أعلن، أمس، المتحدث باسم سفارة أمريكا في العاصمة الأفغانية كابول، الاقتراب النهائي من إعلان الاتفاقية الاستراتيجية بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوأفغانستان. وقد تمت تهيئة مسودة هذه الاتفاقية بين "رايان كروكر" سفير أمريكا في كابول و"رنجين سبنتا" مستشار الأمن القومي في أفغانستان. وسيتم التوقيع عليها بعد مراجعة كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ونظيره الأفغاني حامد كرزاي لها. وتتناول الاتفاقية معاهدة استراتيجية طويلة المدى بين كابول وواشنطن حول دور القوات الأمنية الأمريكية والتابعة لحلف شمال الأطلسي في حفظ حدود أفغانستان ومواجهة الجماعات الإرهابية وتثبيت الاستقرار الأمني في أفغانستان بعد خروج القوات الأجنبية في عام 2014م. وتأمل الولاياتالمتحدةالأمريكية إقرار هذه الاتفاقية قبل جلسة اجتماع الناتو بشيكاغو في شهر مايو القادم. وقد اجتمع مجلس وزراء الحكومة الأفغانية برئاسة الرئيس حامد كرزاي، لمناقشة مسودة اتفاقية التعاون الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد أشارت وكالة الأنباء الأفغانية "آفا" إلى أن مجلس الوزراء أشار إلى أهمية هذه الاتفاقية الاستراتيجية، وتأكيدها على احترام الدستور والوحدة الوطنية واستقلال أفغانستان. ودعم الحكومة الأفغانية في مجالات الأمن الداخلي والتعليم والصحة وحفظ آثار أفغانستان التاريخية، وحدودها الأمنية. وصحيفة آرمان ملي طالبت الحكومة الأفغانية بمواجهة الفساد الإداري والمالي في الحكومة بشكل جدي، حتى لا تجد الحكومة الأمريكية فرصة للصيد في الماء العكر، وتمرير مصالحها عبر هذا الفساد الحكومي. وكل من صحيفة "باور ملي" و"سرنوشت" طالب بضمانات تكفل حق الشعب الأفغاني من هذه الاتفاقية الاستراتيجية، وطالبت بعرض هذه الاتفاقية على الأممالمتحدة وتسجيلها هناك؛ لضمان تنفيذها بما يضمن حقوق الشعب. وصحيفة "ماندكار" نوهت إلى مسألة السجون الأمريكية في أفغانستان والعمليات الليلية لقوات حلف الأطلسي، وأشارت إلى أنه لابد من وضع هذه العمليات وهذه السجون تحت مسؤولية حكومة كابول بشكل مباشر. وانتقدت كل من صحيفة و"يسا" و"محور"، سفر هيئة من أعضاء الكونجرس الأمريكي إلى كابول، وتصريحاتهم حول إيجاد نظام برلماني في أفغانستان، وانتقدتا ضعف رد فعل الحكومة الأفغانية في هذه المسألة التي تمثل تدخلاً في الشأن الأفغاني الداخلي. واعتبرت صحيفة "ويسا" أن تصريحات السيناتور الأمريكي "ليفي جومرت" حول السعي إلى إيجاد نظام برلماني في شكل الحكومة الأفغانية لا يعبر عن رأيه الشخصي، ولكن هذا جزء من استراتيجية الحكومة الأمريكية تجاه أفغانستان. وأشارت صحيفة "محور" إلى أن حديث نواب الكونجرس الأمريكي عن الفساد الإداري في دولة أفغانستان، المقصود منه هو الحديث بشكل باطني عن إيجاد نظام فيدرالي في أفغانستان، وأن أمريكا تسعى إلى تقسيم الدولة إلى فيدراليات تهدف بها أن ترضى الجماعات المسلحة المختلفة.