قالوا إن مصر أم الدنيا, قالوا إنها مقبرة الغزاة, قالوا إنها كانت أكبر حضارة في زمنٍ ما, قالوا منارة العلم، ومنبع الفكر، والمحرك الأول لشعوب كتير، قالوا كتير وكتير, واللي أجمل من كل اللي قالوه ده.. إن أهلها في رباط إلى يوم الدين، عاش الهلال مع الصليب، الدين لله والوطن للجميع . من زمان أوي ودي شعاراتنا, من زمان أوى وإحنا عايشين بالمشاعر دي, ولا أبداً حد تعرض لجرجس بسوء علشان خاطر محمد, ولا عمره حصل العكس، الدم اللي بيجري في شرايين مصر.. دمِّي المسلم ودمَّك المسيحي, هو إنت زعلان مني ليه يا ابن عم جرجس ؟ . هو إيه اللي جرالنا؟, مين عايز يفرقنا بعد زمن طويل من المحبة؟، مش المحبة دي دايماً بداية كلامك؟، بيني وبينك وما أخبيش عليك.. لو كان فينا حد المفروض يزعل, يبقى حقيقي أنا.. أيوة أنا, عارف ليه؟ لأنك في محنتك شكيت فيا, شكيت إنِّي أنا اللي دمرتك وحرقتك وقهرتك, والحقيقة إنه مش أنا, أيوه مش أنا صدقني, ابن بلدك واللي عاش سنين معاك عمره ما يعمل فيك اللي اتعمل ده . صحيح إنِّه في السنين الأخيرة ظهر شوية مشاحنات من ناس يهمها فُرقتنا, لكن على افتراض ده حقيقي, على افتراض إن فيه مجموعة مستثناة مننا على خلاف مع مجموعة مستثناة منكم الأيام دي, اسمح لي أسألك.. هو من إمتى والاستثناء بيكون قاعدة؟، طب اسمح لي أسألك كمان.. هو فيه إتنين إخوات ما بيختلفوش ؟ . عادى صدقني بتحصل.. وساعتها بنقول دي "أزمة وهتعدي" مش أكتر, لكن إنت ليه حسبتها أبعد من كده ؟، ليه فكرت إني بتمنى لك الموت والأحزان؟، لا أنا إرهابي ولا ديني قالي كون إرهابي، زعلك غالي عليا يا ابن عم جرجس, اللي صابك زمان صابني ما إنت عايش معايا وعارف, وأكيد فاكر من ييجي 16 سنة الإرهاب عمل فيا وفيك إيه؟, لا فاكر بجد ولا تحب أفكرك ؟ . فاكر مدرسة المقريزي والطفلة شيماء اللي راحت ضحية رصاص الإرهاب؟, هي مش شيماء دي كانت مسلمة بنت مسلمين؟، فاكر حركات اغتيالات مفكرين مصر؟، فاكر كام واحد من دمي ودمك راحوا في شوارع بلدنا على يد الإرهاب؟، فاكر حادثة الحسين؟.. فاكر وفاكر وفاكر . الإرهاب مالوش دين, الإرهاب ليه أهداف تدميرية كتير، ضرب السياحة, إثارة الفتنة, تصفية رموز الأمة وعقولها... وغيرها كتير, الإرهاب مش هدفه رفع راية الرب في الأرض, هم بس عايزين فتنة وفساد وكل شر . إيدي في إيدك يا ابن عم جرجس و تعالى نِرجع لأصلنا, نِرجع حبايب زي ما كُنا تحت راية أم البلاد, نواجه الإرهاب وإحنا واحد.. صدقني ده أحسن لنا، مصر قوة واحدة في اتنين.. مسلمين ومسيحين, مش المسلمين بس اللي اتغدر بيهم في نكسة 1967, ولا المسلمين بس اللي رجَّعوا أرضهم في حرب 1973, يعنى من الآخر إحنا طول عمرنا مع بعض على الحلوة والمرة . راحت كنيستك.. وأنا قلبي اتوجع وبكيت, قمت وثورت زيي زيك, إيدي في إيدك نرجع حقوقنا ونمحي إرهاب عايز يفرقنا, ده إحنا ياما قضينا على شر كان أكبر من الإرهاب بكتير, وإن كان فيه زعل جوه قلبك منى, فأنا قدام كل الناس هقف و أقولك سامحنى .