العيون كلها داخل و خارج المحكم تتوجه الي قاعه «1» بأكاديمية الشرطه الساعه السادسه صباحا قوات الامن تقف في كل مكان الحواجز الحديديه وقوات الامن المركزي والشرطه العسكريه بكثافة غير معتادة حول مبني الاكاديمية حيث مقر المحكمة تفصل بين انصار مبارك ومعارضيه حتي لايحدث اشتباكات والذين كان عددهم قليل في ذلك الوقت السابعه صباحا بدأ المحامون والصحفيون والاعلاميون في التوافد علي المحكمة ... وعند البوابه الاولي بدأ رجال الامن يملون تعليماتهم علي الحضور بمنع دخول التليفونات المحموله وعدم دخول أي شخص بدون تصريح . وهنا اعترض الصحفيون علي قرار منع دخول التليفونات المحموله المحكمه مؤكدين للضابط ان هواتفهم تدخل كل مره حتي البوابه الاولي واصروا علي مقابله اللواء محسن مراد والذي اكد لهم انها تعليمات ويجب عليهم الالتزام بها وانه لن يخالفها ابدا ! بعدها دخل الصحفيون والمحامون اكاديمية الشرطة بعد ان تركوا هواتفهم في الامانات ... وكانت الاجراءات الأمنية كانت أشد من ذي قبل حيث كان التفتيش دقيق جدا . داخل قاعة المحكمة تم تخصيص اول ثلاث مقاعد للمحامين لكن هذا لم يمنع وجود بعض مجندين الامن المركزي في منتصف المقعد وكانوا يفصلون بين دفاع المتهمين والمدعين بالحق المدني . الدقائق تمر والقاعة تزدحم مثل اول جلسة للمحاكمة .. ولقتل الوقت كان الحديث عن الانتخابات وجولة الاعاده بين مرسي وشفيق ! الساعه الثامنه والنصف يقوم بعض المدعين بالحق المدني برفع صور الشهداء امام الكاميرات واخرين يحملون اوراقاً مكتوباً عليها « القصاص القصاص ضربوا ولادنا بالرصاص « واثناء ذلك تقف احدي السيدات والتي تنتمي لجماعة « احنا أسفين ياريس « وهي تبتسم قائله : «هم دول الشهداء... طيب شهداء 73 و67 راحوا فين ... مافيش حد ياجماعه معاه صورهم عشان ارفعها « تجاهل حديثها المدعين بالحق المدني واستمروا في رفع اللافتات ... واثناء ذلك دخل فيصل العتيبي المحامي الكويتي والذي اعلن قبل ذلك استعداده للدفاع عن مبارك قاعة المحكمة وبمجرد دخوله القاعه اخذ احد المدعين بالحق المدني يهتف قائلا : « بره .. بره « ليرد عليه المحامي يسري عبد الرازق قائلا : انت بتكلم مين يا أستاذ .. ياشيخ حرام عليك هم دول بيعملوا حاجه» ليضحك المتواجدون بما فيهم المدعون بالحق المدني ! في الساعة التاسعة صباحا قام المدعون بالحق المدني برفع صور الشهداء مرة اخري ليصرخ احد ابناء مبارك قائلا : انتم بترفعوا ايه .. دول مش شهداء .. ايه اللي انتم بتعملوه ده ... وبعدين قبل ماتقولوا عليهم شهداء شوفوا مين اللي قتلهم ؟! ليرد عليه المتواجدون طالبين منه ان يصمت .. كما قامت احدي الصحفيات باحدي الصحف المستقلة بتوجيه اللوم له وطالبته بعدم السخرية من الشهداء قائله : كله الا الشهداء ! يمر الوقت والجميع في انتظار صعود المستشار احمد رفعت والمستشارين هاني برهام وعاصم بسيوني المنصة وكذلك دخول المتهمين قفص الاتهام . وفي الساعة العاشرة دخل المتهمون القفص ... المتواجدون في القاعة كانوا يريدون رؤيتهم الا ان قوات الامن منعت ذلك بوقوفهم امام القفص الحديدي ... بعدها بدقائق اعتلت هيئة المحكمة منصة الاتهام وبدأ المستشار رفعت يتلو الحكم قائلا : بسم الله الرحمن الرحيم ... بسم الله الحق العدل .. بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيئا في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم . السادة الحضور الهدوء التام .. اي حركه او صوت سوف نعتذر فورا واكررها لكم نحن سنطبق القانون بكل حزم . بعدها اثبت المستشار احمد رفعت حضور المتهمين جميعا ماعدا المتهم الثاني رجل الاعمال الهارب حسين سالم اكد المستشار احمد رفعت ان المحكمة ستبدأ اليوم ببعض الكلمات وذلك في الجلسة المخصصة للنطق بالحكم وهي ان وقائع الاعتداءات المعروضة حسبما عرضت علي المحكمة واستقرت في وجدانها من واقع الاوراق والتحقيقات وما ارفق بها من مستندات وان هذا قطع في وجدانها صحة واستناد وثبوت في يقين واقع حازم تطمئن معه عقيدة المحكمة مرتاحة البال وهادئة الفكر .وان ماكشفت عنه سائر الاوراق مما يخشع الظلم ويموت الغموض ويسلط النور والضياء علي الحق ليظهر بأجنحه ناضره مستقره ليس به شك . فاذا بلغ صباح يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 اطل علي مصر فجر جديد لم تشهده من قبل به اشعته واضاءة بأمل طال انتظاره يتحقق مع شعاع هواء نقي لايوجد به شوائب عالقه حيث تنفس الشعب الصعداء بعد كابوس مظلم دام لمدة 30 عاما وكان هذا الظلام اسود سوادا سوادا . وكانت ارادة الله في علاه في هذا اليوم بأن اوحي الي شعب مصر البواسل تحوطهم ملائكة الحق وعلياء الدنيا ... طالبوا حكامهم واسيادهم المتربعين علي عرش النعيم والثراء والسلطة بأن يطعموهم من جوع ويطفئوا ظمأهم من ماء نقي ... وطالبوا بإنقاذ ابناء وطنهم من عفن العشوائيات بعد ان افترشوا الارض وشربوا من مياه المستنقعات ... طالبوهم بان يدروا عليهم من رزق حلال يقضي حاجتهم وانتشالهم من هوة الفقر . خرجوا سالمين سلميين ينادون سلميه سلميه .. صارخين ارحمونا يرحمكم الله .. أغيثونا .. انقذونا .. بعد ان تدهور بهم الحال اجتماعيا وأمنيا وثقافيا وتعليميا . وتساءل المستشار رفعت : ماذا جري لكي يامصر يامن ذكرك الله في كتابه ؟ لقد تألف في هذا اليوم قلوب المصريين الشرفاء واجتمعوا علي قلب رجل واحد وألف الله بينهم والهمهم القدرة والعزة وهنا زهق الباطل وكان زهوقا ... واراد الله بعد ذلك الضياء وخروج ابناء مصر السلميين منددين بما مروا به من ظلم وحسره وقهر متجهين نحو ميدان التحرير رافعين لافتات مكتوب عليها « عدالة حريه ديمقراطية « في وجه الفاسدين دون حسيب او رقيب . لقد احيلت هذه الدعوي الي المحكمة ليتم محاكمة رأس الدولة وبعض ذوي المناصب العليا في المجتمع يوم 3 أغسطس وكان يوما مشهودا ... اعتلت فيه المحكمة منصة العدل ومنذ ذلك التاريخ اخذنا علي أنفسنا ان تؤدي الأمانة الي أهلها لا نفرق بين هذا وذاك .. أخذنا بمبدأ العدالة المنصفة .. وأنزلنا صحيح احكام القانون علي أكمل وجه . لقد عملنا في جلسات متعاقبه .. وكان عهد المحكمة ان يعطي الفرص لكافة الأطراف ان يحصلوا ويستخرجون ما يروه من وجهة نظرهم واستمعت المحكمة الي شهود الاثبات الاول نال استحسان البعض والآخر اتهمته النيابة بالشهادة الزور والثالث كان متهم في جريمة اضاعة واتلاف الدعوي لذا قررنا عدم التعويل علي شهادة الشهود . ولم تجد المحكمة الا استدعاء كبار المسئولين في الدولة وقت الاحداث . «هذا كتابتنا ينطق عليكم بالحق قد جئنا بالحق وبعد ان انتهي المستشار رفعت من تلك الجمله اخذ المدعين بالحق المدني يقولون حسبي الله ونعم الوكيل ... والشعب يريد تطهير القضاء .. وفي الجانب الاخر ابناء مبارك يصرخون حرام واخذ احدهم يسب المجلس العسكري . ثم حدثت اشتباكات بين رجال الامن والصحفيين بعد ان حاول الصحفي وليد اسماعيل بجريدة التحرير المرور الي جانب المدعين بالحق المدني وقتها اعترضه احد الضباط لينهال رجال الامن عليه ضربا حتي وقع مغشيا عليا كما تم الاعتداء علي مجموعه من الصحفيين . ليصر الصحفيون علي أخذ حقوقهم بتحرير مذكره قدموها الي رئيس المحكمة ثم حرروا محضرا في قسم القاهرهالجديده .