حاول مساعدة أسرته البسيطة ففقد حياته علي يد بلطجي !

لم يعلم "فادي" انه سيدفع حياته ثمنا لجدعنته بعد أن قرر العمل في أي مهنة لمساعدة أسرته الفقيرة ، رغم تفوقه في دراسته.
لم يجد امامه سوي أن يكون سائق توك توك ، لكن طلبه قوبل بالرفض من أسرته ،وبعد إصرار "فادي" الشديد خرج للعمل بمنطقة أوسيم بالقرب من محل سكنه.
في فترة قصيرة نجح "فادي" في هذه المهنة وأصبح يلبي كل احتياجات أسرته وأشقائه الصغار لكن للاسف لم تدم سعادته هو وأسرته كثيرا وانتهت حياته القصيرة علي يد بلطجي بلا ضمير.
تلقي رئيس مباحث مركز شرطة أوسيم بلاغا يفيد بالعثورعلي جثة طفل مصاب بعدة طعنات نافذة.
اخطر رئيس المباحث مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بالحادث الذي أمر بتشكيل فريق بحث بقيادة رئيس المباحث الجنائية لفك غموض الحادث والقبض علي مرتكبي الواقعة.
قوة من مباحث القسم توجهت الي مكان البلاغ وهناك كان المشهد كالآتي.. شاب لا يتعدي ال15عاما يرتدي ملابسه كاملة .. مصاب بعدة طعنات نافذة بأماكن متفرقة من جسده وبتفتيشه لم يتم العثور معه علي أي متعلقات شخصية تفيد هويته.
لم يجد فريق البحث أمامهم إلا رفع بصماته وتصويره وفحص بلاغات الغياب في محاولة لتحديد هويته وبعد ذلك تم نقل الجثة إلي مستشفي أوسيم العام لحين وصول الطب الشرعي وتشريح الجثة وإصدار تقرير يفيد بموعد تنفيذ الجريمة وما بها من إصابات ، بعد فحص بلاغات الغياب تبين أن المجني عليه ليس مبلغ بغيابه.
هنا طلب رئيس المباحث من معاونيه تكثيف التحريات بمكان الواقعة وبدائرة القسم بأكلمها في محاولة للوصول لهوية المجني عليه.
8 ساعات كانت مدة رحلة البحث وفي النهاية لم يتم الوصول لهوية المجني عليه وقتها عرض أحد معاوني مباحث القسم صورة المجني عليه علي سائقي التوك توك والميكروباص ربما تردد عليهم المجني عليه قبل ذلك ، بالفعل اثناء عملية البحث تعرف أحد سائقي التوك توك علي الصورة وأخبر فريق البحث أنه زميل لهم ويعمل سائق علي توك توك منذ فترة قصيرة.
وبسماع اقوال زملاء المجني عليها اجمعوا أنه حسن السير والسلوك وليس له أي عداءات مع أحد بالإضافة الي أنه طالب في المرحلة الإعدادية وجديد في المهنة ...وقتها رجح فريق البحث أن الجريمة تمت بدافع السرقة خاصة أن الضحية عثر عليه بمفرده وليس معه التوك توك الذي يعمل عليه.
بدأ ضباط مباحث مركز أوسيم القبض على عدد من المشتبه فيهم الذين ارتكبوا مثل هذه الجرائم للوصول لمرتكبي الواقعة.
تم فحص اكثر من 100 مسجل ممن ارتكبوا وقائع سرقات مماثلة وبإجراء التحقيقات معهم أعترف أحدهم أنه وراء ارتكاب الواقعة بعد استدراج المجني عليه بالتوك توك الخاص به بحجة توصيله إلى إحدى المناطق النائية الخالية من المارة بأوسيم ثم قام بضربه على رأسه من الخلف حتى فقد الوعي ثم طعنه عدة طعنات ، وقام بسرقة جميع متعلقاته وهاتفه المحمول والتوك توك وفروا هاربين بهدف عدم الوصول إليه أو تحديده.
وبالكشف الجنائي عن المتهم تبين إنه يدعى " عادل محروس" 34 عاما عاطل مقيم إمبابة سبق اتهامه في أكثر من قضية جميعها سرقة بالإكراه.
كما اعترف المتهم إنها ليست الواقعة الأولى بل قام بإرتكاب العديد من جرائم السرقة بمناطق متعددة منها الهرم وأكتوبر والجيزة.
بعد اعتراف المتهم والإرشاد عن مكان المسروقات تم تحديد هوية المجني عليه وتبين انه يدعى "فادي طارق"15 عاما ومقيم الوراق.
بعد تحرير محضر بالواقعة قام رئيس المباحث بإخطار مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة الذي أمر بإحالة المتهم الى النيابة التي حبسته 4 أيام على ذمة التحقيقات بعد أن وجهت لهم تهمة القتل والسرقة وحيازة سلاح أبيض.
فريق البحث
اللواء دكتور مصطفي شحاتة مدير أمن الجيزة
اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة
العميد عمرو طلعت رئيس قطاع شمال الجيزة
المقدم أحمد ربيع رئيس مباحث مركز شرطة أوسيم