صدر مؤخرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب نقدي وتحليلي جديد ضمن سلسلة كتابات نقدية بعنوان "رواية السيرة الذاتية" للمؤلف ممدوح فراج النابي. يسعى هذا الكتاب من خلال روايته الى اكتشاف ملامح نوع أدبي جديد يولد من نوع الرواية التي استقر الرأي منذ نشأتها على أنها جنس أدبي مفتوح ويطمح هذا النوع الهجين لأن يكون نوعاً أدبياً مستقلاً يقف بسماته المميزة لتُفرقه عن كافة الأجناس القريبة مثل الرواية أو السيرة الذاتية بطرائقه السردية التى ينتهجها وخصائصه الأسلوبية، وأيضاً بدوافع الكُتاب الذين يميلون إليه دون غيره من الأنواع السردية القريبة. كما استطاع الكاتب وضع لنفسه برنامجا زمنياً من عام 1976 وينتهي عند عام 2000 وجاء الوقوف عند هذه الفترة لما أحدثته هزيمة يونيو 1976 من هزة عميقة وانقسام داخل الذات واهتزاز الثوابت الوطنية والتاريخية وبروز عمليات التسوية التى لا تزال ترفضها الشعوب وما تبع هذا من ظهور أشكال روائية اتسمت بالتمرد والاحتجاج وتصوير أصناف القمع بالإضافة إلى بروز تيمات يتداخل فيها الذاتي بالموضوعي عبر رؤى إشكالية تحاول أن تقدم أجوبة عن أسئلة الواقع. وقد اعتمد الكتاب مجموعة من النصوص الأساسية بالتحليل تكونت من اثنتي عشرة رواية لأنثى عشر كاتباً وكاتبة مصريين، منها على سبيل المثال رواية "تلك الرائحة" لصنع الله إبراهيم "قدر الغرف المقبضة" لعبد الحكيم قاسم، "الحب فى المنفى" لبهاء طاهر "دنيا زاد" لنورا أمين.