في ليلة من ليالي شتاء عام 1941 كان رجل يقيم في منطقة "موجيلو لوكو" إسمه "كارلو سوريانى" من مدنية "بورجو سان لورنزوا" عثر علي كلب صغير جريح داخل خندق أثناء عمله وأنقذه وقرر أن يتبناه ويأخذه معه إلي منزله ويقوم بعلاجه والعناية به وأطلق عليه إسم "فيدو". وتعافي الكلب "فيدو" من جراحه وأصبح مولعاً جداً بسيده .. فكان كل صباح يرافقه من المنزل إلي الساحة المركزية حيث يستقل صاحبه الحافلة إلي مدينة "بورجو سان لورنسوا" للعمل كل صباح ويعود الكلب فيدو إلي المنزل لحراسته لحين عودة صاحبه. وفي المساء يتوجه الكلب "فيدو" في موعد وصول الحافلة والتي تحمل صاحبه ويعودا سوياً إلي المنزل .. وإستمرت الحياة طبيعية كل يوم يودعه في الصباح وينتظره في المساء ويعودا سوياً إلي المنزل وهو يداعبه طوال الطريق من فرحة عودته من العمل. وفي يوم 30 ديسمبر عام 1945 خلال الحرب العالمية الثانية كانت مدينة "بورجو سان لورنزوا" هدفاً للقصف الجوي العنيف للحلفاء وقد تأثرت من القصف المستمر وسقط العديد من العمال ولقوا حتفهم وكان من بينهم "كارلو سوريانى" لقى حتفه من جراء القصف الدائر علي المنطقة. وفي المساء ذهب الكلب "فيدو" كالمعتاد إلي محطة الحافلة في إنتظار عودة صديقه من العمل في نفس ميعاد وصول الحافلة ولم ينزل بالطبع صاحبه المحبوب من الحافلة هذه المرة والكلب الوفي "فيدو" لم يفقد الأمل وإستمر علي هذا الأمل كل يوم ينتظر أن ينزل صديقه من الحافلة وعلي مدي أربعة عشر عاما أكثر من 5000 مرة يذهب إلي المحطة في إنتظار الحافلة دون جدوي وأصبح حديث المدينة كل يوم. وقد علم عمدة المدينة بوفاء الكلب "فيدو" لصديقة ومنحه ميدالية ذهبية يوم 9 تشرين الثاني عام 1957 في حفل كبير حضره لفيف من أهل المدينة وأرملة "كارلو سوريانى". وفي يوم 9 يونيو عام 1958 وجدو الكلب "فيدو" قد لفظ أنفاسه الأخيرة علي الطريق في إنتظار الحافلة وإنفردت جميع الصحف الإيطالية بنقل خبر وفاة الكلب "فيدو" .. وإنفردت صحيفة "لانسيوني" بخبر وفاته في أربع صفحات ووزعت نشرات في جميع البلاد تحمل صورة الكلب "فيدو" وقصة وفاءه لصديقه. وشيعت جنازته رسمياً بحضور عمدة المدينة وأهل مدينة "بورجو سان لورنزوا" وهم يرتدون ملايس الحداد ويقومون بإلقاء الزهور علي موكب جنازته. وألقي عمدة بلدية "بورجو سان لورينزو" كلمة إعجاب وفاء غير عادية له أثناء مراسم دفنه ودفن في مقابر "لوكو" الجماعية التي بها بقايا رفات جسد صديقه "كارلو سوريانى" والذى لقى حتفه أثناء الحرب العالمية الثانية. و بتكليف من عمدة "بورجو سان لورينزوا" أسند العمل للفنان والنحات "سالفاتوري سيبولا سيستو" لعمل تمثال للكلب "فيدو" ليكون نصب تذكاري من البرونز ، مما يدلل على أن قصة "فيدو" رمز للحب والوفاء والمعروف بإسم "النصب التذكاري للكلب فيدو" في ساحة دانتي في مدينة "بورجو سان لورينزوا" بجوار مجلس المدينة،ويتألف من قاعدة الحجر من تمثال يصور كلب من البرونز المصقول على قاعدة، بلغة التفاني: "إلى المثال "فيدو" الولاء" ، ولا تزال في ساحة "دانتي" الشهيرة في مدينة "بورجو سان لورينزو". وكلما مررت علي المدينة ألتقط بعض الصور التذكارية مع كثير من الرواد السياح والذين يأتون خصيصاً لزيارته وإلقاء الزهور علي النصب التذكاري إعجاباً بقصة الوفاء للكلب "فيدو" والتي نفتقدها في هذا الزمن الردئ من الإنسان. هذه رسالة إلي الذين فقدوا الإنتماء لتراب مصر الغالي وأصبحوا يمزقون ثيابها ليل نهار بعد أن فقدوا الوفاء والإخلاص والضمير والعطاء في حياتهم اليومية وأصبح كل واحد حاطط إيده في جيب التاني. هذه قصة كلب ابن كلب تم تكريمه ومنحه الميدالية الذهبية وأقيم له تمثال من البرونز في أكبر ميادين مدينة "بورجو سان لورينزوا" نظير له على وفاءه وإخلاصه وعطاءه من الحب الكبير لصديقه. فليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق ولكن من الصعب أن تجد الصديق الذي تضحي من أجله ولكن فعلها كلب إبن كلب إسمه "فيدو" وأصبحت أسطورة ورمز للوفاء والإخلاص وتم إنتاجها فى فيلم سينمائي يحكي قصة الكلب"فيدو" و "كارلو سوريانى" !!!!!.