أكد د.أحمد سمير أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر أن غلق قناة الجزيرة وعدد من القنوات الفضائية منها أحرار 25 واليرموك والقدس والحافظ التي تنقل الحقائق للجماهير ليس أسلوبا جديدا ولكنه نهج وأسلوب قديم عفا عليه الزمن ولم يعد مجديا وثبت فشله منذ بدأ في حقبة الخمسينيات والستينيات، فما بالنا بعصر السموات المفتوحة والأقمار الصناعية والانترنت، وقال أنه لم يعد بمقدور أحد أو هيئة حصار الإعلام والصوت الآخر، مدللا بتجرية قناة الجزيرة أثناء ثورة 25 يناير، حيث تم إغلاقها فقامت قنوات أخرى ببث قناة الجزيرة على تردداتها في الجزائر وتونس والأردن وفلسطين واليمن حيث فتحت لها المجال وأوقفت بثها هي وذلك تضامنا مع الشعب المصري وثورته، ووقتها قامت الجزيرة بتقديم شكوى بالاتحاد الدولي للاتصالات نظرا للإخلال بالعقود. وكشف "سمير" أنه من الناحية العملية من الصعب جدا غلق قناة نهائيا بل سيتم غلقها فيما يخص قمر النايل سات، مع إمكانية بث هذه القنوات على أقمار صناعية أخرى منها "عرب سات" أو أي قمر صناعي آخر، ويسهل برمجة أجهزة الاستقبال "الريسيفير" والطبق باتجاه معين لاستقبالها، كذلك يسهل بث هذه القنوات عبر الانترنت ببث الكتروني على الهواء. وخلص "سمير" إلى أن حصار إعلام الرأي المعارض للسلطة انتهى واختفى وأصبح ليس هناك شيء اسمه منع وحصار الفكرة وصوتها، وتتوافر الآن مئات البدائل في مواجهة التضييق والتعتيم الإعلامي. وأشار "سمير" إلى أن الجزيرة نشاطاتها مقفولة منذ أكثر من شهر ونصف وتبث من قطر، مشيرا إلى أن فكرة الحصار بائدة وانتهت ولم يعد أحد يفعلها بأي نظام، فالكلمة تواجه بالكلمة والفكرة تواجه بالفكرة وليس بالغلق، لافتا إلى أن قناة الجزيرة قناة واحدة في المقابل هناك ما بين 60 إلى 70 قناة مع السلطة تهلل وتصفق فلماذا تؤرقهم الجزيرة؟ هل تؤرقهم لأنها تتمتع بالمصداقية والمهنية. وذكر"سمير" أن مصر اتبعت كتالوج الهيمنة على الرأي العام بالخمسينيات والستينيات ورغم قلة مصادر الإعلام حيث كان هناك الرقيب والصوت الواحد، إلا أن الناس كانت تبحث عن الحقيقة من خلال الاستماع لردايو" البي بي سي" و"مونت كارلو" ، لأن الإعلام المصري فقد مصداقيته والناس يصعب خداعها. ورصد "سمير" ما تعرضت له قناة الجزيرة من تضييق وأغلقت لها مقرات بعدة دول عربية ولم يمنعها ذلك من استكمال رسالتها، ولم يمنع التضييق والتعتيم الناس من الوصول للحقيقة، بل إن الممنوع مرغوب وكلما بذل المشاهد جهدا في الوصول لقناة أو برنامج كلما تزايد تأثره بمضمونه، بدليل أن الناس تشاهد بكثافة الجزيرة عبر موقعها الالكتروني على الانترنت. وشدد على ضرورة أن تكون المنافسة بين القنوات هي عبر الأثير وليس بالغلق وحالة الإقصاء للمعارض رغم أنها قناة واحدة يكشف فشل وضعف القنوات الأخرى التي فقدت المصداقية والمهنية. ونبه "سمير" إلى أنه من الناحية القانونية محكمة القضاء الإداري غير مختصة فيما يتعلق بغلق القنوات الفضائية لأن ذلك اختصاص المحكمة الاقتصادية لأن القنوات تعمل وفقا لقانون الاستثمار، وهذا ينطبق على كل القنوات الموجودة على النيل سات.