شهدت جلسات اليوم الثاني والأخير للحوار المجتمعي الشامل بهدف تطوير التعليم أمس حوارات ساخنة وصلت لحد السجال الحاد علي المنصة بين الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم واللواء هاني أباظة وكيل لجنة التعليم في البرلمان.. وكانت البداية عندما احتد النائب علي مسئولي التعليم، وخاصة الدكتور رضا حجازي رئيس التعليم العام واللواء يسري سالم رئيس هيئة الأبنية التعليمية بسبب عرضهم خلال الجلسة الأولي للإنجازات التي قامت بها الوزارة . وقال أباظة انه كان يتمني سماع رؤية جديدة للتطوير من جانب الوزارة للمستقبل وليس عرض انجازات، ليرد الهلالي الشربيني بأن الهدف من العرض تعريف الجميع بما تم عمله خلال الفترة الماضية، ثم الانصات لمقترحات الحضور بالتطوير، وأن الحوار المجتمعي هدفه الاستفادة من كل الآراء، لتعود الكلمة للنائب بأنه كان ينتظر رؤية الوزارة للمستقبل، ويرد عليه الهلالي بحدة، قائلا: المفروض أن نعرض عليكم ما نقوم به حتي نستمع مقترحاتكم للتعديل. وعاد السجال الحاد بين الطرفين عندما تحدث النائب أباظة عن تأخر وزارة التعليم في صيانة المدارس مما يؤدي لنقل طلاب من مدارسهم لأخري بعيدة بسبب الصيانة، ليرد وزير التعليم أن البرلمان هو السبب لتجاهله طلبات الحكومة بتعديل القانون 89 لسنة 1998، والخاص بعدم الاعلان عن المناقصات للصيانة إلا بعد وصول ميزنيتها فعليا. وقال الهلالي الشربيني: إننا في التعليم لدينا مشاكل كثيرة نسعي لحلها بكل الطرق ولدينا إرادة سياسية حقيقية من الرئيس عبد الفتاح السيسي لتطوير التعليم، نسعي لتنفيذها بشتي الطرق، فمشاكلنا في زيادة الكثافة وصلت إلي 42% من المدارس فوق 45 طالبا، و18% منها تعمل بنظام الفترات المتعددة، ولدينا 2.2 مليون مولود سنويا يحتاجون أماكن في المدارس، بخلاف مشكلة الكثافة الحالية، وقدمنا برنامجاً طموحاً لحل القضية خلال 3 ألي 4 سنوات، بواقع إنشاء 50 ألف فصل دراسي في العام الواحد . وعاد التوتر لجلسلة الحوار المجتمعي التي حضرها المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، عندما تحدث الطالب محمود جابر ممثل اتحاد طلاب مصر، قائلا: إن الطلاب أولي بالحديث من الأكاديميين وخبراء التعليم مطالبا بحوار مجتمعي مع الطلاب فقط، ليتدخل الوزير مباشرة بأنه لا يقبل أن يصف الطالب كل الأساتذة وخيراء التربية بأنهم لايفهمون، مؤكدا أن الكلمة متاحة للجميع وينتظر سماع المقترحات للتطوير وليس مزايدات لا جدوي من ورائها، واقترح ممثل اتحاد الطلاب عمل مادة عن ملحمة انتصار أكتوبر وليس مجرد درس تعليمي، للاستفادة من دروس النصر الكبير . وفيما استمر الحضور في عرض مقترحاتهم عاد التوتر مرة أخري، بعد رفض أولياء الأمور تأجيل دورهم لآخر الجلسة، ليحتد وزير التعليم علي مدير جلسة الحوار مطالبا منح الكلمة فورا للطلاب وأولياء الأمور حيث يستطيع مسئولو الوزارة تقديم مقترحاتهم مكتوبة.. وقال المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، إن كل مشاكل التعليم معروفة ولا نحتاج إلي خطط واستراتيجيات، ولكننا نحتاج إلي العمل الجاد لتغيير واقع التعليم المؤلم، وتضافر كل الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني ورجال الأعمال والإعلام الواعي. وقال د. سعد الدين الهلالي الأستاذ بجامعة الأزهر، إن الهدف من الحوار المجتمعي أن تنصت الحكومة لآراء ومقترحات الشعب، مطالبا وزير التعليم بإلغاء الإجازة الصيفية الطويلة والتي تستمر 4 أشهر كل عام، لاتعرف الأسرة ماذا تفعل مع أبنائها الطلاب.. مضيفا أننا أمة مستهدفة ويجب التركيز في مدارسنا علي التربية القومية والوطنية وتعليم الأخلاق والانتماء وقبول الآخر، لمواجهة الفتن ومحاولات تفتيت وحدة الوطن. وانتقد سعد الدين الهلالي، مناهج مادة التربية الدينية، قائلا: إن هذه المناهج لا تعلم الدين، مطالبا بمادة موحدة لجميع الطلاب المسلمين والمسيحيين، تعرفهم بشعائر وطقوس الديانتين ويعرف المسلم والمسيحي مواعيد الأعياد لدي الآخر، ويحرص علي احترامها .