شن الكاتب والمفكرالمصري جابر عصفور ، هجوما "أدبيا " على الأديب علاء الأسواني واصفا إياه ب" النجم المزيف الذي صنعه نظام حسني مبارك المخلوع". و قال عصفور في هذا السياق في ندوته التي عقدها أمس الأول لجمهور المعرض الدولي للكتاب :" مصر لن تعود " أبدا" إلى عهد ما قبل" 25 يناير" و هو العهد الذي كرس فيه مبارك لسياسية القمع و الاضطهاد على جميع الأجنحة و منها الأدب " و أضاف الكاتب المصري :" نظام مبارك صنع علاء الأسواني ليبرز، أن هناك مساحة للحرية وأن لديه صدرا رحب لقبول النقد، و لكن نجوما مزيفة كعلاء هي حالة مصيرها الزوال دائما ". و من أوراق " الثورة المصرية " تحدث عصفور بكل " فخر" عنه رفضه لحقيبة وزير الثقافة في عهد مبارك" المخلوع" قائلا :" رفضت حقيبة وزير الثقافة لأنني لم أكن أشعر حينها بأنني سأستطيع إنقاذ الثقافة المصرية والمتاحف والتي بدأت تشهد موجة من السرقة والخراب بعد انفلات الأمن وانتشار "البلطجية" وأضاف جابر الذي شغل و لمدة عشرة أيام "فقط" منصب وزير الثقافة المصرية التي تشكلت عقب الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام مبارك:"شعرت براحة عندما قدمت استقالتي ". وألبست الندوة في أبرز زواياها، جابر عصفور " ثوب المتهم " عندما تعلق الأمر بفتح ملفات الجوائز و التكريمات لاسيما وأنه يعتبر قامة في الكتابة العربية و هو ما كان يدفع بالملوك والزعماء العرب للتسابق نحو تكريمه، و في هذا الباب لم ينكر جابر عصفور أنه قبل جائزة العقيد " المخلوع" معمر القذافي، قبل أن يعلن تنازله عنها بعد اندلاع انتفاضة"17فبراير" الليبية، كما قال جابر :" لم أرفض جائزة القذافي ولكن بعدما اكتشفت حجم الجرائم التي كان يرتكبها القذافي أعلنت رفضي لها، كما أعلنت في وقت سابق أنني أرفض لقاء القذافي ". وأشار إلى أن الجوائز التي يقدمها الملوك والزعماء للكتاب هي من أموال الشعوب و ليست من مال الملك ، و هي عادة ما تخضع للجنة تقييم يشرف عليها رموز الفكر في تلك البلد، وهي تعد –حسب جابر- عرفانا وشكرا من شعب البلد على إسهامات الكاتب الأدبية، وليس عطية من الملك . كان عصفور قد شن منذ فترة ليست ببعيدة هجوما حادا على الكاتب علاء الاسواني حيث صرح من قبل أنه أثناء تواجده في معرض كتاب بإيطاليا أن سأله صحفي في إحدي وكالات الأنباء العالمية: هل صحيح أن كتب «علاء الأسواني» ممنوعة في مصر وأن هناك تضييقا عليه من دور النشر؟ أجبت بالنفي القاطع قائلا: هذه أكاذيب.. و«عمارة يعقوبيان» انتجت فيلما ومسلسلاً قام بإنتاجه تليفزيون الدولة والأسواني يكتب مقالا أسبوعيا في إحدي الجرائد اليومية، وهذا يؤكد أنه لا يوجد أي منع له، بعدها قرأت ل «علاء الأسواني» مقالا يؤكد فيه أنه تم تكريمه من وزير الثقافة الفرنسي ضمن «13 أديبا عالميا»، وهذا شيء مفرح وجميل، وفي هذا المقال أخذ يسفه من الحكومة وهذا حقه، لكنه تحدث عن جوائز الدولة بأنها جوائز «فاروق حسني» وأنها لاتتسم بأي صفة وأن الذي يمنحها هو فاروق لمن يرضي عنه.. هذا المقال استفزني فكتبت مقالا في الأهرام بعنوان «افتراء كاتب مصري بمناسبة تكريم فرنسي»، ويبدو أن هذا الكلام لم يعجب «د. الأسواني» فأجري حوارا علي صفحة كاملة في جريدة الشروق يؤكد فيه أنني أصبحت حامل خاتم أعمال الوزير، وأنني كنت ناقدا واعدا!! وعندما نشر هذا الكلام لم أكن موجودا في القاهرة، حيث كنت في ليبيا للحصول علي جائزة وصفها «الأسواني» بأنها «جائزة القذافي لحقوق الإنسان»، ولما رأيت في هذا الحوار ما لا يليق بآداب الحوار كتبت في الأهرام سلسلة مقالات.. أخذت مما كتبه الأسواني «عينة» وقمت بتحليل الخطاب الثقافي الآني وخرجت بقناعات منها انحدار الخطاب الثقافي وانعدام آداب الحوار الديمقراطي والذي يعتمد علي الصدق والموضوعية وعدم الإسفاف وعدم الانتقال من موضوع إلي آخر، ثم إن هناك شيئا مهما آخر هو تسييس الثقافة، وهذا عيب وخطر حقيقي.