تجمع مصريون عند منطقة حدودية مع إسرائيل اليوم الخميس في انتظار تسليم سجناء يجري تبادلهم مع شخص يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية احتجز في مصر بتهمة التجسس. وسيجري تبادل 25 سجينًا مصريًا مع إيلان جرابل (27 عامًا) الذي احتجز في مصر في يونيه لاتهامه بالتوجه إلى مصر لتجنيد عملاء ومراقبة الأحداث في الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك الذي كان حليفًا لإسرائيل والولاياتالمتحدة. ونفت إسرائيل التي توترت علاقاتها مع مصر منذ قيام الثورة هذه الاتهامات. وتم التوصل إلى هذا الاتفاق الذي رعته الولاياتالمتحدة عقب نجاح اتفاق تبادل أكثر من ألف سجين فلسطيني مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بوساطة مصرية والذي احتجزته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لمدة خمس سنوات. ومن المتوقع نقل جرابيل من القاهرة إلى تل أبيب جوا في حين أن السجناء المصريين وأغلبهم من شبه جزيرة سيناء سينقلون عبر المعبر الحدودي الملاصق لمنتجع طابا المصري على البحر الأحمر، ومن المقرر أن تتم عملية التبادل بعد ظهر اليوم. وقال محمد السواركي وأخوه أشرف عبد الله (18 عامًا) من بين الذين سيفرج عنهم إنه يريد فقط أن يرى أخاه وامتدح عمل مصر على الإفراج عنه وقال إنه شيء طيب. وقالت أسرته إنه حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في اسرائيل لاتهامات بعبور الحدود بشكل غير مشروع، وهم يقولون إنه ضل طريقه، وكان قد أمضى عامًا في السجن. وقال آخرون في المنطقة إن الكثير من السجناء المصريين الذين سيفرج عنهم شاركوا في التهريب وهو أمر منتشر بامتداد الحدود بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة الفلسطيني. وقالت هيئة السجون الاسرائيلية إن عبد الله سجن لتهريب المخدرات وكذلك لاختراق الحدود، وقالت إن الآخرين الذين سيفرج عنهم احتجزوا لاتهامات مماثلة منها تهريب السلاح لكن ليس من ضمن الاتهامات التجسس أو الهجوم على إسرائيليين. وقال يوسف الأطرش الذي ذكر أن اثنين من إخوته بين السجناء الذين سيفرج عنهم في حين أن أخا ثالثا له سيظل وراء القضبان إن سعادتهم لم تكتمل لانهم يريدون الإفراج عن الأخ الثالث. وأضاف أن اخوته عبروا الحدود بسبب الظروف الصعبة. ويشكو الكثير من بدو سيناء من إهمال الدولة لهم، فعلى الرغم من أن منتجعات مثل طابا وشرم الشيخ بفنادقها ذات الخمس نجوم تعج بالسائحين فإن البدو يقولون إنهم مستبعدون من الوظائف وعليهم العيش بمصادر رزق هزيلة أو اللجوء إلى التهريب. واحتلت اسرائيل سيناء عام 1967 وأعادتها إلى مصر في الثمانينيات بعد أن وقعت مع مصر معاهدة سلام عام 1979 في أول اتفاق من نوعه بين دولة عربية وإسرائيل. وقالت إسرائيل إن ثلاثة من بين السجناء المصريين الذين سيجري مبادلتهم دون سن 18 عامًا. ودعت إلى خطوات إضافية للمساعدة على الإفراج عن إسرائيلي آخر يدعى عودة سليمان الترابين الذي سجنته مصر قبل 11 عامًا. وقالت والدة جرابل وقت اعتقاله إن ابنها وهو طالب حقوق في الولاياتالمتحدة يعمل لدى خدمة سانت اندروز للاجئين وهي منظمة غير حكومية في القاهرة. وهاجر جرابل إلى اسرائيل عام 2005 قادما من نيويورك وخدم في جيشها في حرب لبنان عام 2006. وعلى مدى سنوات ألقت مصر القبض على عدد من الناس اتهموا بالتجسس لصالح اسرائيل. وأعادت اسرائيل سفيرها من مصر في سبتمبر أيلول عندما هاجم متظاهرون السفارة الإسرائيلية احتجاجًا على قتل أفراد من الجيش المصري على الحدود عندما كانت القوات الإسرائيلية تلاحق من قالت إنهم مهاجمون اخترقوا حدودها في أغسطس.