كشف مسؤول محلي في جنوب السودان أن أكثر من ثلاثة آلاف شخص قتلوا في "مجازر قبلية وحشية" وقعت الأسبوع الماضي بين قبيلتي النوير وموريلي، وأجبرت آلاف السكان على الفرار. وقال المفوض المسؤول عن مقاطعة بيبور بولاية جونقلي، جوشوا كونيي، في تصريح اليوم الجمعة إن ما سماها عمليات قتل جماعية وقعت بالمنطقة، مؤكدا أنهم أحصوا حتى الآن مقتل 2182 امرأة وطفلا، إضافة إلى 959 رجلا. غير أن وزير الإعلام بولاية جونقلي ايزاك أجيبا اعترف بسقوط ضحايا، لكنه أوضح أنهم لا يملكون التفاصيل ولا يمكنهم تأكيد الحصيلة التي كشفها المفوض المسؤول عن مقاطعة بيبور. وخلال الأسبوع الماضي هاجم حوالى ستة آلاف مسلح يطلقون على أنفسهم "الجيش الأبيض لشبيبة النوير (إحدى القبائل الكبرى بالمنطقة)" منطقة بيبور التي تسكنها قبيلة مورلي، متهمين أفرادا منها بسرقة ماشيتهم، ولم ينسحبوا منها إلا بعد أن فتحت القوات الحكومية النار. وكانت جماعة الجيش الأبيض لشبيبة النوير أصدرت بيانا يوم 26 ديسمبر/ كانون الأول تعهدت فيه ب"محو قبيلة مورلي بالكامل كحل وحيد لضمان توفر الأمن لماشية قبيلة النوير". ووفق جوشوا كونيي -الذي ينتمي إلى قبيلة مورلي- فان أكثر من ألف طفل هم حاليا في عداد المفقودين، بينما سرقت عشرات آلاف الأبقار. وبدورها، أعربت منسقة الأممالمتحدةلجنوب السودان ليز غراند في وقت سابق من هذا الأسبوع عن خشيتها من مقتل العشرات، وربما المئات من الأشخاص في ذات المنطقة. من جهة أخرى أعلن المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اغويرأنهم ينتظرون تقارير قواتهم على الأرض، وأن عليهم دخول القرى لإحصاء الجثث حتى يكون التقييم دقيقا. وتشير تقارير أممية استنادا إلى السلطات المحلية وفرق التقييم بجنوب السودان أن العنف القبلي والهجمات التي تستهدف سرقة المواشي والهجمات المضادة بالولاية الشرقية الشاسعة أسفرت عن مقتل 1100 شخص وتهجير حوالى 63 ألفا من منازلهم العام الماضي. يُذكر أنه في جونقلي، كما في بقية ولايات جنوب السودان، تعد الخصومات القبلية والهجمات على الماشية مع حركات التمرد المستمرة من التحديات الرئيسية التي تواجهها الدولة المستقلة حديثا.