قرأت كلمات على الفيس بوك بتوقيع واحد عاشق لتراب التحرير مدين لكل شهيد ومصاب وثائر وقد شدتنى بصدقها وأنها نابعة من القلب وأنقلها هنا كما هى وسأعقب عليها بكلام للشهيد سيد قطب : اللي في التحرير دول مش بيمثلوا كل مصر.. دي مقولة أوافق عليها بشدة لأن اللي في التحرير أشرف من انهم يمثلوا كل مصر . أشرف من أنهم يمثلوا شعب أغلبه يهتم فقط بمصالحه الشخصية وينسي دماء من ضحي من أجله . أشرف من شعب أغلبه يتكلم عن البورصة وخسائرها..ولا يتكلم عن خسائر الأرواح . أشرف من شعب يتحدث عن هيبة الدولة ..وينسي هيبة المواطن المرمي في الزبالة حياً وشهيدا . أشرف من شعب يتحدث عن عجلة الإنتاج..وهم أكسل خلق الله . أشرف من شعب يتكلم عن خراب البلد وينسي خراب النفوس . أشرف من شعب يبجل جلاديه..ويحقر محرريه . أشرف من شعب يحلل شراء الأصوات بالزيت والسكر..وينسي بيع ضمائره من أجل كرسي في البرلمان . أشرف من شعب لسان حاله قال الله والرسول ..وكل أفعاله (الغاية تبرر الوسيلة) . أشرف من شعب كل همه الأستقرار .. في القاع !! . الحمد لله ان اللي في التحرير مش بيمثلوا كل مصر . بس أفتكر إن اللي ركبوا سفينة نوح لم يمثلوا فقط إلا أنفسهم فذكرتهم الأديان السماوية ومن تخلفوا عنها ذهبوا إلي مزبلة التاريخ .. وأعقب على الكلام سالف الذكر بكلام للشهيد سيد قطب رحمه الله من تفسيره في ظلال القرآن فى تفسير الاية الكريمة من سورة الزخرف : (فاستخف قومه فأطاعوه . إنهم كانوا قوماً فاسقين) : وقال سيد قطب فى تفسيره : إستخفاف الطغاة للجماهير أمر لا غرابة فيه فهم يعزلون الجماهير أولاً عن كل سبل المعرفة ويحجبون عنهم الحقائق حتى ينسوها ولا يعودوا يبحثون عنها ويلقون في روعهم ما يشاءون من المؤثرات حتى تنطبع نفوسهم بهذه المؤثرات المصطنعة ومن ثم يسهل استخفافهم بعد ذلك ويلين قيادهم فيذهبون بهم ذات اليمين وذات الشمال مطمئنين ! . ولا يملك الطاغية أن يفعل بالجماهير هذه الفعلة إلا وهم فاسقون لا يستقيمون على طريق ولا يمسكون بحبل الله ولا يزنون بميزان الإيمان . فأما المؤمنون فيصعب خداعهم واستخفافهم واللعب بهم كالريشة في مهب الريح ومن هنا يعلل القرآن استجابة الجماهير لفرعون فيقول : (فاستخف قومه فأطاعوه . إنهم كانوا قوماً فاسقين) . ثم انتهت مرحلة الابتلاء والإنذار والتبصير وعلم الله أن القوم لا يؤمنون وعمت الفتنة فأطاعت الجماهير فرعون الطاغية المتباهي في خيلاء وعشت عن الآيات البينات والنور فحقت كلمة الله وتحقق النذير : (فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين , فجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخرين).