يعيش النادي الأهلي حاليا واحدة من أسوأ فتراته الإدارية علي مدار تاريخه. حيث لا تتوقف الأزمات والمشاكل داخل إدارة النادي. ومن الغريب أن هذه الخلافات تتطور بسرعة مذهلة وتقفز بسرعة أكبر إلي خارج غرفة الاجتماعات. الأمر لا يتعلق فقط باجتماعات المجلس. وإنما بالتحركات السرية لأعضاء المجلس وما يحيط بهم من محاولات مستمرة لإسقاطه بطريقة شرعية من خلال الجمعية العمومية. حيث لا تزال التحركات التي يقوم بها البعض داخل النادي بهدف عدم مواصلة المجلس الحالي دورته من خلال رصد وتصيد الأخطاء التي يقع فيها.. وما أكثرها. الحقيقة أن الأمور داخل النادي الأهلي كانت تتجه للهدوء بعد فوز الأهلي علي الزمالك في مباراة السوبر المحلي في الإمارات وهدأت ثورة الجماهير التي طالبت برحيل المجلس الحالي وعودة مانويل جوزيه المدير الفني السابق للفريق. وبدأ الجميع يقتنع بالمدير الفني الجديد الذي اختاره محمود طاهر رئيس النادي وحصل الأخير علي الدعم اللازم للنجاح في مهمته. لكن أمرين في غاية الأهمية حدثا خلال الفترة الماضية تسببا في اشتعال الموقف من جديد ودخول إدارة النادي في خلافات حامية وصدامات لم تسبق أن حدثت منذ قدومهم جميعا لإدارة النادي. الأول كان التقرير الصادم والمفصل لعلاء عبد الصادق مدير قطاع الكرة السابق وما حمله من اتهامات واضحة ومباشرة لمحمود طاهر بأنه السبب في الانهيار الذي حدث في قطاع الكرة الموسم الماضي بتدخلاته وعدم فهمه باللعبة. الثاني كانت الخسارة المفاجئة التي تلقاها الفريق الأول لكرة القدم من فريق مصر المقاصة في الأسبوع الرابع من بطولة الدوري. وهذا العامل قد يراه البعض لا يستحق فخسارة مباراة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تهدم استقرار مجلس إدارة أو حتي جهاز فني. لكن الوضع المتأجج والقابل للإشتعال داخل النادي يجعل من أي سقوط حتي ولو بسيط وغير مؤثر أزمة كبيرة لها العديد من الأثار المترتبة عليها. وكما ذكرنا في العدد الماضي بدأت الخلافات تدب بين رئيس النادي ونائبه أحمد سعيد بسبب تقرير عبد الصادق. حيث سعي طاهر لتمرير التقرير وعدم التفات المجلس لما جاء فيه. في حين أصر أحمد سعيد علي ضرورة مناقشة كل كلمة كتبها علاء عبد الصادق وتلافي هذه الأخطاء في المستقبل. واتفق أغلب أعضاء المجلس مع رأي سعيد بضرورة ألا تظل كل الخيوط مجمعة في يد شخص واحد حتي ولو كان رئيس النادي. وعلي مدار اجتماعين للمجلس تأججت الخلافات ونجح سعيد في الحشد ضد رئيس النادي بهدف أولا: إلغاء التفويض الذي تم منحه له في بداية عمل المجلس بالإشراف علي ملف الكرة بعد كل الإخفاقات التي حدثت في الموسم الماضي. بعدما تأكد الجميع من صدق كل ما جاء به علاء عبد الصادق في تقريره وبهذا لابد من استكمال القرارات التصحيحية للمجلس بعد الإطاحة بعلاء عبد الصادق وفتحي مبروك والتعاقد مع بيسيرو وجهازه المعاون وسيد عبد الحفيظ مديرا للكرة وتعيين عبد العزيز عبد الشافي مديرا لقطاع الكرة.. المجلس رأي أن إلغاء التفويض الخاص برئيس النادي يكمل سلسلة الإجراءات التصحيحية للعودة للطريق الذي يليق بالأهلي في الفترة المقبلة. كان علي رأس المتفقين مع النائب نجم الأهلي السابق طاهر الشيخ الذي يعاني منذ فترة طويلة بسبب عدم وجود أي دور له في قطاع الكرة وهو العضو الوحيد بهذا المجلس الذي ارتدي "شورت وفانلة " وكان لاعبا بصفوف الفريق وانفجر الشيخ في وجه رئيس الأهلي في الإجتماع الأخير وطالب بحقه في إدارة قطاع الكرة أو عودة لجنة الكرة وأن يكون هو رئيس لها وأكد علي أنه سيبذل قصاري جهده لتحقيق النجاح. لكن للأسف محمود طاهر لم يقتنع بكلام الشيخ ورأي أن خبراته لا تسمح له بإدارة منظومة كرة القدم في النادي. كما أنه منشغل بعمله الخاص ووجوده في النادي لحضور اجتماعات المجلس فقط. لكن مدير قطاع الكرة لابد أن يكون متواجدا بشكل مستمر متفرغ لهذا العمل ولديه خبرات كبيرة فيه. أما لجنة الكرة فيصر طاهر علي أنها لا دور لها في ظل وجود أجهزة فنية لكل الفرق ومدير للقطاع له خبرات مثل زيزو ورئيس لقطاع الناشئين وتم اختيار عادل طعيمة ومدير كرة للفريق الأول مثل سيد عبد الحفيظ. لكن هذا الرأي لم يلق القبول من جانب أعضاء المجلس وأصر الجميع علي ضرورة رفع رئيس النادي يده عن قطاع الكرة وإلغاء إشرافه عليه وعودة لجنة الكرة بصلاحياتها السابقة. محمود طاهر كان علي علم بأن نائبه يسعي للحشد ضده قبل كل اجتماع للمجلس وعلم من المقربين منه أن هناك مخططا لتهميشه داخل مجلس الإدارة بعد تحميله مسئولية الكثير من الأخطاء التي حدثت في الفترة الماضية. وكان هذا سبب تهديده بالإستقالة وعدم التدخل في أي قرار. هذا المخطط الذي شعر به طاهر جعله يفكر في الخروج تماما من دائرة النادي الأهلي وهو ما معناه الإبتعاد نهائيا عن الوسط الرياضي بعد أن مر بنفس التجربة داخل مجلس إدارة اتحاد الكرة وقدم استقالته من المجلس ولم يكمل دورته. خاصة وأنه منذ اليوم الأول له علي كرسي رئيس النادي وهو يواجه حربا شرسة للغاية وهناك من لا يريدون بقاءه وعودة استمارات سحب الثقة بعد الخسارة من مصر المقاصة في الدوري خير دليل علي ذلك. فهي من أشعلت الموقف مع رموز المجلس السابق للنادي. وشهد هذا الأمر خلافا جديدا بين أعضاء المجلس الحالي خاصة وأن هناك حفلا ضخما ستنظمه الشركة الراعية للنادي وتم الإستقرار علي توجيه الدعوة لرموز النادي ومن بينهم حسن حمدي ومحمود الخطيب أعضاء المجلس السابق للنادي وعدد كبير من نجوم الأهلي السابقين بالإضافة للفريق الحالي والأجهزة الفنية السابقة للفريق الأول. وتم تأجيل الحفل والأيام القليلة ستشهد البت في أمر الضيوف.