اقترب معظم وزراء الحكومة الحالية من توديع مناصبهم وترك كراسيهم.. وهذه سنّة الحياة.. ولا دائم غير وجه الله! ولكن هل نجحت هذه الحكومة في أن يشعر الشعب بإنجازاتها؟! بصراحة.. لا أعتقد! ربما أكون مخطئاً.. لكن هل يكون ملايين المصريين علي خطأ والحكومة وحدها علي صواب؟! المشاكل كما هي.. بل زادت.. وآخرها انصبت عواقبه علي ربات البيوت.. الأسعار نار.. ومصروف البيت لم يعد يكفي.. الفواتير لا ترحم.. والدروس الخصوصية تلهب الجيوب.. والتلوث الأخلاقي يسير جنباً إلي جنب مع التلوث البيئي.. والعنف وصل إلي داخل العائلات.. بل أصبحنا نشاهد ونسمع يوماً بعد يوم عن مذابح عائلية هي أغرب ما يكون علي مجتمعنا طيب الأعراق.. فماذا فعل وزراء الحكومة أمام كل هذا الكم من المعاناة اليومية للمواطن المصري؟! منذ سنوات كانت أم المشاكل في المجتمع المصري جنوح الإرهاب إلي ذروته! ونجح السيد حبيب العادلي خلال فترة قياسية في اقتلاع جذور هذا الإرهاب الذي كان يهدد الاستقرار الداخلي، واستند إليه وزراء كثيرون في تبرير فشلهم بحجة أن حوادث الإرهاب لا تمكنهم من تنفيذ خططهم.. وكشفهم السيد حبيب العادلي وزير الداخلية وبتوفيق وإذن من الله أعاد إلي مصر استقرارها.. وبالمناسبة فإننا لا نريد أن نظلم قلة قليلة من وزراء حكومة الدكتور نظيف الذين أضافوا إلي مناصبهم من أمثال المشير طنطاوي والسيد حبيب العادلي.. فالجميع يشهدون أن أكبر مؤسستين منضبطتين في مصر هما وزارتي الدفاع والداخلية.. وفي مصر- أيضاً- قضاء وقضاة هم وسام علي صدر كل مواطن.. لكنني اتساءل عن غالبية وزراء الحكومة الحالية والمرشحة بقوة للتغيير بناء علي طلب الجماهير! أنا شخصياً أقترح أن تقدم هذه الحكومة كشف حساب لكل وزارة.. وأن يطلع الرأي العام علي هذا الكشف.. ليقل لنا وزير البيئة ماذا فعل في تلال القمامة والسيارات التي تنفث سمومها وعوادمها من مواتيرها المتهالكة في شوارع مصر؟! وماذا فعل في اختلاط ماء الري بماء الصرف الصحي؟! وكم كانت نسبة التلوث في مصر وقت تولي الوزارة، وكم أصبحت الآن، وهل تغير ترتيب مصر بين الدول الأكثر تلوثاً للأمام أم للخلف في إحصائيات اليونسكو والمنظمات العالمية! .. وليقل لنا وزير الصحة كيف كان حال مستشفياتنا العامة وقت تولي الوزارة، وإلي أي حد تطورت أم أنها للخلف دُر! هل يمكن أن يشير إلينا سيادته إلي مستشفي عام واحد يمكن أن يعالج فيه المواطن المصري وهو مطمئن؟! نعم كانت تركته التي ورثها عن سلفه ثقيلة.. لكن ماذا حقق في السنوات التي تولي فيها الوزارة؟! .. وليقل لنا وزير الإسكان من أين يأتي شاب يريد الزواج بثمن شقة يتجاوز ربع المليون جنيه؟! وليقل لنا وزير المالية ماذا فعل بجيوب المصريين التي أصبحت مادة خصبة لرسام الكاريكاتير الكبير مصطفي حسين؟! وعن باقي الوزراء حدِّث ولا حرج.. ولولا البرنامج الانتخابي الطموح للرئيس مبارك لكانت هذه الحكومة في خبر كان منذ العام الأول لتوليها الوزارة.. وإذا كان السيد الرئيس يتابع بنفسه هذا البرنامج ويسأل يوماً بعد يوم عن نسبة ما تم إنجازه، فمن باب أولي أن تعلن لنا حكومة الدكتور نظيف عن كشف حسابها، فالناس مصابة بالاكتئاب من ارتفاع الأسعار وتضخم الفساد وتفكك العلاقات الأسرية حتي أن الوزيرة مشيرة خطاب أعلنت عن انزعاجها من الارتفاع الهائل في نسبة الطلاق التي وصلت إلي أرقام مفزعة.. وطالبت الوزيرة بقانون جديد للأسرة ورغم هذا الجهد المشكور منها إلا أنني وبكل صدق وصراحة أقول لها إن المشكلة لن يحلها انزعاج وزير ولا قانون أسرة جديد.. المشكلة تتعلق أساساً بالقيم الاجتماعية التي شيعت جنازتها وسكنت القبور! السعادة اختفت من البيوت.. الزوجة متربصة بزوجها.. والزوج عاجز أمام الطلبات.. ولابد من البحث عن حلول بعيدة عن القانون.. فالقوانين موجودة ومع ذلك المحاكم تنظر يومياً مئات القضايا في مسائل الطلاق والخُلع والرؤية والحضانة والنفقة! يا وزراء مصر.. يمكنكم أن تسجلوا أهدافاً في الوقت بدل الضائع حتي يذكركم شعب مصر بالخير ويمنحكم درجات الرأفة، لو أنكم فكرتم علي قلب رجل واحد في حل واحد تشتركون فيه جميعاً، وهو كيف تصلون إلي قلوب الناس.. قبل أن تخرجوا من الوزارة! أفكار وأمنيات اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول وزير الداخلية لأمن العاصمة واحد من أكفأ قيادات الشرطة.. وهو بالطبع لا يحتاج إلي شهادة العبدلله كاتب هذه السطور، لسبب بسيط أن رجل الشارع يشعر به ويراه مترجلاً وراكباً ومفاجئاً لأقسام الشرطة ووحدات المرور، وواقفاً في مناطق التكدس المروري مفكراً في حلول غير تقليدية.. كما أنه يتابع بنفسه كل ما يصله من شكاوي المواطنين وما يكتب في الصحف، ولازال يمارس عمله بروح ضابط شاب في مقتبل العمر.. الشيء الوحيد الذي نساه إسماعيل الشاعر هو أنه يبذل كل هذا الجهد علي حساب صحته.. وهذا هو حال المخلصين من أبناء مصر.. وفي آخر لقاء بيننا كان يحدثني عن أفكار رائعة يتمني أن يحققها ووعدته بألا أنشرها حتي يتمكن من تنفيذها.. ورغم هذا كله وجدت فوق مكتبه عشرات الكتب التي يهيئ نفسه لقراءتها.. وقتها أحسست أن اللواء الشاعر عنوان كبير لحسن اختيار السيد حبيب العادلي لمساعديه.. وتمنيت أكثر أن يكون لدينا أكثر من »شاعر« في كل مرافق الدولة.. ولو كان الأمر بيدي لأضفت إلي اسمه كلمة واحدة فيكون اللواء إسماعيل الشاعر بالناس! وتمنيت وأنا أتابع أخبار المجمعات الانتخابية أن تستمر هذه المجمعات عاماً كاملاً حتي يتمكن كل مرشحي الحزب الوطني من تقديم خدماتهم إلي غير القادرين والبسطاء من أبناء هذا الشعب.. ففي دائرة المطرية وعين شمس أسعدني ما يقدمه المرشح المحتمل للحزب الوطني كامل أبوعيدة لأهالي دائرته.. تصوروا أن الرجل قرر أن تصل الكتب المدرسية إلي جميع الطلاب مجاناً من أولي ابتدائي حتي ثالثة اعدادي بعد أن تكفل بدفع مصروفاتهم المدرسية! تصرف نبيل وتكافل اجتماعي نحن في أمَّس الحاجة إليه.. وقدوة لو اتبعها كل مرشح في دائرته نكون قد تخلصنا من عبء يثقل كاهل أولياء الأمور الذي يحملون هم المصروفات المدرسية.. الأكثر من هذا أنه قرر أن يتحمل 52٪ من علاج أي مواطن بالدائرة و52٪ تخصم من الدواء ويصرفها هو للصيدليات! حتي لو كانت دعاية انتخابية فأهلاً بكل صاحب دعاية يقدم الخير لأبناء مصر.. ويفتش في ذهنه عن أفكار جديدة يستفيد منها البسطاء وغير القادرين بدلاً من اللافتات والميكروفونات والوعود المعسولة! وتمنيت ألا يستمع الكابتن حسن شحاتة لأفكار الذين يطالبونه بتجديد المنتخب القومي علي حساب كبار السن أمثال أبوتريكة الفنان، ووائل جمعة الصلد، لأن أصحاب هذه الأفكار هم أول من سينقلبون علي حسن شحاتة بحجة أنه صنع فريقاً جديداً من عديمي الخبرة.. ورغم أنني زملكاوي بلا حدود فإنني أعترف أن الكرة المصرية بدون أبوتريكة لا طعم لها.. وبدون وائل جمعة ستكون أوسع من شوارع مارينا وغزاله!