تقابلت معه صدفة وسط الأزمة .. شاب يسأل بائعا في »السوبر ماركت » عن السكر.. وعندما سمع الرد بأنه غير متوافر..ذمجر واخذ يتحدث عن الازمات قائلا: »يبقي مفيش سكر ويعملوا مؤتمر للشباب..وعملين كل يوم يكلمونا عن ايه عاصمة ادارية جديدة وطرق ومطارات وموانئ هنعمل بيها ايه مش كانوا جابوا سكر وخفضوا الاسعار احسن» أسرعت خلف الشاب نتجاذب اطراف الحديث..وبادرته قائلا: لدي كيلو سكر في البيت ممكن اعطيه لك..فقد توقفت عن شرب اي شيء بالسكر منذ بداية الازمة المصطنعة.. فقال : عجبك يعني المؤتمر واحنا في ازمة..ووجدتني اقول له : اولا المؤتمر ميعاده معروف من يناير الماضي..واهم شيء ان عقد المؤتمر في شرم الشيخ اعطي رسالة للعالم ان بلدنا فيها امان..وان الارهاب منحصر في جزء صغيرعلي حدودنا وليس في كل سيناء فيمكن للسياحة ان تعود ويأتي المستثمر بأمواله لتنمية اقليم قناة السويس.. ثانيا: المؤتمر كان فرصة للشباب ليتكلم ويخرج ما بداخله امام الرئيس والحكومة..ولا يكتفي بالفيس بوك وقعدة القهاوي..وكان فرصة لتصحيح الافكار المغلوطة وتوضيح العوائق التي تمنع تنفيذ الافكار زي فكرة التعليم وعودة الجمهور للملاعب..وايضا هناك افكار من خارج الصندوق يمكن الا ترد علي عقل جيل الكبار يمكن الاستفادة منها. قاطعني قائلا: » فيه شباب كتير غاضبون وبيقولوا : المؤتمر فاشل»..فقلت له: هذا هو العيب فلدينا الكثيرون المؤمنون بفكرة »انا فيها لاخفيها»..واعتقد انه لو سافر هذا الشاب وشارك كان رأيه سيكون مغايرا.. علينا ان ننظر لما قيل وليس لاشخاص المتحدثين..ونري ان كان ما طرح هو ما يجول داخلنا ام انه خارج السياق..وان كان لدينا افكار مغايرة فلنتحدث بها واعتقد ان ابواب الصحف والفضائيات مفتوحة علي مصراعيها. مرت فترة صمت بيننا..ثم تحدثت قائلا : ان نظرتك للمشروعات القومية ضيقة ومن فكرة »عيشني النهاردة وموتني بكره» وهذا هو الاختلاف بين افكار الشباب والاباء فالاب منذ ان يقبض راتبه لا يفكر في يوم او اثنين بل كيف يوفر احتياجات اسرته طوال الشهر ولذلك يراه الابناء متجبرا وصانع ازمات بلا داعي..ولكنه في الحقيقة يحافظ علي استقرار حياتهم ويصنع مستقبلهم..والمشروعات القومية دلوقتي فتحت بيوت بدلا من البطالة والجلوس علي المقاهي..والوقوف علي النواصي..ومستقبلا ستكون الشرايين التي تتدفق فيها اموال الاستثمار لتخلق فرص عمل جديدة. اختتمت كلامي متسائلا: حالنا النهاردة احنا احسن ام امس ؟.. فكان رده الان افضل..فعدت إلي سؤالي الاول ان كان عايز كيلو السكر..فصدمت من اجابته فقال والدي اشتري لنا باكتتين مع بداية الازمة.. وحتي الآن الكيس الاول منها لم ينته بعد فنحن قليلو استخدام السكر وعندنا دلوقتي 19 كيلو..انا كنت عايز علشان اوزعه علي المحتاجين!.