فى ظل تطورٍّ لافتٍ ومطّردٍ لأداء المشتركين أسبوعاً تلو الآخر، باتت معايير المنافسة فى برنامج "Arab Idol" على MBC1و"MBC مصر" أكثر ارتفاعاً، لاسيّما بعد مشاركة فريق فنى متخصّص من كبار الأساتذة والموسيقيين فى اختيارات المتنافسين ال12 لأغنياتهم التى يقومون بتأديتها على المسرح. وكنتيجةٍ لتطوّر الأداء ودقّة الاختيارات وارتفاع وتيرة التنافس، تَميّز المشتركون خلال الحلقة بتأديتهم لألوان طربية مُختلفة عن تلك التى أطلّوا بها على الجمهور فى السابق، وذلك فى تنويعٍ يُظهر قدراتهم الصوتية على نحوٍ أكثر شمولية، ويوضح تمكّنهم من تأدية مختلف الأنماط الغنائية العربية. وفى هذا السياق، بدا الأثر الذى تركته زيارة "الكينج" محمد منير على المشتركين واضحاً، فاستفادوا من نصائحه وإرشاداته التى خصّ بها كل مشتركٍ على حدة، ولعلّ النصيحة الأبرز لجميع المشتركين كانت "ضرورة استفادة كل مشترك من التراث الفنى لبلده والمخزون الثقافى والموسيقى الموجود فى ذاكرته". فى البداية، افتتحت ضيفة الحلقة الفنانة آمال ماهر من مصر، مسرح "Arab Idol" بأغنية "كلام بسرّك" التى حظيت بتفاعل جماهيرى كبير، وثناء من قبل أعضاء لجنة التحكيم الذين اعتبروا آمال امتداداً لخطّ "عمالقة الزمن الجميل"، بصوتها القوى وإحساسها المرهف. أما أول إطلالة للمشاركين فكانت من خلال فرح يوسف من سوريا والتى غنت "حبينا واتحبينا" لمطربة الجيل ميادة الحناوى، فجاء أداؤها كعادته قوياً ومحترفاً، رغم صعوبة الأغنية ووفرة جُملها اللحنية التى كتبها بليغ حمدى، غير أن فرح أبدت ليونة فى التنقل بين النغمات وثقة عالية انعكست على آراء لجنة التحكيم، حيث وصف راغب علامة فرح بأنها أمل سوريا فى الغناء بعد ميادة الحناوى. مهند المرسوم من العراق أطلّ ثانياً عبر أغنية "لاه ولوه ولوّه" ل سعدون جابر، فاستهلّ أغنيته بموال من التراث العراقى أدّاه بثقة وعنفوان، وهو ما أخذه عليه راغب علامة معتبرا ًعنفوانه وحماسه المُفرطيْن سبباً فى خروجه عن المقام فى بعض "الركزات".. الرأى الذى خالفته فيه أحلام التى رأت فى "تأخرّ ركزاته حرفيةً على الطريقة العراقية التقليدية" وهى تُحسب له لا عليه. بدورها قدمت سلمى رشيد، من المغرب، أغنية "عالبال" ل سميرة سعيد، فجاء أداؤها مرتاحاً وبدت مُمسكةً بالمقام كعادتها منذ "دخلتها" الصحيحة على الأغنية. وجاءت ملاحظات اللجنة متشابهة بالنسبة لأداء سلمى، حيث نصحتها أحلام بالابتعاد عن المُغالاة والحدّة فى لفظ كلمات الأغنية، فيما جاء رأى نانسى متفقاً مع رأى حسن الشافعى فى ضرورة حفاظ سلمى على شخصيتها الخاصة، وعدم التأثر بطريقة أداء صاحبة الأغنية. مفاجأة أخرى فجّرها عبد الكريم حمدان من سوريا عبر إصراره على أداء اللون العاطفى الطربى، عوضاً عن الموشحات والقدود التى تميّز بها منذ بداية البرنامج، حيث آثر عبد الكريم غناء رائعة وديع الصافى "على رمش عيونها"، فقدّمها بأسلوبه وأضاف عليها من شخصيّته، لكن لجنة التحكيم بدت متشوّقة للطرب الحلبى حيث نصح كل من راغب علامة وحسن الشافعى عبد الكريم بالعودة إلى الطرب الحلبى الأكثر ملاءمةً ل طبيعة صوته و"جواباته" العالية. أما يسرى سعّوف من المغرب، فغنّت "اللى كان" ل نانسى عجرم، ما استدعى إطراءً كبيراً من نانسى على أداء يسرى وثناءً على إحساسها العالى، فيما لفت راغب عناية الجمهور إلى صعوبة أداء هذه الأغنية بالتحديد، معتبراً أن يسرى نجحت فى إيصال الأغنية إلى مسامع الناس باقتدار. مفاجأة أخرى كانت من نصيب فارس المدنى من السعودية، الذى يبدى تطوراً ملحوظاً فى أدائه أسبوعاً تلو الآخر، فقد غنى "ما عاد بدرى" لفنان العرب محمد عبده، فوقفت أحلام تصفق له، وهنأته قائلةً، "أنا فخورة باختيارك وأدائك وطريقة غنائك"، وهو الرأى الذى أيّده بقية أعضاء لجنة التحكيم الذين اعتبروا أن أداء فارس لهذه الأغنية كان الأفضل له منذ ظهوره فى البرنامج. بأغنية "أحبك موت" للفنانة أحلام، أرادت حنان رضا أن تظهر موهبتها فى أداء مختلف الأنماط الغنائية، والخليجية خاصة، فكان أداؤها جيداً بشهادة أحلام التى نصحتها ببزل المزيد من الجهد فى "تجويد الأغنية" وعدم الاكتفاء بتأديتها على النحو السليم وبدون أخطاء، وهو ما اعتبرته نانسى عدم توفيق فى اختيار حنان للأغنية كونها تُعدّ صعبةً جداً على غير المحترفين وأصحاب الخبرة الكبيرة فى الغناء. وواصل زياد خورى من لبنان تألّقه مُجدداً بأغنية "يللى بجمالك"، حيث علّقت أحلام على أدائه قائلة، "ستشرق الشمس على صوتك"، فيما اعتبر حسن الشافعى زياد "عبقرياً" وأضاف: "عندما تُغنى فأنا لا أستمع إليك كى أنتقد.. بل كى أُطرَب". أغنية "يا ريت فيى خبيها" ل راغب علامة، كانت اختيار محمد عساف من فلسطين، فاستدعى ذلك وقوفاً مطوّلاً لراغب عند تفاصيل أداء محمد عساف، سيّما وأن راغب هو ملحّن تلك الأغنية، فضلاً عن كونه مطربها الأصلى، واعتبر راغب أن ما قدّمه عساف هو إبداع حقيقى وقرّر إهداءه الأغنية وحقوقها وبالتالى السماح له بإعادة تسجيلها بصوته متى أراد ذلك. صابرين النجيلى من مصر، بدت واثقةً فى أدائها لأغنية ذكرى "يوم ليك" رغم الانتقاد الذى نالته زميلتها حنان فيما مضى لغنائها غير الموفق ل ذكرى. من جانبه انتقد حسن الشافعى صابرين بشدة، معتبراً أن تركيزها يضيع فى الطبقات العالية بحيث يضيع منها اللحن وتفقد سيطرتها على النغمة، وهو ما أيّده راغب علامة الذى أخذ على صابرين "عدم تشبيعها للقفلات فى العالى"، فيما اعتبرت نانسى أن الأغنية كانت صعبة على صابرين وهو ما أيّدته أحلام. ومن الزمن الجميل، اختار أحمد جمال من مصر أن يغنى ل محمد عبد الوهاب "إيمتى الزمان"، فطُرب الجمهور و"سلطن" أعضاء اللجنة، حيث وصف حسن الشافعى أحمد جمال ب "السلطان" مقترحاً اسم "أحمد سلطان" ك اسم فنى لأحمد جمال. فيما اعتبر راغب سماع صوت أحمد جمال شبيهاً بسماع "رنّة عود محمد عبد الوهاب". وأخيراً وليس آخراً مزجت برواس حسين من كردستان العراق بين اللونين الكردى والعربى ضمن أغنية واحدة هى "ع العين موليّتين"، فكان مزجها لهذيْن اللونين موفقاً وساحراً، واستحقّ ثناء جميع أعضاء لجنة التحكيم بلا استثناء، فضلاً عن إشادتهم بشخصيتها المُحبّبة وحضورها اللافت وحرفيّتها فى الأداء.