إن أزمة اللاجئين السوريين هي أخطر مظاهر إنتهاك حقوق الإنسان كما أنها شهادة تاريخية موثقة لإنتهاء فعالية ودور الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي في حل النزاعات الإقليمية والدولية كما أنها أهم المؤشرات على إنتهاء النظام العالمي القائم وتوقع قيام نظام عالمي أخر جديد. كما أنها إنعكاساً لحملة الإبادة الجماعية الممنهجة التي يستخدمها النظام القمعي الدموي العنصري الحاكم في سورية لإبادة الشعب والمعارضة السورية , كما أنها إنعكاساً لتوظيف الأزمة السورية في تسييس وإدارة توجيه الصراعات الإقليمية والدولية في المنطقة , كما أنها إنعكاساً لإزدواجية المعايير الدولية في التعامل مع القضايا والأزمات والصراعات العربية. وكذا علماً بأن سيناريوهات مساعدة اللاجئين السوريين على المستوي الدولي تكمن في ضرورة توحيد مواقف المجتمع الدولي المطالبة بضرورة حل الأزمة السورية وعودة اللاجئين السوريين إلي ديارهم وأوطانهم وعلى المستوي الإقليمي والعربي والإسلامي تكمن في ضرورة إستيعاب اللاجئين السوريين في الدول والأقطار العربية والإسلامية المجاورة وغيرها وسرعة تقديم الدعم الإنساني والمعيشي والصحي والتعليمى وغيرها لهم وعلى المستوي الفردي والعائلي والأسري والمجتمعي تكمن في ضرورة إطلاق حملات إعلامية لتوعية وحث المواطنين العرب والمسلمين على سرعة تقديم جميع مظاهر الدعم ووسائل الإيواء والمساندة اللازمة لجميع اللاجئين السوريين وإعتبارهم أخوة منكوبين وليسوا فقراء أو متسولين أو غنائم يتم إقتناصها. وكذا ضرورة إنشاء جمعيات أهلية ومجتمعية عربية وإسلامية لغوث وإيواء اللاجئين السوريين تحت شعارات أغيثوا الشعب السوري المنكوب وذلك عن طريق جمع التبرعات والتطوعات اللازمة وتقديمها لجميع اللاجئين السوريين , علماً بأن إستضافة أسرة سورية منكوبة هو من شرائع وتعاليم الإسلام كما أنه من النخوة والمروءة والأخوة العربية كما أن كفالة طفل سوري فقد أهله ووطنه هي من أعظم مظاهر كفالة اليتيم التى تنادي بها شريعة الإسلام. كما يجب سرعة إنشاء صندوق عربي طارئ ودائم بالجامعة العربية لإغاثة ودعم وإدارة أزمة اللاجئين ومنهم اللاجئين السوريين على أن تقوم جميع دول الخليج النفطية بتمويل هذا الصندون كما تخصص مصر وجميع الدول العربية حصة من الأموال يتم التوافق عليها عربياً لدعم هذا الصندوق المقترح إنشاءه , وكذا علماً بأن المواطن العربي والمسلم قد يشعر بمزيد من الأسي والألم على تحويل الشعب السوري إلي صومال وأفغانستان وعراق جديد كما قد يشعر بخيبة الأمل في إنهيار وتدمير الجيش السوري العربي وكذا بداية تقسيم الدولة السورية الموحدة وكذا ضياع قضية الجولان السوري المحتل وكذا تفكك وتشرذم وحدة الأمة العربية , علماً بأن الرابح الأوحد من الأزمة السورية والتفكك العربي الذي تشهده الشعوب والمجتمعات العربية هي إسرائيل وقوي الإستعمار الأجنبية.