اعتبرت صحيفة الاندبندنت البريطانية ان العراق يقترب من مواجهة شاملة بين السنة والشيعة مع إلغاء المحادثات الرامية إلى تسوية الأزمة السياسية بين الطائفتين أمس الجمعة. وذكرت الصحيفة فى سياق تقرير نشرته على نسختها الالكترونية اليوم إن نائب الرئيس العراقى طارق الهاشمى، الذى لجأ إلى كردستان بعد اتهامه بادارة الهجمات الأخيرة ضد الشيعة ، اتهم رئيس الوزراء نورى المالكى بالتصرف مثل صدام حسين مطالبا بايجاد بديل له. ونقلت الصحيفة عن غسان العطية الخبير السياسى العراقى قوله ان الحل الوسط صعب للغاية ، معتبرا ان المالكى يخاطر ووضع كل اوراقه على الطاولة ولهذا هو فى حاجة إلى الخروج من هذه الأزمة بشىء . ومضت الصحيفة تقول إنه مع تصاعد النزاع كانت هناك مظاهرات داعمة للهاشمى بعد صلاة الجمعة فى المدن السنية مثل سامراء والرمادى ، فيما سلطت الضوء على اتهام أئمة المساجد السنيون المالكى باذكاء النزاع الطائفى وتصريح قادة السنة فى بغداد بأنه لم يعد لديهم الكثير ليفقدونه ولهذا ارسلوا عائلاتهم إلى خارج العاصمة لضمان سلامتهم. وأشارت الصحيفة الى إن هناك تقارير عن أن المليشيات المحلية فى الاقاليم ذات الغالبية السنية تسعى للحصول على السلاح وتنظيم مقاومة قمع حكومى . وقالت مصادر مقربة من المالكى انه ربما يكون قد قرر محاولة تسوية الأزمة بالقوة فيما يبدو انه يسعى لتكرير نجاحه عندما هزم مليشيات جيش المهدى فى عام 2008. ورأت الصحيفة أن الشعور بالكارثة القادمة تعزز بسلسلة الهجمات بالقنابل فى بغداد اول امس الخميس التى أسفرت عن مقتل 72 شخصا وجرحت اكثر من مائتين آخرين. وألغى البرلمان اجتماعا للقادة السياسيين من جميع الاطياف أمس فى اعقاب التفجيرات بسبب العنف المتواصل واعتراض الائتلاف الوطنى الشيعى الذى يتزعمه المالكى على مقاطعة كتلة العراقية التى يتزعمها الهاشمى للبرلمان. ونقلت صحيفة "الاندبندنت" عن طارق الهاشمى قوله " ان العديد من إنماط سلوكيات صدام يمارسها نوري المالكى الان والنظام القضائى فى جعبته لسوء الحظ " . من جانبه اتهم القائد السنى الآخر صالح المطلق نائب رئيس الوزراء والذى يسعى المالكى لاقالته من الحكومة وقال انها " ديكتاتورية " وان المالكى " أسوأ من صدام حسين " . ويسيطر المالكى على جميع أجهزة الأمن ، بما فى ذلك الجيش والشرطة فى العراق لكنه مازال يواجه صعوبة فى فرض سيطرته وحكمه على الأقاليم السنية. وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن المالكى عندما نجح فى قمع جيش المهدى فى البصرة وبغداد فى عام 2008 كان ذلك بدعم من الولاياتالمتحدة وكانت حكومته حينذاك مدعومة من إيران . ورأت الصحيفة إن قدرة الولاياتالمتحدة على التوسط وانهاء الأزمة الحالية تراجعت مع الانسحاب الأمريكى الكامل للقوات من العراق فى 18 ديسمبر الجارى مشيرة الى ان الأكراد ، فى شمال العراق ، سيحاولون التوسط لكنهم قالوا انهم لن يسلموا الهاشمى الذى لجأ الى عاصمتهم اربيل. واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على إنه ليس من مصلحة الأكراد ان يروا انتصار المالكى على القادة السنة ، مع شعورهم بأنهم ربما يصبحون هدفه القادم كما انهم يخافون من انهيار اتفاقيات تقاسم السلطة التى تم التوصل إليها منذ سقوط نظام صدام حسين فى عام 2003.