اجتهادات كثيرة ووجهات نظر متعددة ورؤي مختلفة قيلت وترددت منذ الأمس داخل وخارج الولاياتالمتحدة وبامتداد العالم واتساعه، في محاولة جادة من جانب المراقبين والمتابعين المعنيين والمهتمين بالشأن الأمريكي وانعكاساته علي العالم، للوقوف علي الأسباب التي أدت إلي الفوز المفاجئ والمذهل والذي لم يكن متوقعا من الكثيرين لدونالد ترامب بمقعد الرئاسة الخامس والاربعين للولايات المتحدةالأمريكية. وفي محاولاتهم لتفسير ما حدث هناك شبه إجماع علي أن الكتلة العريضةمن الشعب الأمريكي هي السر وراء هذه المفاجأة، وهي السبب في قلب الموازين والوصول بالنتيجة إلي ما وصلت إليه، من هزيمة غير متوقعة للمرشحة الديمقراطية وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون وفوز مذهل لترامب علي عكس التوقعات. ويري هؤلاء ، أن الكتلة العريضة من الشعب الأمريكي أرادت أن تعلن في وضوح عدم ثقتها في النخبة السياسية الحاكمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأرادت أن تسجل بكل قوة وبطريقة عملية، أن تلك النخبة التي ظلت متصدرة للصورة وممسكة وقابضة علي مقاليد السلطة والحكم طوال الأعوام الماضية، فقدت مصداقيتها ، ولم تعد ممثلة لعموم الشعب الأمريكي ، بعد أن فشلت في التعبير عن آمال وطموحات المواطن الأمريكي البسيط. ويقولون أن هيلاري كلينتون تمثل بصورة قوية النخبة السياسية الأمريكية ولذلك رفضتها الكتلة العريضة من الناخبين،...، وأن ترامب في حقيقته لا يمثل هذه النخبة، بل أنه أتي من خارجها، وأنه نجح بالفعل في أن يخاطب الكتلة العريضة من الشعب الأمريكي، وأنه نجح في إقناعهم بأنه يمثلهم وأنه سيكون معبرا صحيحا عنهم، ولذلك أعطوه أصواتهم وانتخبوه ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة،...، ومن هنا جاءت المفاجأة التي أذهلت العالم.