تحدثت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فى عددها الصادر صباح اليوم السبت، حول تصاعد المخاوف الإسرائيلية بشأن اضطراب الأوضاع فى سوريا، واحتمال وقوع الأسلحة الكيماوية أو الأسلحة الدقيقة بين يدى المسلحين الراديكاليين، وهو ما دفع إسرائيل لنشر فرق من المشاة ووحدات الاستطلاع فى منطقة مرتفعات الجولان التى كانت لعدة عقود تتسم بالهدوء، كما تعمل الجرافات على تمهيد الطريق لإنشاء ملاجئ عسكرية. ووفقاً للصحيفة، تقف دبابة ميركافا إسرائيلية على أتم الاستعداد، فوق قمة مرتفعات الجولان موجهة مدافعها صوب سوريا، ويقول الجنرال غال هيرش، نائب قائد الوحدة المسئولة عن العمليات طويلة المدى فى مناطق العدو، وهو يستند إلى دبابة الميركافا، "هذا هو الوضع الجديد لمرتفعات الجولان"، مضيفا، "داخل الشجيرات هنا، لدينا وحدات جاهزة للقفز وإطلاق النيران، فيمكنك أن ترى الدبابات والقوات تقف هنا، ولكن هناك أشياء أخرى لا تراها الآن". ووفقاً للصحيفة، فإن الحضور العسكرى فى المنطقة الحدودية التى تصل إلى 43 ميلاً، يعكس خوف وتوتر القادة الإسرائيليين بشأن تفاقم الحرب الأهلية السورية، فقد كانت هناك بالفعل صدامات على الحدود، ووصل القصف العشوائى نحو 30 مرة إلى منطقة الجولان، وهو ما دفع إسرائيل فى خمس حالات منها للرد. وكان أحد المسئولين فى إدارة أوباما قد صرح يوم الجمعة بأن الطائرات الإسرائيلية قصفت موقعاً فى سوريا، مساء الثلاثاء، وقال المسئولون فى الولاياتالمتحدة إنهم يفكرون فى الخيارات العسكرية بما فى ذلك شن هجوم جوى. ولكن المخاوف فى إسرائيل بشأن التوترات الحدودية اكتسب عمقا خاصا، حيث كانت لعقود طويلة تعتبر الحدود مع سوريا وكذلك مصر حدودا آمنة ليس عليها القلق بشأنها. ولا يرى العديدون داخل إسرائيل أفقا لإمكانية التوصل لحل إيجابى للنزاع الدموى فى سوريا، كما لا يرون حلا واضحا لتأمين مصالحهم. وأصبحت القيادة العسكرية فى إسرائيل الآن تنظر إلى جنوبى سوريا باعتبارها "منطقة لا تخضع للسيطرة"، ومن ثم فإنها تمثل خطرا محدقا، وأصبحت الحرب الأهلية فى سوريا تمثل تحديا أمنيا ملحا، بما فى ذلك احتمالات وصول أسلحة كيماوية ودقيقة لأيدى الجماعات المتمردة والإسلاميين الراديكاليين. كما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، فى حواره لأعضاء البرلمان خلال الأسبوع الجارى، أن "الخطر الأول والرئيسى هو تعرض مواطنينا وجنودنا لهجمات عبر خط مرتفعات الجولان". ويعتقد بعض المحليين فى إسرائيل والخارج باحتمالية أن تنشئ إسرائيل منطقة عازلة وتقوم بتسليح قوة تابعة لها داخل سوريا، كما فعلت فى بداية السبعينيات مع جيش لبنان الجنوبى، وبالرغم من الانتقادات التى تعرضت لها استراتيجية إسرائيل فى لبنان، حيث تسببت فى ظهور حزب الله، أشعل نتنياهو بورصة التكهنات فى هذا الصدد، بعدما رفض فى حديثه ل"بى بى سى" أن يؤكد أو ينفى نية إسرائيل تسليح المقاتلين فى سوريا. من جهة أخرى، اقترح البعض تشكيل قوة من المواطنين الإسرائيليين، ربما من الدروز الذين يعيشون فى الجولان وينحدرون من أصل سورى تحتشد فى المنطقة العازلة التى كان يمشطها نحو 1000 من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والتى كانت تعانى من المشكلات بعدما سحبت دولتان قواتهما فى سبتمبر الماضى، واختطاف 21 فلبينا فى مارس الماضى. كما ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية خلال الأسبوع الجارى أن مركزا عسكريا بالقرب من الحدود الإسرائيلية السورية الأردنية قد أعيد فتحه بعدما كان مغلقا لسنوات عديدة. ولكن عددا من كبار المسئولين السياسيين والعسكريين أبدوا تحفظا حيال كلا الاقتراحين، مؤكدين أنه بالرغم من تزايد المخاطر التى تتهدد إسرائيل، فإن التدخل واسع النطاق يمثل مشكلة أكثر خطورة.