فتح باب التقدم للالتحاق بمدارس مصر المتكاملة للغات EiLS    جمع مليون جنيه في ساعتين.. إخلاء سبيل مدرس الجيولوجيا صاحب فيديو الدرس الخصوصي بصالة حسن مصطفى    تدريب 800 موظف بمحاكم شمال دمنهور على الحاسب الآلي بمكتبة مصر العامة    مصر تُطلق مشروعًا لتحويل أنظمة تمويل المناخ    "بايونيرز للتنمية" تحقق أرباح 1.17 مليار جنيه خلال الربع الأول من العام    بنك مصر يوقع بروتوكول تعاون لدعم منظومة التحصيل الإلكتروني    المكتب الحكومي بغزة: الرصيف الأمريكي العائم "كذبة إنسانية"    لجنة أوشفيتس الدولية: نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي نقطة تحول محبطة    لحظة تحرك منتخب مصر إلى ملعب 24 سبتمبر لمواجهة غينيا بيساو (صور)    ليونيل ميسي يشارك في فوز الأرجنتين على الإكوادور    صحة بني سويف تحقق في إصابة 29 طفلًا ب«طفح جلدي» بمستشفى الواسطى (صور)    إليسا: يجب إنهاء كل أشكال العنف في السودان وفلسطين    رحلة العائلة المقدسة إلى مصر حماية للمسيحية في مهدها    حورية فرغلي دكتورة تبحث عن الحُب في مسلسل «سيما ماجي»    هيئة الدواء تقدم الدليل الإرشادي لتأمين أصحاب الأمراض المزمنة فى الحج    زيلينسكي: زعم روسيا الاستيلاء على بلدة في منطقة سومي مجرد دعاية    رئيس الشيوخ يهنئ الرئيس السيسي بعيد الأضحى ويرفع الجلسة لموعد غير محدد    محافظ المنوفية يفتتح مدرسة التمريض الجديدة بأشمون (صور)    "محدش يتخض".. شوبير يكشف مفاجأة كولر للأهلي في الصيف    عمرو أديب عن "ولاد رزق 3": "هتشوفوا فيلم عالمي"    وزارة الأوقاف: أحكام وصيغ التكبير في عيد الأضحى    مصر تحصد ذهبية منافسات الفرق فى بطولة أفريقيا لسلاح الشيش    مستشفيات جامعة أسوان يعلن خطة الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى    توفير فرص عمل ووحدات سكنية ل12 أسرة من الأولى بالرعاية في الشرقية    اسكواش - مصطفى عسل يصعد للمركز الثاني عالميا.. ونور الطيب تتقدم ثلاثة مراكز    «القومي للبحوث» يوضح أهم النصائح للتغذية السليمة في عيد الأضحى    وزيرة الهجرة: نعتز بالتعاون مع الجانب الألماني    الرئيس الروسي يزور كوريا الشمالية وفيتنام قريبا    أفيجدرو لبيرمان يرفض الانضمام إلى حكومة نتنياهو    إعلام إسرائيلى: قتلى وجرحى فى صفوف الجيش جراء حادث أمنى فى رفح الفلسطينية    "كابوس".. لميس الحديدي تكشف عن كواليس رحلتها مع مرض السرطان.. لماذا أخفت هذه المعلومة عِقدًا كاملًا؟    ياسمين عبد العزيز ترد على رسالة أيمن بهجت قمر لها    تشكيل الحكومة الجديد.. 4 نواب في الوزارة الجديدة    «مودة» ينظم معسكر إعداد الكوادر من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات    مفاجأة مثيرة في تحقيقات سفاح التجمع: مصدر ثقة وينظم حفلات مدرسية    الأوقاف: افتتاح 27 مسجدًا الجمعة القادمة| صور    محافظ أسيوط يشيد بتنظيم القافلة الطبية المجانية للرمد بقرية منقباد    أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح آداب ذبح الأضاحي في عيد الأضحى (فيديو)    مطلب برلماني بإعداد قانون خاص ينظم آليات استخدام الذكاء الاصطناعي    البابا تواضروس الثاني ومحافظ الفيوم يشهدان حفل تدشين كنيسة القديس الأنبا إبرآم بدير العزب    تأجيل محاكمة المتهم بقتل زوجته ببسيون لشهر سبتمبر لاستكمال المرافعات    تاريخ فرض الحج: مقاربات فقهية وآراء متباينة    ضياء رشوان: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسحقنا    يوم الصحفي المصري "في المساء مع قصواء" بمشاركة قيادات "الاستعلامات" و"الصحفيين" و"الحوار الوطني" و"المتحدة"    خادم الحرمين الشريفين يأمر باستضافة 1000 حاج من ذوي ضحايا غزة    سرقا هاتفه وتعديا عليه بالضرب.. المشدد 3 سنوات لسائقين تسببا في إصابة شخص بالقليوبية    صندوق مكافحة الإدمان يستعرض نتائج أكبر برنامج لحماية طلاب المدارس من المخدرات    أخبار الأهلي : ميدو: مصطفى شوبير هيلعب أساسي على الشناوي و"هو ماسك سيجار"    مناسك (4).. يوم التروية والاستعداد لأداء ركن الحج الأعظم    هل الغش في الامتحان يبطل الصوم؟.. «الإفتاء» توضح    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحي مهدد بالإيقاف لأربع سنوات حال إثبات مخالفته للقواعد    مظاهرات في ألمانيا وأمريكا تطالب بوقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة    وزير التعليم العالي يستقبل وفدًا من مجموعة جنوب إفريقيا للتنمية «SADC»    «الصحة»: خدمات كشف وعلاج ل10 آلاف حاج مصري من خلال 24 عيادة في مكة والمدينة    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لقرية الودي بالجيزة    حالة الطقس المتوقعة غدًا الثلاثاء 11 يونيو 2024| إنفوجراف    جمال عبدالحميد يكشف أسباب تراجع أداء منتخب مصر أمام بوركينا    نتائج أولية: حزب الشعب يتصدر انتخابات البرلمان الأوروبى بحصوله على 181 مقعدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهنة ذو حدين .. بقلم : محمد أحمد عزوز
نشر في الإسماعيلية برس يوم 20 - 06 - 2012

المحاماة مهنة نبيلة وسامية، يعتز بها كل من يمتهنها، وهي حمل ثقيل تنوء عن حمله الجبال، قلما نجد هذه الأيام من يمارسها بحقها، فقد أنشئت من أجل الدفاع عن المظلوم ومناصرته، وتحجيم الظالم وكفه عن السير في طغيانه.
في كثير من الأحيان يكون المظلوم غير مفوه، ولا يستطيع الدفاع عن نفسه، والظالم يكون قوياً وذا جاه وسلطان، ومفوهاً يستطيع أن يدافع عن نفسه أمام القضاء، مما استوجب معه أن يكون هناك من يقف مع المظلوم وينصره ويأتي له بحقه الذي أخذ منه عنوة، أو لضعف شخصيته، أو بأساليب ملتوية.
كلمة «محامٍ» في اللغة تعني «مدافع»، الذي، وللأسف الشديد، نسي كثير من ممارسيها معناها، وأصبحوا يقفون مع الظالم ليحصل على ما ليس من حقه.
كثيراً من أرباب هذه المهنة الراقية، التي هي أمانة في أعناقهم أمام الله، وسيسألون عنها في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، نسوا أنهم يعملون في مهنة سامية، وذي حدين، أحدهما يدخل الجنة والآخر يدخل النار، وحسابها عند الله عسير، إن لم تمارس بحقها، ونحوا الله جانباً، وأخذوا يبحثون عن المال بأي طريقة كانت، حتى إن بعضهم تخصص في الدفاع عن تجار المخدرات، وبعضهم تخصص في الدفاع عن القتلة، وبعضهم تخصص في الدفاع عن النصابين، وبعضهم تخصص في الدفاع عن سارقي أراضي الدولة، وبعضهم تخصص في الدفاع عن المزورين، وبعضهم تخصص في الدفاع عن المتهربين من الضرائب والجمارك، حتى تجرأ أحدهم ودافع عن عبدة الشيطان، الذين يكفرون بالله عياناً... وقلما نجد من يدافع عن الفقراء والمظلومين، الذين ليس لهم ناصر إلا الله.
قسم الله الرزق لعباده قبل أن ينفخ الروح فيهم، وقد صدق الشاعر عندما قال «الرزق في اللوح مكتوب مع الأجل»، ولن يأخذ الإنسان أكثر من رزقه، الذي قسمه الله له قبل خروجه من رحم أمه إلى الحياة الدنيا، مهما كان مفوهاً، ومهما كان ذكياً.
وقد نرى إنساناً يكسب كثيراً من الحرام، ومع ذلك لا يتمتع من رزقه إلا بالقليل القليل، ودائماً يذهب إلى الأطباء، أو إنه ممنوع من أكل كثير من الأطعمة الحلال، لأنها محرمة عليه لمرض ألم به، ونرى آخر رزقه قليل جداً، ولكنه أتى به من طرق حلال، ومع ذلك فهو يأكل كل ما لذ وطاب، ويتمتع بكل رزقه، ويعيش في صحة وعافية يحسد عليهما، فالبركة ليست بكثرة الأموال بل إنها بالتمتع بالصحة والعافية والحياة الهادئة الهانئة.
استمر أحد الشباب في الذهاب إلى أحد المحامين الكبار، ذي الشهرة العالية، يتعلم على يديه مهنة المحاماة، وعندما وصل إلى مرحلة لا بأس بها من التعلم، يستطيع معها أن يقف أمام القاضي مدافعاً عن المظلومين، طلب من أستاذه أن يعطيه قضايا كبيرة، فرفض.
فألح عليه الشاب، فأخبره أستاذه أنه لن يستطيع أن يعطيه قضايا كبيرة، لأنه إنسان متدين ويعرف الله، والقضايا الكبيرة تريد إنساناً لا يعرف الله، ومجرد من المشاعر والأحاسيس، لأنه يدافع عن القتلة والسفاحين والخارجين عن القانون، فتعجب الشاب، وقال لأستاذه : كل المحامين الكبار، الذين يعملون في القضايا الكبيرة لا يعرفون الله؟.
فرد عليه أستاذه: يا بني لا تدخلني في مشاكل مع الآخرين، فسكت الشاب ورضي بالأمر الواقع، ولم ينبس ببنت شفه !.
لا أنكر أن هناك محامين شرفاء، مازالوا على العهد، مارسوا المهنة بحقها، ورعوا الله فيها، نصروا المظلوم وأتوا له بحقه المسلوب، ورفضوا أي قضية شكوا ولو للحظة أن موكلهم ارتكبها، أو أنه أخطأ قانونياً.
على المحامين أن يعوا جيداً أن مهنتهم هي الدفاع عن المظلومين، وليس مناصرة الظالمين، ومهما نحوا الصواب جانباً، فلن يأخذوا أكثر من رزقهم الذي قسمه الله لهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.