عشق الرياضة منذ نعومة أظافره، مارس كرة السلة وهو في سن العاشرة، ثم اتجه لرياضة المصارعة في عام 1951 ليحصد بطولات المدارس الثانوية والجامعة في العام 1954، وأسس فيما بعد اتحاد كمال الأجسام. ولد عبد الحميد الجندي، يوم 28 مارس سنة 1936، في حي الدرب الأحمر بمحافظة القاهرة، التحق بسلاح المهندسين بالقوات المسلحة، وتدرج في الترقي حتي رتبه عميد مهندس في الجيش المصري. عشق رياضة كمال الجسام متخذا من البطل المصري "محمد نصر" بطل العالم لكمال الجسام عام 1952 قدوة ومثلا أعلي، وبالفعل توج في عام 1957بطلا للجمهورية، وفي العام الذي يليه تم ترشيحه للمشاركة في بطولة العالم لكن بسبب خلافات داخل الإتحاد المصري، والذي كان يجمع بين الإشراف علي رفع الأثقال وكمال الأجسام لم يتمكن من السفر لكن في العام التالي سافر ليشارك في بطولة العالم ببولندا وحصل علي المركز الثاني، ثم عاد إلي مصر ليواصل التمرين واشترك في عام 1961 في بطولة العالم بالنمسا لكنه حصد المركز الثاني أيضا، ثم عاد من النمسا وقد قرر هجر رياضة كمال الأجسام، والتوجه إلي رياضة رفع الأثقال، فتدرب علي أيدي البطل الكبير المدرب ونجم السينما "مختار حسين"، وتمكن عبد الحميد الجندي من تحقيق بطولة الجمهورية في رفع الأثقال. عبد الحميد »مستر يونيفرس« عاوده الحنين إلي رياضته المفضلة، فشارك في بطولة العالم لكمال الأجسام في عام 1963 في لندن وفاز بالمركز الأول وتوج بلقب "مستر يونيفرس"، ثم عاد الجندي في العام التالي 1964 ليكرر إنجازه ببطولة العالم فيحصدها للمرة الثانية على التوالي مما جعله موضع تقدير الزعيم جمال عبد الناصر، الذي منحه وسام الرياضة من الطبقة الأولى. وفي عام 1971 جاء ترتيبه في المركز الرابع ببطولة العالم، فقرر الاعتزال والاتجاه نحو التدريب والإدارة، وفي عام 1973 أسس الإتحاد المصري لكمال الأجسام، وتم اختياره بالتزكية ليكون رئيسا له، وفي العام الذي يليه تم اختياره ليصبح نائبا لرئيس الإتحاد الدولي لكمال الجسام، وفي عام 1990 أسس عبد الحميد الجندي، أول إتحاد عربي لكمال الأجسام وتم اختياره بالتزكية ليصبح أول رئيس له. وأثناء توليه للإتحاد المصري سعى لنشر رياضة كمال الأجسام في ربوع مصر، وفي عهده حصلت مصر على 95 بطولة مختلفة بين عربية وإفريقية ومتوسطية ودولية، كما تمكن من إحضار بطولة العالم إلى مصر، حيث نظمت مصر بطولة العالم سنة 1981 تحت سفح الهرم وإلى جوار أبو الهول وشاركت فيها 54 دولة وكانت بطولة تحاكى بها العالم من فرط روعتها. لعبد الحميد الجندي، موقف وطني لا ينسى حيث رفض بمنتهى الحسم كل الإغراءات التي تعرض لها للتجنس بجنسيات أخرى واللعب باسمها، ومن بينها دعوة مغرية جدا بوظيفة ذات راتب عال كمهندس بواحدة من كبرى شركات المقاولات الأمريكية، مع توفير كل الإمكانيات للمعيشة، وطبعا مع الجنسية الأمريكية لكنه رفض بقوة، وفي السابع عشر من يوليو عام 2000 رحل الجندي، في هدوء بعد رحلة طويلة من الإنجازات.