حدثني أستاذ ريشة الرسام .. عن جارته مدام أحلام .. الكارهة لوجوده بالعمارة.. لإدمانه شرب السيجارة.. تراه كل يوم.. يصحو من النوم.. باحثا عن ريشة.. وحجرين شيشة.. ليرسم لوحاته التي لا تباع.. وهذا يسبب له الصداع.. ولأنه لا يجد ثمن الرغيف..يلجأ وبدون تفكير إلى الكيف.. وجارته التي شارفت على الأربعين.. تطرق بابه كل يوم كالمجانين.. لتسأله نفس السؤال.. ألا تتقي الله فيمن لدي من أطفال.. ومصابين بالربو والاحتقان.. بسبب رائحة هذا الدخان.. فيردد وهو غير مبالِ.. وقلبه من المشاعر خالي.. إنتي امرأة مراوغة.. وفي تعبيراتك مبالغة.. فأنا أستنشق من الدخان.. ما يعادل الأطنان.. ولم أصب يوما بداء.. ولا احتجت إلى دواء.. فتركته قبل أن تتهور.. وقد ملت الرد الذي يتكرر.. وهي لا تتوقع ولا تتصور .. أن يأتي يوم ويتغير.. ومرت الليالي والأيام.. وهي لا تطرق باب الرسام.. وجلست أمام الشباك.. تنظف أسنانها بالسواك.. فسمعت صوتا عاليا وهتاف.. فنهضت لترى سيارة إسعاف.. والأفكار في رأسها تدور.. فما رأته لا يدعو للسرور.. وبعد انتظار مرير.. رأت ذلك السرير.. يحمله اثنان من الممرضين.. وإلى العربة متجهين.. لترى المدمن.. الذي أمامها يسكن.. وهو بكل العلل مصاب.. فسألته وهي تحتسي الشراب.. ألم أحذرك ألف مرة؟.. من هذه النهاية المُرّة.. قال لها وهو مائل الرأس.. انتهى زمن الهلس.. وأهلا بالأدوية والحبوب .. ولا بكاء على اللبن المسكوب! نشرت بمجلة كلتنا شهر 7 / 2010