أوقفت جنوب إفريقيا اليوم الجمعة أربعة مسئولين أمنيين كبار عن العمل بينهم اثنان من كبار ضباط الجيش فيما يتصل بفضيحة آخذة فى الاتساع بشأن استخدام طائرة استأجرتها أسرة على علاقة وثيقة بالرئيس جاكوب زوما قاعدة للقوات الجوية للهبوط دون الحصول على تصريح مناسب. وأصابت الفضيحة - التى أطلق عليها اسم "جوبتا جيت" نسبة إلى أسرة جوبتا المولودة فى الهند والتى تتمتع بنفوذ كبير - جنوب أفريقيا بالذهول منذ أن هبطت الطائرة الخاصة فى قاعدة واتركلوف الجوية فى بريتوريا يوم الثلاثاء وعلى متنها حوالى 200 مدعو لحضور حفل زفاف اتسم بالبذخ. وسلطت القضية أيضا الضوء على علاقة زوما بالأشقاء جوبتا الثلاثة أتول وأجاى وراجيش اللذين تمتد إمبراطورية الشركات الخاصة بهم فى جنوب أفريقيا من التعدين والموارد إلى الطيران والتكنولوجيا. ووعد وزير العدل جيف راديبى فى مؤتمر صحفى حضره ستة وزراء بالكشف عن كيفية السماح للطائرة بالهبوط فى القاعدة إحدى أهم المواقع العسكرية فى جنوب أفريقيا. وتراوحت الفضيحة بين الهزل - حيث كان يتعين على موظفى الحدود إزعاج المدعوين لحفل الزفاف المستمر لأربعة أيام فى منتجع صن سيتى الفاخر لملء استمارات الجمارك المتأخرة - وبين حادث دبلوماسى من الممكن أن يكون خطيرا. وتم بالفعل وقف موظف كبير فى المراسم فى وزارة الخارجية عن العمل بعد أن ساعد فى الحصول على إذن لهبوط الطائرة فى قاعدة واتركلوف ويواجه مسئولون كبار فى السفارة الهندية الذين توجهوا مباشرة لقادة القاعدة للحصول على تصاريح الهبوط مشكلات أيضا. وقالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا مايتى نكوانا ماشابين للصحفيين "ليس من العادى أن يذهب مسئول فى سفارة إلى كيان حكومى ويبدأ فى طلب تصاريح". ومن المقرر أن تلتقى مع السفير الهندى اليوم الجمعة، وقالت الهند إنه لم يحدث أى انتهاك لقواعد البروتوكول وإن الطائرة كانت تقل سياسيين من حزب ساماجوادى وهو حليف إقليمى لحكومة نيودلهى ويتزعمه السياسى القومى البارز مولايام سينغ. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سيد أكبر الدين "عندما يسافر موظفون حكوميون كبار نطلب تصاريح مناسبة من السلطات المحلية واتبع الأسلوب نفسه فى هذه الحالة أيضا". ولم تطل الحادثة إلى الآن زوما الذى لم يحضر حفل الزفاف حيث كان فس زيارة رسمية لجمهورية الكونجو لكن ينظر إليها على أنها مثال آخر على استغلال النفوذ والمحسوبية وهى ممارسات يقول منتقدوه إنها أصبحت متوطنة فى البلاد منذ مجيئه للسلطة فى عام 2009. وتشير قاعدة بيانات الشركات فى جنوب أفريقيا إلى أن اثنين من أبناء زوما عملا مديرين فى عدد من شركات جوبتا كما أن العائلة داعم مالى رئيسى لحزب المؤتمر الوطنى الأفريقى الحاكم. وعلاوة على وقف القائدين العسكريين بالقاعدة الجوية عن العمل قال وزير العدل راديبى إنه تم إلقاء القبض على شرطيين عملا كحارسى أمن خاصين فى موكب سيارات فاخرة نقلت المدعوين من القاعدة إلى منتجع صن سيتى. وبدأت الشرطة أيضا تحقيقا جنائيا مع شركة لتأجير السيارات فى بريتوريا لاستخدامها أضواء تنبيه زرقاء كالتى تستخدمها الشرطة فى الموكب المؤلف من سيارات بى.إم.دبليو. ونقلت الطائرة وهى من طراز إيرباص 330-200 ومملوكة لشركة جيت أيروايز الهندية من قاعدة واتركلوف إلى مطار أور تامبو الدولى فى جوهانسبرج.
