عين ....و نافِذَه ....و حقيقه لا ..... لن أترك الأمر يَمرٌق هكذا ... لن يَحدث أبداً ..... لابٌدّ لى و أن أعرِف السِّر ...... و لكن ... لا لا . لا يوجد مكان ل “لكن” تلك . إنها الحقيقه و إلا .. ف لا.... لن أقبل عنها بديلا هو ...:يستيقظ فى السادسه صباحاً ... كيف أعرف؟!!.... بسيطه ... ف نافذته مفتوحه دائماً ..وكأنهٌ يعيش وحده فى هذه العالم . هه ... رجل غريب الأطوار .... ينهض من سريره .... يغيب لحظات...و يعود ليأخذ منشفته . و يمضى .....ماذا يفعله فى هذه الوقت عندما يخرج أول مرّه ؟؟..هه.... . و كيف لى أن أعرف .؟... لا أعرف ... بل إنى قد أدفع من عمرى أعواماً لأعرف ....... يغيب بعض الوقت و يعود ل يضع المنشفه على ذلك الكرسى المواجه للشمس المٌتَسللِه من النافذه المفتوحه على مصرعيها . ..... يخرج ثانيةً و لكن تلك المرّه أراه يٌصَلّى ....... ف الصّاله يَظهَرْ منها مساحه لا بأس بها على الإطلاق .... أراه يقف فيها هناك ...... ثٌمَّ يَدخٌل إلى المَطبخ ...... كيف عرفت؟!.....هه ..... بسيطه ....... ف هو يخرج بصينيه عليها طعام ..... أحياناً ألمح شيئاً غامِقاً .... فول مثلاً...؟... لا أعرف على وجه التحديد .. و لكن ..................... لا يٌهِمّ ....... يدخٌل ل يرتدى ملابسه ...... ماذا ....؟.... و كيف لى أن أصِف لك ما لا أراه ........... نعم ....... لا أراه .... ف أنا أٌغمِض عينى ...... لأنه ببساطه لا يٌغلِق النافذه أبداً ..... أبدااااااااا ...... أفهمت ؟؟ .......... يأخٌذ سلسلة مفاتيحه و ينظر مَرّه أخيره فى المرآه ..... و يتمتم ..... ماذا يقول ؟...... لا أعرف..... ينزل إلى الشارع فى السابعه إلا ثلاث دقائق ..... و يمشى حتى الناصيه و يختفى .... أظَلّ مشغوله بعودته ... فيعود بعد ساعه .... بعد ساعه و ثلاث دقائق ...... حاملاً كيساً ورقياً و يرتقى سٌلّم بيته ليفتح الباب و يضع الكيس على أقرب مِنضَده للباب و يغلقه ثانية و يرحل ...... كل هذه يظهر بوضوح لى بوضوح من المساحه الواضحه من النافذه المفتوحه .......... هذه المرّه غيابه يَطٌول حتى الساعه الواحده ..... يعود .... ف يدخٌل ليأخٌذ منشفته ..... و يدخل ليعود إلى الحٌجره ثانية و يأخٌذ سجادة الصلاه و يٌصَلّى .... يٌبدّل ملابسه و يختفى قَدْر الساعه و يعود ..... أين كان ؟.... فى المطبخ ؟.... يٌهاتِف أحد ما ؟....... هل عنده هاتف ؟.... أكيد ... فهو رجل وحيد ... هل يمكن أن يكون وحيداً و بلا هاتف كذلك !!! .......... فى تمام الثانيه يضع لنفسه طعام الغداء ..... يأكٌل ..... ثم يختفى وقتاً كبيراً إلى حَدٍّ ما ...... حتى الثالثه تقريباً ....... ثٌمّ يعود إلى الحٌجره ذات النافذه المفتوحه ..... يضع جسده على السرير ....... يظل يتقلّب ... أحياناً ينام و أوقات أٌخرى يقرأ ...... و قد يظلّ ناظراً للسقف فى حملقةٍ غير واضحة النتائج .....حتّى يٌؤَذَّن لصلاةِ العصر ...... ينزل للصلاه فى الجامع فى المسجد المقابل للشارع ....... يعود .... ليصنع لنفسه كوب من الشاى الثقيل ... تٌرى .. هل يشربهٌ مٌحَلّى أم قليل السٌكّر ....؟..... لا أعتقد .... فهو رجل كبير ..... قد يشربه بدون سٌكَّر ....... و قد ......................... ما علينا .......... لابٌدّ لى أن أعرِف يوماً ما ........... بعد الشاى يرتدى ملابسه ...... نعم؟..... نعم أغمضتٌها أيضاً هذه المرّه ... و ماذا اختلف ؟..... لازال رجلاً و لازلتٌ امرأه ....... و لازالت النافذه مفتوحه ......... ينزل ....... تٌرى ..... أين يذهب؟؟........ آه لو كنت أعرف ......... يعود فى العاشره ...... يٌحَضِّر لنفسه عشاءاً خفيفاً يأكلهٌ و ينام ........ تٌرى .... أين كان ؟....... مَن يٌصاحِب ؟...... مَن يٌقابِل ؟....... أيام طِوال ظَلَلتٌ على هذه الحال ...... ذات صباح طَلَبَت منّى أمى أن أذهب إلى البقّال على الناصيه المٌقابِله لطلبات نَسيَت هى أن تطلبها من أبى ...... كٌنتٌ لازلتٌ مٌصرِّه على مٌتابعة صاحب النافذه المفتوحه ...... فاغتظتٌ لأن جزءاً كبيراً سيفوتنى ....... و قد لا أعرِف شيئاً حتى الواحده .... لأنه عند عودتى سيكون قد رحَل ...... ذهبتٌ مٌتَكَدِّرَه ... دخلتٌ إلى المحلّ ......و ...... يااااااه .... وجدته.....هو...... صاحب المنزل المقابل لنا ...... لم أعرف ماذا أفعل ...... هل أشترى طلباتى و أرحل .؟........ و لكن .......”لا” ....... فالفضول قاتلى إن رحلتٌ خالية الوفاض ..... رأيته عند قسم الخضروات ....... صباح الخير صباح الخير يا ابنتى هل تسمح لى بسؤال ...؟؟ تفضلى .... و لكن ... هل أعرفك؟ أنا جارتك.. أسكن فى المنزل المواجه لك... آها ...... أنتى إذن من تٌراقبنى ؟ أراقبك ..!.... اك .... ل .. احم .... لا و الله .... اناا..... ابنتى الحبيبه .... و أقول لك ابنتى لأنه لو كانت لى ابنه لكانت فى مثل سنّك تقريباً ..... دعينى” أعزمك” على واحده من حقائق هذا الكون ...... “ليس كٌلّ ما لا نعرفهٌ لٌغزاً ....... فالحياة من ذلك أبسط”............. قالها و مضى و الغريب أنها بعد أن رحل ..... ظَلّت تفكِّر : “لِمَ قال لى “لو كانت لى إبِنَه”؟..... هل هو غير متزوج؟ ام كان متزوجاً و لم يٌرزَق الأطفال ؟ أَم أَم أَم .......... ...........................!!!!!!