قال بولنت أرينتش، نائب رئيس الحكومة التركية، إن إيران إذا كنت ترغب فى إنتاج الطاقة النووية لأغراض سليمة، فهذا حقها، كما هو حق أى دولة، ولا يعد ذريعة لضربها بأى حال من الأحوال. جاء ذلك فى اللقاء الذى جمع المسئول التركى، اليوم، فى مقر رئاسة الوزراء التركية، بوفد من الصحفيين العرب، قدموا إلى تركيا فى زيارة تنظمها المديرية العامة للصحافة والنشر والإعلام، التابعة لرئاسة الوزراء التركية، ووكالة الأناضول للأنباء، جاوب خلال اللقاء عن العديد من الأسئلة التى وجهها له الصحفيين حول العديد من القضايا الداخلية والخارجية. وفى رد منه عن سؤال متعلق بمدى إمكانية تركيا فى الحفاظ على حيادها، حيال أى هجوم محتمل لإسرائيل على إيران، ذكر أرينتش، أن العلاقات التركية الإسرائيلية، تسير على أرض ثابتة وبشكل صادق حتى الآن، مشيرا إلى أن تركيا لا تشبه فى شكلها العام تلك الدول التى تبدو من الخارج شيئا، بينما هى فى الداخل على العكس تماما مما يبدو منها فى الخارج. وتابع قائلا "إن تركيا هى الدولة الوحيدة فى الأممالمتحدة، وفى كافة الساحات الدولية، التى تدافع عن إيران حتى اليوم"، موضحا أنه هذا الكم الكبير من الدعم التركى لإيران، لم تقدم الأخيرة مقابلا له على الإطلاق، بل على العكس، تقوم فى بعض الموضوعات والقضايا ببعض التصرفات التى تغضب تركيا، بحسب قوله. وأوضح أن الانتقادات التى يوجها العالم لإيران بسبب سلاحها النووى، يجب أن توجه كذلك للدول الأخرى التى تمتلك نفس الأسلحة، حتى لا تكون هناك ازدواجية فى المواقف، لافتا إلى أن تركيا لا تقبل مثل هذه الازدواجية على الإطلاق، مؤكدا على أن بلاده لا تريد أى هجوم أو تدخل فى أى دولة جارة لها. وذكر كذلك أن تركيا لا تريد تدخلا خارجيا فى سوريا، لكنه تساءل فى الوقت ذاته، إذا لم تكن هناك عقوبات مفروضة على سوريا، ماذا كان فعل الرئيس السورى أكثر مما فعله ويفعله حتى الآن. وشدد على ضرورة أن تكون لآلية القرار الدولية، بعض المبادرات التى يمكن من خلالها إنهاء المأساة فى سوريا بشكل سريع، وأن تظهر بعض الدول العربية والإسلامية مواقفها حيال الأزمة السورية بشكل واضح وصريح. وذكر أن بلاده تتكلم يوميا فى الشأن السورى، وتناشد جميع الأطراف بالسعى لحل تلك الأزمة، لكن هذا يحتاج إلى تفاعل من الأطراف الأخرى لتكتمل الجهود. وبخصوص الاتفاق الأمريكى الروسى الأخير، لعقد مؤتمر بخصوص سوريا، ذكر أرينتش أن هذا تطور إيجابى، لأنه ليس من السهل الوصول إلى اتفاق مع روسيا فى أى نقطة بخصوص الأزمة السورية، مشيرا إلى أن التوصل إلى إقناعها بفكرة المؤتمر، جهد رائع، على حد قوله. وفى سياق آخر، أشار أرينتش إلى أهمية قناة (TRT) التركية الناطقة بالعربية، موضحا أنها تبث برامجها المختلفة باللغة العربية على مدار الساعة، وان اللغة العربية أدرجت فى الدارس التركية كلغة اختيارية، فضلا عن اللغة الفارسية كذلك، موضحا أن هذا كله بهدف تعميق التواصل والترابط بين العالم العربى والإسلامى.