هند عبد الفتاح، فتاة مصرية بسيطة تبلغ من العمر 33 عاما، قررت أن تتحدى إعاقتها، فلم تستسلم لكونها كفيفة، لتصبح مدربة تنمية بشرية! سلكت هند الطريق الصعب بإيمان وصبر ربما لا يتواجد لدى كثير من الأصحاء، درست مجالات مختلفة، رغم معاناتها أيضا من مرض السرطان، ثم اتجهت لمجال التنمية البشرية وتتلمذت على يد رائدها الراحل إبراهيم الفقي، لتصبح أول مدربة تنمية بشرية كفيفة. تحدثنا مع هند حول رحلتها وعملها كمدربة تنمية بشرية وعن أستاذها.. ورم خبيث في البدايه تعرفنا هند بنفسها قائلة: "أنا خريجة كلية أداب قسم فلسفة جامعة عين شمس، ولدت وأنا لدي إعاقه خلقية كوني كفيفة فلا أبصر بأي من عيناي الاثنتان، رضيت بقضاء الله وقدره وساعدني علي ذلك أهلي..وأثناء دراستي بالصف الثاني بالكلية أصابني مرض سرطان المبيض، ذهبت فور علمي بمرضي إلى العديد من الأطباء المختصين ولم يكتشفوا طبيعة المرض إلا بعد مرور ثلاثة شهور، كانت حالتي قد تدهورت بالفعل مما تطلب إجراء جراحة لأستئصال الورم، ليكتشف الأطباء أن الورم خبيث، لأخضع بعدها للعلاج الكيماوي لفترة". تكمل: "بعد ذلك استقرت الحالة لمدة 5 سنوات ثم عاد لي الورم مرة أخرى وخضعت للعلاج الكيماوي مرة ثانية، ورغم كل العناء الذي عانتيه في المرض؛ إلا إنني حرصت على استكمال دراستي بالجامعة، حتى أثناء ما كنت أتلقى العلاج الكيماوي". كفاح وتحدي توضح هند إنها بعد أن حصلت على الليسانس قررت الالتحاق بكلية الأداب قسم لغة إنجليزية بالجامعة المفتوحة، وهناك تعرضت للكثير من المضايقات وشعرت بعدم الرغبه في وجودها داخل القسم من زملائها وأساتذتها، وتستدرك: "لا أعلم لماذا كانت هذه الرغبة هل لكوني كفيفة.. أم لإنني كان لدي من الكفاح والصبر والإصرار على النجاح ما لم يتوافر لدي المبصرين؟!". وتتابع: "بسبب هذه العقبات تعسرت أكثر من مرة في الإمتحانات، بسبب إحضار موظفين غير متخصصين لقراءة أسئلة الأمتحان لي، ورغم كل ذلك تمكنت بفضل الله من النجاح بتفوق وإنهاء دراستي، ثم اتجهت بعدها لتحضير الدرسات العليا من خلال التعليم عن بعد في علوم الطبيعة". تلميذة الفقي تستطرد: "خلال كل ذلك كنت أسمع عن علم التنمية البشرية ورائده الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله، فقررت أن أتعمق وأعرف عن هذا العلم أكثر، وبالفعل درسته وأحببته على يد د. إبراهيم الفقي وحصلت على شهادة المدرب المحترف، وبالفعل هذه الدراسة رفعت كثيرًا من معنوياتي وحالتي النفسية، فعند دراستي للتنمية البشرية صادفت الكثير من الشخصات الذين قاموا بمساعدتي والوقوف بجواري والرفع من معنوياتي وعن الفقي تقول: "هو من والذي منحني الفرصة لإجراء أول أمسيه بالمركز الخاص به دون الحصول على أي مقابل مادي، لذلك لا أستطع وصف مقدار حزني على وفاته وإن كانت كتاباته وآرائه خير صديق لي، وأخيراً تقول هند بخلاف عملي في التمنية البشرية، وفي مجال دراستي أعكف حاليًا على التجهيز لكتاب عن التحكم في الخوف والألم".