أصوات تتردد خلف الباب أنفاس تتدفق من ثقب المفتاح وصوت خافت ينساب من وراء الأبواب يقول ويردد بقوة لا اله إلا الله والروح سارحة لا اله إلا الله والروح رايحة لا اله إلا الله والموت أكيد لا اله إلا الله ونزول القبر وعيد لا اله إلا الله وعذاب القبر شديد لا اله إلا الله وبقولها بصوت لا اله إلا الله الكل هيموت لا اله إلا الله ومنين هنفوت لا اله إلا الله .. لا اله إلا الله .. لا اله إلا الله. خفت بشده على نفسي من نفسي فرحت اردد ما يتردد بخوف شديد ويقين أن للعمر انتهاء وان الدنيا دار فناء ونظرت لما ضيعت وسألت نفسي لما أسعى وبما أسعى ولمن أسعى كلها اسأله نهايتها خطأ بأفكاري وامالى والتي معظمها بحثى عن الثراء وعن المناصب وعن الزهو والغرور الشخصي بأي وسيله وبأي طريقة وأنا غائب عن الحقيقة التي رايتها تتردد خلف باب الأمل والتسويف والرجاء وتتدفق من ثقب مفتاح العمل المتواضع او الهزيل بمعنى أدق. فما عشت وما عشت سوف اردد لا اله إلا الله وبنفس القوة وعلى يقين تام أنى ميت لا محالة وان الفرار من الموت ليس إلا إليه وان حاجتي في الدنيا أن اعبد الله خالقى وخالق كل شيء وان كل مسعاي فى الدنيا لزائل وكل مدخراتي إلى فناء ولن يبقى لي إلا ما قدمت يداى من أعمال صالحة فرحت ابحث عن اعمالى التي ازعم أنها صالحة فوجدت شيء خطير أنى لم أقدم شيء وكل ما قدمت كان رياء الناس لا ابتغى به وجه الله العلى العظيم. فكان همي الأكبر في الدنيا هو جمع المال لحاجة من حاجات الدنيا أو للذة وشهوة وما كدت اصل إلى رغبة حتى ابدأ في البحث عن أخرى إلى أن جائنى اليقين وأنا بأغر غر فى سكرات الموت وأنا فى كامل الضعف والوهن طلبت من الذي بيده ملكوت كل شيء أن يرحمني لأن أسمه الرحمن وان يغفر لي لان اسمه الرحيم وان يتجاوز عن سيئاتي لان رحمته سبقت غضبة فوجدت السكرات صعبة الألم وان ما بي من كرب هو نتاج اعمالى الغير صالحة والتي صنعتها بنفسي. فوجدت اوزارى تعبث برأسي وتعرض على كشريط سينما عن أهم وابخس اعمالى التي أخرجت فكان الخزي أول مشهد وكان الخسران نهاية القصة التي بدأت فأنتا بنى ضيق شديد وحرج مما كنت افعل وعرق يتصبب من جبهتي وقلب يتمزق من فرط الحسرة والندم وسؤال لماذا وصلت لهذا الحد من الجهل مع أنى كنت ازعم أنى مثقف ولما هذا التخلف مع أنى كنت ادعى أنى علامة وأنا في شدة الضيق وفرط الحسرة والندم والخزي استيقظت من النوم فوجدت نفسي في غرفتي ولقيت الدنيا وكأنها أعطت لي فرصة جديدة فهل استغلها وان أغير من حياتي وان اعمل صالحا يرضى به الله عنى. وهل أستطيع أن أهادن نفسي وان أتصالح معها وان أكون من الصالحين وان أتمنى الموت وأنا في قمة الإيمان وان أتقبل معنى كلمة الموت التي نخاف منها جميعا ولا نعمل لها وتشغل الجزء الأكبر من حياتنا وان استغل الجزء الباقي لي في الحياة والغير معلوم لي من وقت ومن اجل في طاعة الله والإكثار من الحسنات والتوبة والندم على ما فات وابتغاء وجه الله العلى العظيم. هل اضيع هذه الفرصة ام اقتنصها وقد افوز باذن الله هل ممكن هل ممكن هل ممكن أن أكون من الفائزين.