حذرت دراسة صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل، أن العلاقات مع مصر "باتت قابلة للانكسار، خصوصًا في ظل الفوضى في سيناء وازدياد قوة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)". كما حذرت الدراسة التي أعدها الباحث شلومو بروم - بحسب موقع قناة الجزيرة -إسرائيل من تغييرات جوهرية في السياسة المصرية بعد الانتخابات العامة مطلع العام المقبل، وأوصت بالسعي "لتفاهمات إستراتيجية حتى لو اضطرت إسرائيل تسديد أثمانها". وترى الدراسة أن المجلس العسكري، الحاكم الحقيقي في مصر اليوم، صاحب مصلحة واضحة في استمرار الاستقرار على الحدود المصرية الإسرائيلية بصيانة اتفاقية السلام وبالمحافظة على العلاقات مع الغرب خصوصا الولاياتالمتحدة التي تقدم مساعدات سنوية للخزينة المصرية. كما نبهت الدراسة إلى أن الحكومة المصرية مؤقتة ومستقبل أعضائها مرهون بإرادة الشارع المصري، التى تحرص على تلبية رغباته، لكن المجلس العسكري يتدّخل ويقيّد خطوات الحكومة. وترى الدراسة أن حالة سيناء تدهورت وتحولت بعد الثورة إلى "محور مشاكل خطير قادر على إلحاق ضرر إستراتيجي بالعلاقات الثنائية يستدعي تعديل كامب ديفيد لزيادة حجم القوة العسكرية المصرية فيها". يشار إلى أن العديد من التقديرات الإسرائيلية سجلت عقب نشوب الثورة ورجحت أن يغرق المصريون في الشئون الداخلية وينصرفون عن علاقات إسرائيل والفلسطينيين. كما تزعم أنه برغم الثقل المتزايد للرأي العام المصري فإن المصالح الأساسية لمصر لم تشهد تغييرا جوهريا وتتابع "ربما هناك تغيير في الموسيقى، ولكن ليس بالمضامين وهناك توافق عام في مصر على ذلك". وتؤكد أنه ليس هناك أي ضمان ببقاء المشهد السياسي الحالي في مصر على حاله وتنبه لتغيرات محتملة بعد انتخابات حرة وشيكة بما يشمل تعديل تعريف المصالح القومية وبالتالي السياسات أيضا. ويستبعد المعلق الإسرائيلي أري شفيط نشوب حرب مع مصر أو تعديل الملحق العسكري في معاهدة السلام، إنما يخشى من تدهور العلاقات نحو أزمة عميقة بين البلدين نتيجة الاشتعال في غزة. ويحذر شفيط من توجيه الشعب المصري غضبه "إزاء التوقعات الكبرى من الثورة وبقاء مشاكل مصر بدون حل" نحو إسرائيل. كما كشف أرى شفيط، للجزيرة نت، أن رسائل عاجلة بلغت الحكومة الإسرائيلية من القاهرة قبل أيام تشدد على حيوية الإسراع بالتقدم في تسوية القضية الفلسطينية لمساعدتها في مواجهة موجات الكراهية لإسرائيل في الشارع خصوصا قبيل الانتخابات العامة مطلع العام المقبل. في المقابل يرى الجنرال بالاحتياط يسرائيل زيف أن الأوضاع بعد سقوط مبارك حساسة وقابلة للانفجار جراء فقدان أجندة إقليمية لمصر، لكنه مطمئن لمستقبل العلاقات معها بفضل الولاياتالمتحدة بالأساس. وعلل زيف ذلك بقوله للقناة الأولى ليلة الجمعة الماضية، أن مصر أيضا معنية بصيانة علاقاتها مع إسرائيل طمعا بالاستقرار وكي لا تخسر المساعدات الأمريكية، معتبرا أن مصر كنز إستراتيجي لإسرائيل وينبغي تقديم قرابين من أجلها بغية تعزيز توجهات قياداتها وخلسة. ويؤكد المعلق الخبير بالشئون العربية في القناة الأولى عوديد جرانوت أنه لم يعد بوسع إسرائيل أن تفعل ما تشاء في غزة، وذلك بعدما كان الرئيس المخلوع حسني مبارك معاديا لحركة حماس ويسمح باستهدافها. ويزعم غرانوت أن استطلاعات رأي مصرية تفيد بأنه عدا جهات سلفية لا يطالب الشارع المصري بإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل بل يطالب بتعديل ملحقها العسكري. ومع ذلك يشدد على أهمية إبداء إسرائيل حساسية تجاه مصر اليوم وتفادي تصريحات تمس كرامة المصريين، وأشاد بقرارها "الحكيم" بالسماح بدخول قوات مصرية لسيناء، معتبرا أن ذلك سيساعد في إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط.