مدينة تُقسم في الصباح الباكر من يوم 13 آب/ أغسطس 1961 بدأ رجال حرس الحدود المسلحون والمجاميع شبه العسكرية باقتلاع بلاط الشوارع وإقامة الحواجز، وثُبتت الحواجز الخرسانية في الأرض ومُدت الأسلاك الشائكة. حجر على حجر جميع وصلات الطرق والسكك الحديدية بين مناطق شرق برلين وغربها تم قطعها. وحتى محطات قطار الأنفاق تم إغلاقها. وبعد مرور أيام قليلة، بدأت فرق البناء تحت مراقبة القوات المسلحة وحمايتها في استبدال الأسلاك الشائكة بجدار من الطابوق الخرساني الأجوف. الفرصة الأخيرة بالاتفاق مع موسكو تم إغلاق آخر الثغرات، التي كان يستعملها سكان برلينالشرقية للهروب من دكتاتورية حزب الوحدة الاشتراكي الألماني. وفي 15 آب/ أغسطس 1961 تجرأ رجل الشرطة كونراد شومان، الذي كان حينها يبلغ ال19 من العمر، على الهروب نحو الحرية وهو مرتدياً زيه الرسمي وحاملاً بندقيته عند نقطة تفتيش تشارلي عند المعبر الحدودي في شارع فريدريش تجمهر على الجانب الغربي الواقع تحت سيطرة الحلفاء كثير من الأشخاص بينما كانت هناك دبابات على الجانب الشرقي. لكن التصعيد لم يحدث، ولم يقم الحلفاء الغربيون بأي تدخل عسكري لعدم السماح لهم بدخول برلينالشرقية. إغلاق محكم كانت منشآت تأمين الحدود في ألمانياالشرقية التي تحيط ببرلينالغربية تمتد على مسافة يبلغ مجموع طولها قرابة 167.8 كيلو متر. ولم يكن الجدار يمتد على طول هذه المسافة. لكن في كل مكان تم توسيع الحواجز لتصبح خطوطاً للموت لا يمكن تخطيها، كما يظهر في هذه الصورة على طول قناة تيلتوف. أماكن مشهورة ولكن... بدا تقسيم مدينة برلين في أوضح صوره في شارع بيرناور، فهنا كان يمر خط ترسيم الحدود على أعتاب المنازل في الجانب الشرقي. أما رصيف الشارع فكان جزءا من غرب برلين. وأصبح الشارع مسرحاً للعديد من محاولات الهرب الدراماتيكية، التي سقطت في إحداها أول ضحية من ضحايا الجدار. كذبة أولبريشت `لا نية لبناء الجدار! ́ هذا ما قاله رئيس جمهورية ألمانيا الديمقراطية الأسبق وزعيم حزبها فالتر أولبريشت في 15 حزيران/ يونيو 1961 أمام الصحفيين من مختلف أرجاء العالم. ولكن بعد شهرين من ذلك التاريخ أعطى أولبريشت نفسه الأوامر بإغلاق كل الطرق المؤدية إلى برلينالغربية. أحداث مثيرة وقبل يوم واحد من عيد ميلادها التاسع والخمسين، في 22 آب/ أغسطس 1961، قفزت إيدا زيكمان من نافذة شقتها الواقعة في الطابق الثالث من المنزل رقم 48 قي شارع بيرناور، إلى رصيف الشارع، مما تسبب في موتها. وإثر ذلك تقرر إغلاق جميع نوافذ المنازل في شرق برلين والمطلة على الجانب الغربي من المدينة بالطابوق حصيلة الرعب بعد أحد عشر يوماً من البدء في بناء الجدار، في 24 آب/ أغسطس 1961، أٌطلقت النار على أول الهاربين لترديه قتيلاً، وفي الفترة من 1961 حتى 1989 تم قتل ما لا يقل عن 136 شخصاً على أعتاب جدار برلين.