأزمة وتقبل جماهير الناديين الكبيرين للأمر وعودة العلاقات من جديد تأهبا لعلاقة جيدة يتم السعي لها بين الجماهير. والحقيقة أن مجلسي إدارة كل من الأهلي والمصري حاليا يدعمان هذا الاتجاه وشهدت الأيام القليلة الماضية طلباً من ادارة المصري وتحديدا سمير حلبية رئيس النادي لعب مباراة ودية أمام النادي الأهلي في افتتاح ملعب المجزرة "ستاد بورسعيد " بعد نهاية ايقافه حيث تم تجديد الملعب وتطويره ورفض الأهلي المشاركة خشية غضب الجماهير ومراعاة لأسر الشهداء خاصة وأنه نفس الملعب الذي وقعت عليه مذبحة جماهير النادي. وفي ظل معاناة الأهلي من غياب الجماهير عن المدرجات سواء فنيا بتراجع مستوي الفريق لأن الجمهور اللاعب رقم واحد. وكذلك ماديا نظرا لاتفاق النادي مع الرعاة أن الجماهير ستعود في أقرب وقت ممكن كان لابد من إنهاء هذه الخصومة أولا. ومؤخرا تم التفكير في إبرام صفقة تبادلية بين الناديين بعد نهاية الموسم الحالي تفيد الناديين فنيا ويكون لها أبعاد أخري تعيد العلاقات الجيدة بين الناديين بعد سنوات من الإنقطاع. وكان النادي المصري ومجلس إدارته صاحب هذا الاقتراح وبموافقة من العميد حسام حسن نجم الأهلي السابق والمدير الفني الحالي للمصري البورسعيدي الذي حدد طلبه في الحصول علي خدمات أحمد الشيخ لاعب الأهلي ولو علي سبيل الإعارة وإذا لم يتخل الأهلي عن الشيخ يمكن التفاوض علي ضم سعد سمير مدافع الأحمر والذي سبق وأن لعب للمصري من قبل تحت قيادة العميد. في حين أبدي مارتن يول المدير الفني الهولندي للأهلي اعجابه الشديد بالمدافع الشاب في صفوف المصري محمد مجدي والذي يتميز بالقوة الجسمانية والمهارات المختلفة. وبالحديث مع محمود طاهر رئيس الأهلي أكد أنه يوافق علي المبدأ لكن لابد من دراسة الأمر بالشكل الجيد حتي لا تحدث نتائج عكسية. فالمصري وفقا لهذه الصفقة سيحصل علي الشيخ بالإعارة مقابل التخلي عن محمد مجدي للأهلي بالبيع ويدفع الأحمر مبلغا يتم الاتفاق عليه قبل اتمام الصفقة. والحقيقة أن حركة تنقلات اللاعبين بين الأهلي المصري قليلة بشكل دائم حتي قبل حادثة بورسعيد في 2012. فكان آخر لاعب اشتراه الأهلي من المصري هو الغاني أكوتي منساه عام 2005 وسبقه محمد شوقي في 2003. في حين كانت هناك أكثر من إعارة للاعبين من الأهلي للمصري مثل أحمد شديد قناوي والذي يعد أكثر من تحرك بين الناديين حيث لعب للأهلي 4 سنوات وانتقل بعدها للمصري وتألق لمدة 3 سنوات وفسخ عقده مع المصري للعودة للأهلي مرة أخري في 2011 ثم رحل من الأهلي للمصري مرة ثانية. وقبل مجزرة بورسعيد ب6 أشهر فقط أعار الأهلي كلاً من سعد سمير ومحمود توبه للمصري عادا اللاعبان بعد المذبحة مباشرة ولم يستكملا عقد الإعارة لتوقف الدوري والغاء المسابقة. وبعد أن خرجت معلومات بأن هناك من يبيت النية للهجوم علي طاهر بسبب هذه الصفقة لوجود قرار سابق من مجلس إدارة الأهلي عقب المذبحة بمقاطعة المصري لمدة خمس سنوات لم تنته حتي الآن. لكن رئيس الأهلي صحح هذه الفكرة الخاطئة لأن قرار مجلس إدارة الأهلي السابق كان مقاطعة أي نشاط رياضي يقام في بورسعيد لمدة 5 سنوات والنادي ملتزم بتنفيذ القرار بعدم اللعب في بورسعيد. لكن تبادل اللاعبين والصفقات ليس له علاقة بالحادث فاللاعبون والأجهزة الفنية لم يرتكبوا أي ذنب. العلاقة المنقطعة بين الأهلي والمصري خلال السنوات الماضية كان لها تأثير سلبي كبير حيث حرم الأحمر من صفقات كان في حاجة إليها مثل أحمد الشناوي حارس المصري الذي انتقل للزمالك وصار أحد نجومه وكذلك عبد الله سيسيه. لكن الأهلي استعاد أحد لاعبي مباراة المجزرة الموسم الماضي وهو مؤمن زكريا الذي سجل هدفين في الأهلي في المباراة الكارثة وكان مؤمن لاعبا بقطاع الناشئين بالأهلي قبل أن يرحل للإنتاج الحربي ثم المصري البورسعيدي ثم انبي الذي أعاره للزمالك واشتراه الأهلي من انبي بعد نهاية الإعارة. طاهر يتكتم كل تفاصيل هذه الصفقة خوفا من غضب الجماهير وينتظر الوقت المناسب لإعلان الأمر وعقد مؤتمر يكون بمثابة إعلان لعودة العلاقات الجيدة بين الناديين.. فهل ينجح؟!!