راعني في الفترة الأخيرة ما تردد عن نية عدد من شباب ائتلاف الثورة الترشح في الانتخابات البرلمانية القادمة.وقد يتساءل البعض, و فيم الفزع؟! أليس هذا ما نحلم به؟! أن يحكم مصر جيل شاب صنع ثورته و حماها, و الآن سيمتلك السلطة لكي ينفذ أهدافها في إطار مؤسسي ديمقراطي! الأمر ليس بهذه الوردية, لأن خطوة الترشح في البرلمان القادم خصوصا من شباب الائتلاف, محركي الثورة, تحتاج للتأني. المشهد لانتخابي في مصر لا يبشر بحدوث إنقلابة في عقول الناخبين و اتجاهات التصويت, الفقراء هم الفقراء, و تجار الانتخابات و إن كان سيقل وجودهم إلا أنهم لا يزالون حولنا مستعدين, و النظرة العائلية و القبلية مازالت تسيطر على بطاقات التصويت. ماذا لو ترشح بضع من شباب الائتلاف و خسروا الانتخابات, أو فاز واحد أو اثنين, و هذا ما تعكسه للأسف البيئة الانتخابية في ظل 77.2% نعم. إن خطوة الترشح تعد مخاطرة بالرصيد السياسي لائتلاف الثورة و مخاطرة بالثورة نفسها, فبأي عين سوف يواجه شباب الائتلاف جموع الشعب البسيط و قد خسروا الانتخابات, و بأي عين سوف يطالبون بالاعتصام لتمثيل مطلب أو آخر من مطالب ثورتنا و قد اختار الشعب نفسه-وفق نتائج الصناديق-ألا يمثلوه؟! لن تقوم للثورة قائمة بعد ذلك فانتبهوا قليلا لا أحد يكره أن يمثل الثورة شبابها, و أنا أول المؤيدين, و لكن الساحة الانتخابية تتطلب التروي قبل القدوم على هذه الخطوة و الاعتماد مبدئيا على التكتلات السياسية النزيهة و الرموز التي شاركت في الثورة و لها على الأقل بعض الخبرة بالعمل الانتخابي و الساحة الانتخابية و لن تخسر الثورة ماء وجهها إن لم يحالفهم الحظ في الفوز على عكس أن يترشح شباب الائتلاف و المتحدثون باسم الثورة و يفشلوا مما يهدد صوت الثورة و عينها المراقبة و المحاسبة للأحداث, و لكي لا يتحول شباب ائتلاف الثورة إلى شباب إتلاف الثورة. اللهم هل بلغت, اللهم فاشهد.