اهتمت وسائل الإعلام الغربية، اهتمامًا بالغًا، بمحاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، ونجليه، علاء وجمال، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي, و6 من كبار مساعديه، حيث حرصت على متابعة المحاكمة لحظة بلحظة، فيما تصدرت صورة مبارك خلف القضبان وهو ممدد على السرير صفحاتها الرئيسية. محاكمة تاريخية .. ولحظة لا تصدق: ووصفت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية محاكمة مبارك ب«التاريخية»، قائلة إن المحاكمة التي «لم يسبق لها مثيل» فرصة للمصريين للانتقام لعقود من الحكم القمعي الذي قام بتعذيب المعارضة، ونشر الفساد، وانتشار الفقر وخنق الحياة السياسية. وأضافت الوكالة أن لحظة دخول مبارك قفص الاتهام كانت لحظة «لا تُصدق» بالنسبة لمعارضيه لأنهم شعروا بأن ثورتهم تتحقق وأن لحظة الانتقام الحقيقية تقترب منهم. وأوضحت الوكالة أن المصريين ينتظرون بفارغ الصبر الفرصة للانتقام من مبارك منذ فترة طويلة، إلا أن بعضهم يشعر بالقلق من أن المجلس العسكري «يستخدم المحاكمة كدليل على إنجازه للإصلاح الديمقراطي». وقالت الوكالة: «إنها المرة الأولى التي يتم فيها وضع زعيم حديث في الشرق الأوسط في قفص الاتهام من قبل شعبه، إلا أن المحاكمة بالنسبة للجيش هي فرصة لمحاولة تعزيز موقفه». وأشارت الوكالة إلى أن محاكمة مبارك تلقى قبولا واسعا بين المصريين الغاضبين من تفشي الفساد وانتهاكات الشرطة واحتكار مبارك للسلطة السياسية، مضيفة أن معارضي النظام، سواء الإسلاميين أو النشطاء المؤيدين للديمقراطية، «يتوقون للانتقام بعد سنوات من القمع والتعذيب». "فرعون دخل قفص الاتهام": ومن جانبها، قالت «نيويورك تايمز» الأمريكية إن هذه لحظة تاريخية في التاريخ العربي الحديث، حيث إن «فرعون دخل قفص الاتهام»، مشيرة إلى أن مبارك هو أول رئيس مصري يحاكم في قفص الاتهام، مضيفة أن دخوله القفص «نقطة فارقة في تاريخ مصر، لاسيما أنه يشبه ذلك القفص الذي ظهر وراءه قاتل السادات قبل ثلاثين عاما». وأضافت الصحيفة أن «الفرعون، خليفة السادات، وبطل الحرب السابق وزعيم أكبر قوة سياسية في الشرق الأوسط طيلة ثلاثة عقود، أطاحت بعرشه مظاهرات عارمة في يناير وفبراير الماضيين». ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من انقسام الصفوف المصرية بشأن حضور مبارك إلى المحاكمة في أكاديمية الشرطة التي حملت يوما ما اسمه، كمحطة المترو التي تحولت إلى محطة الشهداء، إلا أن حضوره مثّل «لحظة حقيقية في مضمون الثورة»، تلك الثورة التي أثبتت أنها أيسر بكثير من توابعها ومحاولة بناء نظام جديد. ورأت الصحيفة أن مجرد محاكمة مبارك تعد لحظة تاريخية في تاريخ العالم العربي بأسره، فهي مشابهة إلى حد كبير لمحاكمة وإعدام صدام حسين، الذي أطاح بحكمه الاحتلال الأمريكي بحجة اتضح فيما بعد أنها «زائفة». أما صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية فقد اعتبرت، أن محاكمة مبارك «دلالة على مدى تغير المشهد السياسي بعد الثورة التي اجتاحت جوانبه قبل ستة أشهر»، وقالت إنها أزالت عن مبارك "صفة الألوهية" التي ارتبطت به طيلة ثلاثة عقود حكم خلالها البلاد. وأضافت الصحيفة أنها لحظة حاسمة بمثابة «هدية» لهم في رمضان، مشيرة إلى أن المحاكمة بمثابة «اختبار مهم» للنظام القضائي المصري. وكتبت «واشنطن تايمز» تقول إن محاكمة مبارك أمام أعين العالم أجمع، فرصة لانتقام المصريين من مستبد حكم البلاد بقبضة من حديد طوال ثلاثين عاما. وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت هذه المحاكمة ستحقق العدالة الغائبة، فبعض المصريين يخشون أن تستخدم السلطة العسكرية المحاكمة باعتبارها دليلا على التحول الديمقراطي وتحقيق الإصلاحات في البلاد، في الوقت الذي يرى فيه النشطاء أن البلاد في حاجة للمزيد من التغيير الحقيقي. ورأت الصحيفة أن عقد المحاكمة في أكاديمية الشرطة يعد مفارقة، إذ كانت تسمى قبل الثورة «أكاديمية مبارك للشرطة»، حيث كان يحظى الرئيس السابق بكل الاحترام والتقدير في هذا المكان.