ان تلك الدولة التى جاءت من فراغ واستولت على جزء كبير من فلسطين بمساعدة انجلترا التى وعدتها بأرض الميعاد واعترفت بها فى مجلس الامن عام 1948 نتيجة صفقة بين اللوبى الصهيونى وبين الانجليز الامر الذى وضع اسرائيل على خريطة العالم رغم انف العرب والمسلمين. الانجليز تحمسوا لتوطينهم للاحتفاظ بقناة السويس مدى الحياة اى التوطين مقابل الحفاظ على مصالح انجلترا العليا فى مصر بينما امريكا خشت من اليهود الاشكيناز الذين فروا اعقاب الحرب العالمية الثانية واصبحوا اعمدة امريكا فى الاقتصاد فرأس المال الامريكى اغلبه يهودى وبالاحرى من اللوبى الصهيونى الذى يضغط بشدة واذا نقل مصالحه منها صارت مكشوفة كعظم بلا لحم. رأت امريكا موقع اسرائيل المميز فى الشرق الاوسط فأحتضنتها وجعلتها الولاية الواحد والخمسين على حد قول الدكتور جمال حمدان فى كتاب "استراتيجية الاستعمار والتحرير". صارت اسرائيل الشوكة المؤلمة فى قلب كل عربى حر وفشلت كل المحاولات فى قطعها وخلعها من قلب الامة العربية ، لقد كانت المحاولة الاولى فى عصر الملكية عام 1948 والثانية فى عصر عبد الناصر عام 1967 واستولى العدو الصهيونى على سيناء والجولان وغيرها من الاراضى العربية لتحقيق حلمه من الفرات الى النيل. استطاع السادات بحكمته ودهائه ان ينوم العدو مغناطيسيا ويجعله فى سبات عميق ثم باغته جوا وارضا ومن ثم كانت الضربة القاتلة التى اوجعت امريكا واوروبا ولولا تدخلهما لاحتلت جنودنا تل ابيب وقامت بتصفية اسرائيل ومسحها من خريطة العالم ولكن ماكينة توليد الامواج الدولية المتحالفة اغرقت السادات فى حسبة برما وتنازل عن الكثير. ظن السادات ان اتفاقية كامب ديفيد ملجأ وملاذ أمن من غدر اليهود فى ظل امريكا فسارع لابرام الاتفاقية التى حرمتنا من تعمير سيناء ومن استغلال مواردنا حتى الان. صار مبارك حبيس الاتفاقية ومنعنا من استغلال سيناء فصار عميلا للامريكان وفقا للمنحة الامريكية التى لا ترد وكما يقول المثل البلدى اطعم الفم يستحى العين" ومن ثم لا يمكن رفع العين امام امريكا وصارت مصر مثل حى فى الحفاظ على مصالح امريكا بالشرق الاوسط غير مهتمة بالقضية الفلسطينية التى تبنتها واحتضنتها على مدى عقود بعيدة فلعنة الله على الظالمين.