وكأن مصر خالية من اللصوص حتي يأتي اليها لصوص من آخر العالم لسرقة بيوت المصريين التي اصبحت فيما يبدو مغرية للشعوب الاخري وحافلة بما لذ وطاب من المسروقات للدرجة التي تدفع عصابة كولومبية متخصصة في سرقة المنازل للسفر آلاف الكيلو مترات من اجل السطو علي بيوت المصريين! القصة رغم غرابتها وصعوبة استيعاب أسبابها حدثت بالفعل في حي النزهة بعد نجاح المباحث في القبض علي جميع افراد التشكيل العصابي الذين فجروا مفاجأة كبيرة في اعترافاتهم عندما أكدوا أن الاخبار السلبية المتداولة في وسائل الإعلام عن الانفلات الأمني وضعف وتراخي القبضة الأمنية كانت سببا رئيسيا في حضورهم إلي مصر لسرقة منازل اهلها ! البداية مثل أي بداية في القضايا المشابهة .. معلومات من احد المصادر السرية تلقاها النقيب مصطفي يسري معاون مباحث قسم شرطة النزهة تفيد ان ثلاثة أشخاص وفتاة كولومبيين الجنسية يستقلون سيارة ماركة ميتسوبيشي لانسر فضية اللون ويترددون باستمرار علي منطقة مساكن الشيراتون في اوقات متأخرة من الليل بصورة تدعو للريبة والشك .. وتم الربط بين هذه المعلومات وبين حوادث السرقة المتكررة التي شهدتها منطقة مساكن الشيراتون بنفس الاسلوب وهو كسر كوالين الابواب بواسطة قطعة حديدية علي الفور تم إخطار اللواءء سيد شفيق مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة بهذه المعلومات حيث امر بالتأكد من صحتها وضبط التشكيل العصابي فور التأكد من تورطه في ارتكاب هذه السرقات واكدت التحريات المكثفة التي قام بها ضباط مباحث قسم شرطة النزهة صحة المعلومات وتورط العصابة الكولومبية في ارتكاب جرائم السرقة المتتالية التي حيرت رجال المباحث الذين تأكدوا بأنفسهم من عدم تورط لصوص المساكن المصريين المعروفين لديهم في ارتكاب هذه السرقات وخاصة مع اختلاف اسلوب السرقة الذي يعتمد علي كسر الابواب بطريقة معينة لا يستخدمها اللصوص المصريين المسجلين والمعروفين لدي المباحث. لحظة السقوط تم إعداد الأكمنة اللازمة بمعرفة المقدم أحمد هيبة رئيس مباحث قسم شرطة النزهة الذي تمكن من ضبطهم وكذلك السيارة رقم س ل 3914 التي يستخدمونها في تحركاتهم ونقل المسروقات وتبين بعد التحري عنها انها مستأجرة من أحد معارض السيارات. وتم القبض علي العصابة الكولومبية متلبسة اثناء تواجدهم داخل العقار 76 بمساكن صقر قريش لسرقة احدي الشقق الكائنة بالعقار وتم الكشف عن شخصياتهم من واقع جوازات السفر التي يحملونها وهم -تقائد السيارة / جيرمان الندن البرت سن37. - ليفرا ألينا باتستا سن32. - تريكاردو أليكسندر فليب سن31. - تجرمان البرن سندوب سن34. وتم ضبط وتحريز بعض الأدوات الحديدية (أجنة ذ ذراديه ذ طفاشه)- التي تمثل بعدة الشغلا التي يستخدمها اللصوص الكولومبيون في سرقاتهم وتم سؤال المجني عليه أشرف عيسي محمود سن55 صاحب مكتب سياحة وصاحب الشقة رقم 13 بالعقار محل البلاغ والتي كان يحاول اللصوص سرقتها عند القبض عليهم حيث قرر أنه اثناء تواجده بالشقة فوجئ بقيام بعض الاشخاص يتحدثون بلهجة اجنبية يحاولون كسر باب الشقة فقام بالاستغاثة دون أن يعلم أن رجال المباحث كانوا يراقبون اللصوص واعدوا لهم كمينا لضبطهم متلبسين أثناء السرقة .. وابدي الرجل دهشته الشديدة بعد أن علم أن اللصوص الذين كانوا يحاولون سرقة شقته يحملون الجنسية الكولومبية وتساءل متعجبا بيعني جايين من بلدهم في آخر الدنيا علشان يسرقوناا ! وقام رجال المباحث بمعاينة الشقة التي شرع اللصوص في سرقتها وتبين وجود آثار عنف علي باب الشقة فتحرر عن ذلك المحضر رقم 19957/2012 جنح القسم وقام العقيد سليمان شتا مأمور القسم بإحالتهم للنيابة العامة لمباشرة التحقيق . وجاري استجوابهم للوقوف علي ما ارتكبوه من جرائم أخري و الكشف عنها وعن أماكن المسروقات التي قاموا بالسطو عليها .. اعتراف مرير الشيء المؤسف في الموضوع حقا ما جاء علي لسان اعضاء التشكيل العصابي عندما وجه اليهم رئيس المباحث سؤالا عن الاسباب التي دفعتهم للسفر آلاف الاميال من بلادهم التي تقع في اقصي جنوب امريكا اللاتينية واختيار مصر تحديدا مسرحا لنشاطهم الإجرامي حيث جاء الاعتراف المرير الذي يعكس فعلا ما وصلنا اليه من انهيار وتدني حيث أجمع افراد التشكيل الكولومبي علي أن الاخبار المتكررة التي تتداولها وسائل الإعلام في جميع انحاء العالم تجمع علي تراجع المنظومة الأمنية في مصر وضعف القبضة القوية المعروفة لجهاز الأمن المصري الذي كان يعد واحدا من اقوي الأجهزة الأمنية المشهود لها بالكفاءة والحرفية علي مستوي العالم ولا يقل عن الاجهزة العريقة صاحبة السمعة المدوية مثل سكوتلانديارد البريطانية وربما يتفوق عليه في معدلات ضبط الجريمة وهذا ما أغراهم باختيار مصر مسرحا لجرائمهم اعتقادا منهم بأن احتمالات القبض عليهم ستكون ضعيفة .. وهذا مايبرر ايضا عودة نشاط التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي كانت قد اختفت وتلاشت منذ نهاية التسعينات من القرن الماضي .. وهو ما يدعونا للتساؤل .. كم مجرما أغرته ظروف مصر بالتسلل اليها في الفترة الاخيرة وكم جريمة ارتكبها حتي الآن؟! وفي النهاية لانملك سوي مناشدة وسائل الإعلام المختلفة بمساندة الأجهزة الأمنية وتسليط الضوء علي انجازاتها في مكافحة الجريمة كما حدث في اقتحام اوكار المجرمين في جزيرة المنزلة والقبض علي الحمبولي وصبري نخنوخ وتصفية المحمدي واحمد حمزة وعدم المبالغة في ترديد نغمة الانفلات الامني التي رأينا نتائجها في طمع بعض الخارجين عن القانون من حثالة مجرمي العالم في بلادنا فضلا عن تصدير طاقة سلبية لضباطنا وجنودنا تدفعهم للإحباط وشعورهم بعدم تقدير المجتمع لجهودهم ومخاطرتم بأرواحهم من أجل أمن الوطن والمواطنين