سقطت الكاتبة فاطمة ناعوت في فخ التدليس على القارئ، بعد أن تلاعبت عن قصد واضح بنتيجة بحث نقلته عن باحث بريطاني مغمور ساقتها للتدليل على أن الليبراليين يتمتعون بدرجة ذكاء أكثر ذكاءً من غيرهم، وكانت المفارقة الأكبر حين تبين أن معد هذا البحث مشهور في الأوساط العلمية الغربية بالأبحاث والدراسات التي يقوم بفبركتها، ويعرف أيضًا بعنصريته الشديدة ودعوته إلى إبادة العرب، حيث سبق وأن دعا الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش إلى ضرب العرب بالقنبلة النووية للتخلص منهم. وكانت أولى سقطات ناعوت في مقالها الذي نشرته صحيفة "اليوم السابع" – الثلاثاء 30 أغسطس- قيامها بإخفاء العنوان الحقيقي للبحث وهو "الليبراليون والملحدين أكثر ذكاء من غيرهم"، بعد أن اقتبست الجزء الخاص بالليبراليين فقط في عنوان مقالها، دون الإشارة إلى الملحدين، وهو أمر مقصود حتى لا يستغل ذلك في الربط بين الليبرالية والإلحاد، كما أنها تجاهلت تعريف الليبرالية الذي اعتمده الباحث، وهو أنها تعني :"الاهتمام الحقيقي برفاهية الآخرين الذين لا يوجد بينك وبينهم أي ارتباط عرقي والاستعداد للمساهمة بمواردك الشخصية لخدمتهم"، وهو التعريف الذي ينطبق علي التيار المحافظ المصري أكثر مما ينطبق علي التيار الليبرالي المصري. أما السقطة الأكبر حين نقلت في مقالها – على خلاف ما أورد البحث - أن "الأشخاص الذين أثبتوا أنهم "معتدلون دينيًّا" كان مستوى ذكائهم يفوق 103 درجة، مقارنةً ب 97 درجة للذين أثبتوا أنهم "متعصبون دينيًّا"، في حين أن نص البحث الذي نقلت عنه يدعي أن "الملحدين" وليس "المعتدلين دينيا" درجة ذكائهم 103 وأن "المحافظين علي القيم الدينية" وليس "المتعصبين دينيا" درجة ذكائهم 97، و هو ما انعكس علي عنوان البحث الذي يدعي أن الملحدين أكثر ذكاء من غيرهم. وأصبح بذلك - وفق ما نقلت ناعوت- "المحافظين علي القيم الدينية" "متعصبين دينيًّا" بينما "الملحدين" هم "المعتدلين دينيا"، وفق رؤية الكاتبة الليبرالية التي أوردتها على خلاف نتيجة البحث الذي أعده ساتوشي كانازاوا، الباحث فى "علم النفس التطوري" بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، بعد أن قامت بتحريف نتيجة البحث التي نُشرت في دورية "علم النفس الاجتماعى" Social Psychology حتى يبدو أن "الليبراليين" وليسوا "الملحدين"- كما يدعي البحث – أكثر ذكاءً عن غيرهم من البشر. المفارقة أن الباحث الذي استندت إليه ناعوت للتدليل على ذلك يشتهر بالغش والتزوير والنقل غير العلمي، ما يجعل من دراسته موضع شكوك وتساؤل حول مصداقيتها، خاصة وأنه صاحب نظرة متعصبة كما يتضح من دراسات أخرى أعدها، مثل: الرجال الأكثر جاذبية ينجبون بنات أكثر من الأولاد - "هل كل النساء عاهرات؟ !!!! - النساء ذوات البشرة السمراء أقل جاذبية وأغبي من باقي النساء!!! - الضعف الصحي للأفارقة مرتبط بضعف ذكائهم وليس له علاقة بالفقر!!!. وهي كلها دراسات وكما يتضح من عناوينها تنضح بالعنصرية وتنتصر للغربي الأبيض وتجعله في مكانة أعلى من غيره من البشر، ولم يستثن العرب من نظرته البغيضة، بعد أن دعا إلى إبادتهم والتخلص منهم مرة واحدة، حين قال: "لو قام جورج بوش بالقاء 35 قنبلة نووية علي الشرق الأوسط يوم 12 سبتمبر 2001 لقضي علي كل أعدائنا الحقيقيين وكل الأعداء المفترضين بدون أن يخسر جندي أمريكي واحد"!!!!!!! وقد تصدى لآرائه الكثير من العلماء في المجلات العلمية المختلفة (هناك 24 ردًا على آرائه) ولكن العلماء لم يجدوا منه ردا على انتقاداتهم، وقد وصفه البروفيسور مايرز أستاذ علم الاجتماع بجامعة مينيسوتا بأنه "الأحمق الأكبر في مجال علم الاجتماع". وقام 68 من أكبر علماء الاجتماع في العالم بتوقيع عريضة يتهمونه فيها بتلفيق أبحاثه وتزويرها والغش في نتائجها. ومؤخرا وافق اتحاد الجامعة في لندن (يمثل مائة وعشرين ألف طالب) بالإجماع على فصل هذا الباحث لتكرار الغش والتزييف والتزوير في أبحاثه. رابط لمقال فاطمة ناعوت في اليوم السابع http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=483704 رابط البحث الأصلي (الملحدين و الليبراليين أكثر ذكاء من غيرهم) الذي نقلت منه فاطمة ناعوت http://www.asanet.org/images/journals/docs/pdf/spq/Mar10SPQFeature.pdf رابط البحث الخاص ب"الرجال الأكثر جاذبية ينجبون بنات أكثر من الأولاد." http://www.news.com.au/features/beautiful-people-have-girls/story-e6frfl49-1111112145510 رابط البحث الخاص ب"هل كل النساء عاهرات؟ " http://www.psychologytoday.com/blog/the-scientific-fundamentalist/201103/are-all-women-essentially-prostitutes رابط العريضة التي وقعها 68 من أكبر علماء الاجتماع في العالم و يتهمونه فيها بتلفيق أبحاثه وتزويرها و الغش في نتائجها http://www.epjournal.net/filestore/kanazawa-statement.pdf