بدأت الحياة أمس تعود تدريجياً إلي طبيعتها برأس غارب ومدن البحر الأحمر نتيجة للجهود المكثفة التي تبذلها عناصر القوات المسلحة بالتعاون مع كافة أجهزة الدولة المعنية لرفع المعاناة عن الأهالي وإعادة الأوضاع لما كانت عليه من قبل.. وقال العميد محمد سمير المتحدث باسم القوات المسلحة ان العناصر الفنية والتخصصية من الجيش الثالث الميداني والهيئة الهندسية للقوات المسلحة المنتشرة في محيط رأس غارب تعمل نهاراً وليلاً مدعومة بطلمبات نزح وكسح المياه والرمال المترسبة داخل المنازل والمدارس والمنشآت الحكومية والخدمية وإعادة حركة السير الطبيعية بالشوارع والميادين الرئيسية وشفط المياه من الشوارع والاحياء الضيقة الأكثر تأثرا داخل المدينة.. كما استمرت عناصر هيئة الإمداد في تقديم الدعم الإداري وتوزيع الأغطية ووسائل التدفئة والمواد الغذائية علي المواطنين المتضررين، كما تم فتح مخبزين آليين بطاقة 30 ألف رغيف. من ناحية أخري أعلن د. سامح صقر رئيس قطاع المياه الجوفية عن تشكيل لجنة علمية لتقييم آثار السيول التي اجتاحت المنشآت في مدينة راس غارب لتحديد الأسباب التي أدت الي ذلك، مشيرا الي أنه يتم تحليل البيانات التي تم يتم تجميعها من خلال شبكة اجهزة قياس الامطار المنتشرة في جميع انحاء الجمهورية وتحديد المناطق التي سقطت عليها المياه من خلال خرائط التنبؤ والنماذج الرياضية المتاحة لدي وزارة الري ، وذلك لتحديد اجمالي كمية الامطار التي هطلت بكل منطقة علي مستوي الجمهورية اثناء » السيول«، وكذلك حساب حجم المياه التي تم حصادها خلف السدود وداخل بحيرات التخزين ، وما تم فقده بالجريان السطحي الي البحار ونهر النيل. ومن جانبها أكدت د. كريمة عطية مدير معهد الموارد المائية التابعة للمركز القومي لبحوث المياه، أن المواطنين أقاموا منشآت علي مخرات السيول، ولم يأخذوا في اعتباراتهم أنها من الممكن أن تحدث وذلك نتيجة عدم حدوثها منذ عشرات السنين قائلة «المواطنين واخدين أمان والمنشآت مقامة علي مخرات السيول» وهذا يهدد حياتهم. وطالبت رؤساء المدن التي سقطت عليها سيول باستخدامها في الزراعات أو تحويلها علي شبكة مياه الشرب علي حسب احتياجات كل محافظة، قبل ان تتبخر.