يجري دبلوماسيون إسرائيليون محادثات مكثفة بالقاهرة حاليا مع مسئولين أمنيين مصريين، بغرض تحديد المكان الملائم الذي سيتم نقل السفارة الإسرائيلية إليه بديلا عن مقرها الحالي بشارع ابن مالك بالجيزة، بسبب المخاوف من تكرار الهجوم الذي تعرضت له في التاسع من سبتمبر، في ظل طرح أكثر من مكان في مناطق مختلفة بالقاهرة، للمفاضلة بين أحدهم. وتتدارس الجهات المصرية مع الدبلوماسيين الإسرائيليين، اختيار ثلاث مواقع للسفارة الإسرائيلية بعيد عن بؤر التوتر في العاصمة، منها مقر بمنطقة مساكن شيراتون القريبة من المطار، وآخر بجسر السويس، والثالث بمنطقة التجمع الخامس، وروعي في الاختيار تسهيل تأمين مقر السفارة ومنع تكرار اقتحامها مستقبلا. وكان مسئولون إسرائيليون أعلنوا إثر الهجوم على مبنى السفارة في ختام ما عرفت بمظاهرات "جمعة تصحيح المسار" أنه سيتم البحث عن مقر جديد للسفارة يكون أكثر آمانًا، في الوقت الذي سحبت فيه إسرائيل طاقم بعثتها الدبلوماسية، والذي لم يعد إلى القاهرة حتى بعد مضي شهرين من الهجوم. لكن إسرائيل تواجه صعوبة كبيرة في العثور على مكان تتخذ مقرًا جديدًا لسفارتها بالقاهرة، إثر تعرض مبنى السفارة الكائن أمام كوبري جامعة القاهرة للهجوم من آلاف المتظاهرين لمصريين في التاسع من سبتمبر، في ظل رفض ملاك العقارات الموافقة على عروض إسرائيلية لاتخاذ مقر بالإيجار. وعلمت "المصريون"، أن المسئولين الإسرائيليين يفضلون نقل مقر السفارة إلى مساكن شيراتون، بسبب قربها من المطار وسهولة تأمينها، لاسيما أن ستكون في مبنى مستقل، على خلاف منطقة التجمع الخامس، التي يخشى المسئولون الإسرائيليون الانتقال إليها، بسبب بعدها عن قلب العاصمة، إلى جانب أن توافر كثافة بشرية حتى لو كانت محدودة يوفر نوعا من الحماية لأفراد البعثة الدبلوماسية. ومن المقرر أن يحسم تحديد مقر السفارة الإسرائيلية في غضون الأيام القادمة، خاصة في ظل توافق مصري إسرائيلي على ضرورة نقل المقر الحالي حتى لا يكون هدفًا لمتظاهرين غاضبين كما حصل في الشهر قبل الماضي احتجاجا على قتل خمسة جنود مصريين بنيران إسرائيلية بالمنطقة الحدودية، مما سيجعلها عرضة للاقتحام مجددا.